قم للمعلم .. (3)

ثالثا: دعيني اعترف أن الزمان غير الزمان، وأن حلول الماضي لا تصلح لهذا الزمان، ولكني أثق تماماً أن وزارة التربية الاتحادية وعلى رأسها الأستاذة الفضلى سعاد عبد الرازق ومعاونوها قد لمسنا جهدهم واصرارهم على تجويد العملية التربوية، وكذلك كل الأساتذة الكرام وزراء التربية بالولايات، بجانب المساندة الفاعلة والمؤثرة من تنظيمات المعلمين، ومن المنتدى التربوي الذي يضم كوكبة من الأفذاذ، الذين وهبوا ما تبقى من أعمارهم بعد المعاش لخدمة التعليم والمعلمين، إن المعلم في زمانكم هذا لم يعد الجهة الوحيدة التي تقدم المعرفة، فقد صارت تنافسه جهات أخرى فاسدها أكثر تأثيراً من صالحها، والضار منها يعم الجميع البيئة الاجتماعية- الأسر والمجتمعات التقاليد والمثل أنها الفضائيات وافرازات الانترنت، والتويتر، والفيس بوك، وثقافة العولمة.
رابعاً: أن المدرسة بصورتها الحالية لن تستطيع أن تقوم بالتربية والأسرة أيضاً رغم أنها تقوم بالرعاية، لن تقوى على التربية متضامنة مع المدرسة، وحتى المجتمع كذلك لأنه يزخر بالسلبيات التي تعيق المدرسة من اداء رسالتها، هذه هي الوسائط التي تشترط في اعداد ذلك المواطن الصالح، لهذا فلابد من تضافر جهود أخرى تؤمن بأن تطوير التعليم وتجديده رسالة قومية لا يقع عبؤها على الدولة وحدها، ومع ذلك فلتكمل الدولة مسيرة الاصلاح لابد من اختيار المعلمين بعناية فائقة، وبواسطة لجان من معلمين أخيار خبروا المهنة ومتطلباتها، وأن يتم تدريبهم قبل الدخول للفصول ولو بالتوجيه والإرشاد، وأن يكون بينهم الموجه الفني الناشط الذي يتابع مع المعلمين مسيرة المنهج الموزع في كراسة التحضير شهراً بشهر، وأن تتغير المناهج لترتبط بحياتنا اليومية ومستقبل أجيالنا كما ترتبط باحتياجاتنا التي ترسي دعائم القيم وجيد الموروث.. أما ماعون تلك المناهج وهو السلم التعليمي فيجب توزيعه اعتماداً على النظريات التي سبقت وخبرات المنظمات التربوية، بجانب علم النفس وسلوكيات المراحل العمرية وبجانب كل ذلك لابد من القوانين التي تنظم التعليم بنوعيه الحكومي والخاص بدل تلك اللوائح التي لا يكترث بها مستثمرو التعليم الخاص، والتي تكفل الظروف المادية السمحة لتجذب الخيرين لارتياد المهنة «ارفق لك قصيدتي في هذا المعنى».
الأستاذة الكريمة: سيظل المعلم بخير وله كل الاحترام ما دام أهل المهنةالحقيقيون صفوة الخيرين العاملين خارج الوطن يعترف بأفضالهم أهل تلك الديار، وما دام فيهم أولئك الصامدون المنتشرون في القرى والوديان، وبين الرحل والنازحين من المعلمين والمعلمات، أنهم بناة الإنسان هدف التنمية وآلياتها، فلا خوف عليهم.
[LEFT]أ عوض أحمد- معلم بالمعاشرئيس المنظمة السودانية الإعلامية لحماية المجتمع[/LEFT] [LEFT][B]مع محبتي للجميع..[/B][/LEFT]
سياج – آخر لحظة
[email]fadwamusa8@hotmail.com[/email][/JUSTIFY][/SIZE]

