جعفر عباس

لم يحذرونا من حليمة


لم يحذرونا من حليمة
[JUSTIFY] في منطقة ميت عقبة بالعجوزة بمحافظة الجيزة بمصر، أرملة شابة اسمها هويدا، وقد كتبت عنها من قبل ناصحا الرجال بالابتعاد عنها، وبالمرة عن كل واحدة اسمها هويدا، وهويدا هذه تواجه تهمة قتل زوجها، الذي وصفته بأنه كان «جِلدة وقيحة»، يعني بخيل: البيت مافيهوش لحمة.. وما تنساش تجيب معاك رغيف مرحرح،.. يا ولية انتي مش عارفة ان اللحمة فيها كولسترول وبتسبب النقرس والبلهارسيا.. وبعدين فين الرغيف اللي اشتريناه الشهر اللي فات؟ وتكرر هذا المشهد والسيناريو حسب رواية هويدا ففاض بها الكيل، وهجمت على الزوج وغرزت أسنانها في صدره، فصارت أرملة.. يعني زوجها مات.. كانت عضة شخص «ممغوص» وغاضب، وليست عضة «متوحشة»، المهم أن الرجل سقط جثة هامدة، ونقلوه الى المستشفى وقال الطبيب ان السبب المباشر للوفاة هو السكتة القلبية، .. (هل من الممكن في ضوء حكاية هويدا هذه أن يكون الاسم اختصارا لعبارة «هو إيه دا»؟؟)، المهم أن الدرس الذي يجب علينا نحن معشر الرجال ان نتعلمه من حكاية هويدا هذه هو: الفلوس رايحة رايحة.. وعليك شراء راحة بالك وسلامتك بفلوسك، لأن ذلك الكائن الجميل الوديع (المرأة) الجالس أمامك، والذي قد يرتجف أحيانا إذا رمقته بنظرة حادة، ويطلب بوليس النجدة إذا رأى صرصارا أو فأرا، قد يملك مخالب وأسنان تسبب الفشل الكلوي او انسداد الشرايين.. والمرأة صبورة وحليمة، ولكن حكماءنا نصحونا بتجنب غضب الحليم.. ونسوا أن يحذرونا من غضب الـ «حليمة»، وقد صارت النساء من الشراسة بدرجة ان هيئة علماء الأزهر كونت قبل أعوام لجنة للنظر في سبل حماية الأزواج من بطش النساء، حسرة على المرجلة والرِّجالة، فهناك الملايين منهم الذين يتعرضون للضرب على أيدي زوجاتهم، ولكنهم يخجلون من التوجه الى الشرطة، هل يلجأ إليهم صائحا: الحقوني.. المدام ضربتني بوكس في عيني وشلوت في بطني؟.. في معظم الأحوال فان الزوجة لا تلجأ الى العنف ضد الزوج إلا في حالتين: يفيض بها الكيل فتفقد السيطرة على أعصابها وتوازنها لأن في الزوج عيوبا كبيرة لم يفلح في معالجتها، او الإقلاع عنها: كسول ولطخ لا يهمه عدم وجود رغيف في البيت.. البنت مريضة ولا يريد نقلها الى العيادة.. فقد وظيفته منذ 6 أشهر و«ما عليه» يجلس 10 ساعات أمام التلفزيون، ويسرق النقود الشحيحة الموجودة في محفظة المدام! أو لأن الزوج ضعيف الشخصية «وما يجيش إلا بالضرب».. وأعرف رجالا كثيرين يستأهلون الضرب بالجزمة القديمة: رجل يكفي دخله الشهري بالكاد لتوفير الخبز، وينفق جانبا كبيرا منه على السجائر او الخمر او حتى شراء الجرائد.. نعم فشراء الصحف والكتب يكون ضربا من السفه والبذخ إذا كان المشتري قليل الحيلة ماليا، وراتبه لا يكفي لشراء ضروريات الحياة لأفراد أسرته.. وكذلك يستحق الضرب، الرجل الذي لا يقصر في أمور أناقته ومظهره الاجتماعي ويزور المطاعم الراقية ويشتري فاخر الثياب، وزوجته حبيسة الجدران وتستحي حتى من زيارة أهلها كي لا يروها في الأسمال التي كانت قبل خمس سنوات ملابس زفافها.
وبعيدا عن عالم الغم والضرب: يقال أحدهم زار جاره الذي ينتمي إلى قبيلة الجعليين في السودان التي تحتكر «المرجلة»، والذي تجاوز الثمانين، فنادى العجوز زوجته: يا حبيبتي احضري للضيف بعض العصير.. وبعد ان أتت بالعصير قال لها: شكرا يا نور عيوني،.. وبعدها بقليل أتت الزوجة بالشاي فقال لها الزوج الجعلي!: تسلم إيدك يا ست الكل، أحس الزائر بأن جاره الجعلي هذا فقد قواه العقلية وسأله: شنو الكلام االعجيب ده؟ تدلع زوجتك؟ فهمس الجعلي العجوز: بيني وبينك نسيت اسمها!! ويروى أن رجلا قال لزوجته انه قتل أربع ذبابات، ثلاث منها ذكور وأنثى واحدة، فسألته كيف عرف جنس الذباب، فقال ان الذكور كانوا يتجمعون فوق السكر بينما الأنثى كانت على المرآة.

جعفر عباس
[email]jafabbas19@gmail.com[/email] [/JUSTIFY]


تعليق واحد

  1. يحفظك ربي استاذنا القدير

    كل الأمتنان لمقالتك الرائعة الله يبارك لنا فيك

    وانا من اشد المعجبين لجمال اطروحاتك

    جزيل الشكر