جعفر عباس

نعم النساء متطرفات في….


نعم النساء متطرفات في….
[JUSTIFY] لأن الرجل الشرقي يعتبر البيت محتوى وأثاثا وترتيبا ومظهرا، مجالا نسائيا بحتا، فإنه يعفي نفسه من معظم مسؤوليات البيت بدرجة أنه قد يربأ بنفسه عن رفع شيء قذر ملقى على الأرض ووضعه حيث ينبغي ان يكون.. وكثير من الأزواج – وأنا منهم – يتخلصون من ملابسهم عشوائيا.. فمثلما يعود العيال من المدرسة ويتخلصون من كل ما يتعلق بها في أجزاء متفرقة من البيت.. الشنطة فوق الكنبة، والقميص على الكرسي وفردة حذاء في المطبخ والأخرى في الحمام، فإنني وبكل رجولة أوزع ملابسي حيثما وكيفما اتفق. ورغم المواعظ والمحاضرات التي ظلت زوجتي تلقيها عليّ بشأن فرز ملابسي المتسخة وعدم وضعها مع الملابس النظيفة فإنني أتسلح دائما بسلاح «بعدين»… ومنذ سنوات وزوجتي تتساءل متى يحين موعد «بعدين» هذه.
غالبية الرجال فوضويون في البيوت، وغالبية النساء حريصات على ان يكون البيت مرتبا ونظيفا.. ولكن تكمن المشكلة في ان النساء متطرفات في أمور النظام والترتيب والنظافة المنزلية.. وقد ابتلاني الله بزوجة لو جعلوها مديرة لفندق مصنف «خمس نجوم» لرفعت تصنيفه إلى سبع نجوم في يوم واحد لأنها كانت ستجعل العاملين فيه يرون «النجوم السبع» في عز ظهر يوم في يوليو/تموز .. وقد أكون «فوضويا» في جوانب في حياتي المنزلية، ولكنني لا أمانع في المساعدة في أعمال البيت، وبالمقابل لا يهمني في كثير او قليل ان تكون الفوطة قد سقطت من على الطاولة او الكرسي، ولا ما إذا كانت ألوان قطع الأثاث متجانسة او «كل واحد من بلد».. حتى عند الإقامة في الفنادق تحرص النساء على ترتيب السرير فور الاستيقاظ ويتضايقن إذا قمت بتحريك كرسي من مكانه: يا بنت الناس.. هناك كتيبة من العمال في الفندق واجبهم ترتيب الغرف فيأتيك الرد: ماذا يقولون عنا إذا وجدوا الغرفة مبهدلة؟ فيم يهمنا رأيهم؟ في جامعة نيوزيلندية – وهذه حكاية واقعية – ظل طالب عربي يواصل الإجابة عن أسئلة الامتحان بعد انتهاء الزمن المخصص للامتحانات بنصف ساعة والمراقب يتوعده.. ثم تحرك الطالب نحو المراقب وسأله: هل تعرفني؟ فأجاب المراقب بالنفي، فقال الطالب: ثانك يو وحشر كراسة الأجوبة الخاصة به وسط تلال الكراسات التي تركها زملاؤه.
ومن فرط هوس النساء بالترتيب والنظام والهندام، سقطت الكثيرات فريسات صناعة التجميل، فالسمراوات مهووسات بكريمات تفتيح البشرة (وكأنما البشرة السوداء أو السمراء «مغلقة» وبحاجة الى «فتح») والبيضاوات يشوين جلودهن في الشمس ليصبحن برونزاج (للمتخلفين.. فإن الكلمة مشتقة من البرونز الذي هو معدن فالصو ينجم عن خلط النحاس بمعادن أخرى).. أي مائلات الى السمرة.. يعني لا هذه ولا تلك راضية عن لون بشرتها الطبيعي.. وفي السنوات الأخيرة صار قمة المدح والتغزل بالمرأة أن تقول لها بصوت مرتفع ينم عن انزعاج وعجب: لا حول ولا قوة إلا بالله.. ما عرفتك.. لماذا صرت ضعيفة وهزيلة إلى هذا الحد.. لعل صحتك طيبة.. هذا الكلام يفوق عند بعض بنات هذا الزمن هدية بالشيء الفلاني حتى لو كانت الواحدة منهن تزن نصف طن.. تماما كما تستطيع ان تلحس عقل رجل لم تلتق به منذ ثلاثين سنة: يا سبحان الله.. شكلك لم يتغير منذ ان تفرقت بنا السبل بعد امتحانات الشهادة الثانوية (اكتشفت في السنوات الأخيرة أن الرجال يبدأون في الكذب حول أعمارهم بعد تجاوز سن الخامسة والأربعين)

جعفر عباس
[email]jafabbas19@gmail.com[/email] [/JUSTIFY]


تعليق واحد

  1. اهلا ابو الجعافر
    يبدو او حكومتك قوية ومسلحة ومتمكنة ( من التمكين )لانو ليك فترة بتكسر ليها تلج ياربى يكون السبب شنو ؟

    1/ تكون طولت ما جبت سيرتها فى كتاباتك
    2/ عندك رغبة فى تفويت ملف من غير ما تركز فيه
    3/ داير تتملص من مسئوليات عارفها راجياك ( غسيل عدة وخلافه ..)
    4/ مسافر وما دايرها تمشى معاك وتبقى ليك (حقصة) وبتوريها عظمتها فى البيت واهميتها

    5/ ماخفى اعظم

    مع تحياتى

    عبدالعظيم طيفور

  2. والبيضاوات يشوين جلودهن في الشمس ليصبحن برونزاج (للمتخلفين.. فإن الكلمة مشتقة من البرونز الذي هو معدن فالصو ينجم عن خلط النحاس بمعادن أخرى)….. ماجميلة كلمة للمتخلفين دي يااستاذ…ماتستخف بعقول الناس…وعموما كل كتاباتك جميلة لكن المرة خربتها شوية