فدوى موسى

الجبخانة غير موجودة

[SIZE=5][JUSTIFY] [CENTER][B] الجبخانة غير موجودة [/B][/CENTER]

أستاذة فدوى أرجو أن تمنحنيني فرصة بعمودك..

عادت مرة أخرى حوادث الكلاب الضالة لتتصدر بعض الصحف وفي مدينة المناقل أودت بحياة طفلة في الخامسة من عمرها.

وقبل سنوات كانت حوادث الكلاب الضالة تشغل بال المجتمع في العاصمة والأقاليم.. وحول الحوادث المرعبة نسجت الحكايات والخرافات كل ما في الأمر أننا تجاهنا النظم التي كانت تتبع في الزمن الماضي.

هنالك حكمة أو قول مأثور متوهجاً وهو أن (الوقاية خير من العلاج) ولو تفاعلنا بهذه الحكمة وعملنا بها لوفرنا ا لكثير من العملات الصعبة التي تصرف على معينات العلاج وحصنا الإنسان الذي هو رأسمال النماء والتقدم من كثير من الأمراض التي تؤدي إلى تعطيل الطاقات وتبديد الموارد.

في المدارس ا لإبتدائية تعلمنا كيفية مكافحة البعوض والذباب وفي مورثاتنا وثقافاتنا نجد ما يعيننا على التغلب على الكثير من الأمراض ومن أمثالنا الشعبية (درهم وقاية خير من قنطار علاج)..

في الماضي كان من ضمن مهام واختصاصات الشرطة القضاء على الكلاب الضالة ويخصص أحد رجال الشرطة للقيام بهذه المهمة.. للأسف الشديد أهملت هذه المسألة ولذلك كثرت الكلاب الضالة وتناسلت بأعداد مخيفة ولعلنا ندرك كم من الجرو تضع أنثى الكلب ولا نصراف الناس عن تربية الكلاب بالمنازل ولكن أتخذت المناطق النائية للتوالد والتكاثر وتلاشت تلك الألفة التي تميزة بها وأصبحت تجوب الأحياء في مجموعات مفترسة.

قيمة المصل الواقي من السعر بلغ (350) جنيه ولا أعتقد أنه في مقدور رب أسرة تحمل تبعات عضة كلب ومواجهة تلك الحالة الطارئة قبل فترة كنت أقف أمام باب المنزل فجاءة سمعت صراخ حفيدتي فاطمة ذات الستة أعوام وهي تعدو أنا أعدو كما لم أعدو من قبل وقد جاوزت الستين من العمر وبالكاد استطعت تخليصها وقبلها الصغير يكاد يظفر من بين ضلوعها ونجت من موت محقق.. تملكني غضب عارم والوقت كان حوالي التاسعة صباحاً واتجهت للنقطة بلغتهم بأمر الكلاب وأشاروا لي بالذهاب لمركز حماية وأمن المجتمع وفي المركز علمت أن ما يهمه الأمر ذهب لتناول وجبة الإفطار وعندما جاء للمركز شرحت له الأمر وطلب مني كتابة طلب ولعدم وجود ما يلزم لكتابة الطلب (الورقة والقلم) قام بكتابة الطلب بنفسه وطلب مني التوقيع عليه وفعلت وقال لي إن الزخيرة غير موجودة الآن وعليك الإنتظار يومين ثلاثة وأعطاني رقم التلفون للمتابعة وبعد اليومين ثلاثة اتصلت وعلمت أن الجبخانة لم تصل وبعد عدة اتصالات أخرى متلاحقة فقدت الأمل في القضاء على عصابة الكلاب المارقة وهي الآن تجوب الحي في تحد سافر.. أحسست باليأس وأنني ربما أغرد خارج السرب وعلى أن أراجع حساباتي وما علق بذاكرتي عن روعة الماضي وذلك الزمن الجميل وعن تلك الحضارات والثقافات التي سادت ثم بادت وتلك النظم المتبعة في كافة الحالات وما علي إلا أن أحمل العصا عند الذهاب لصلاة الصبح في ذلك الوقت الذي لا أتبين فيه الخيط الأبيض من الأسود من الفجر وتكون تلك الضواري في حالة طاغية من الشراسة والعنف وأرجو من جهات الإختصاص إعطاء الأمر أهمية وشكراً.

[LEFT]والله ولي التوفيق

محمد عثمان عباس الشاويش[/LEFT] [B]آخر الكلام:[/B]

أها عووووق يا أهل الاختصاص.

[LEFT][B]مع محبتي للجميع..[/B][/LEFT]

سياج – آخر لحظة
[email]fadwamusa8@hotmail.com[/email][/JUSTIFY][/SIZE]