فدوى موسى

أمرك عجب!

أمرك عجب!
[JUSTIFY] لا يملؤها الا التراب.. ان جاءها الخير طمعت لاكثر منه.. أصابها الشر تبرمت وضجت ندماً وحسرة.. ان غشاها برداً تاقت لحرارة الأجواء.. وان ارتفعت حرارة الأجواء جنحت تبحث عن برودة الأهواء.. عين لا يعجبها العجب ولا يرضيها الا كما يقول أهلنا الحكماء الا ان تملئها حفنة التراب.. الكل يشكو.. الكل يهجو.. الغني يبحث عن السعادة التي تلف الفقير في بعض قناعته.. الغني لا يرضي ان يكون الا مكسواً بكل مميزات الحياة.. الفقير ينظر لفيء وظلال ما يتمتع به الغني ويأمل ان يمتليء جيبه مثله مثل الغني و لا ينظر لما يتمتع به من عافيه واجواء ضميرية ناعمة.. ماذا يقول الراصد الا ان يردد مقولة اشبه بما قاله البصري «هذه قبورهم وهذه قصورهم» لا احد قانع بما وهب.. الكل ينظر ويسترق ويرهف السمع لتفاصيل حياة الآخر ربما يجد فيها مساقاً للعبور والاختراق.. وربما الأخذ وإن تعسر ذلك وصل الأمر مرحلة الانتزاع..

وقوفاً على أطراف الطرقات ورمق الأنظار لمن يملك دابته ووقته وانطواءً على بعض التمني بذلك.. وقوفاً على أبواب المشافي وأمنية بدوام التعافي والصحة.. وقوفاً على أبواب المدارس، وشوقاً لمبارحة محطة الجهل والعظمة.. وقوفاً على أبواب الحقل والمزرعة وشهوة لخضرة الضراع واخضرار اليابس.. واحلام ورغبات لا يكف جماحها الا ان تبعث من داخل الانسان رغبة قوية في التزود ببعض الزهد والتنازل مقابل سعي حثيث وطموح آمل ورضاءًا بالقدر.. البيوت تمور زقاقات تفاصيلها بالكثير رغبات وموجات واطياف السعادة ومفارقة الشقاء لكن هيهات ان تأتي تلك الأمنيات مبرئة من عيب ولازمة.. المرأة للمرأة مساندة وفكرة منقوصة ان تداخلت مع رغباتها الاخرى.. عين الداخل المترصدة وامنية ببعض الحسادة الانثوية إن طوى الأمر في جوفه تفاوت في معدلات المقايسة والمفاضلة فالانثى مهما سمت بداخلها قيم النبل والطيبة تبقى دائماً هناك بعض المداخل الفطرية للغيرة والحسد وربما «حب الاذى الذي هو من طباع الـ …» يزال الرجل مزهواً بماضيه الشرقي البطولة والسيف والحصان والنفخة الكاذبة في عالم لا يتماشى فيه هذه الادوات مع روح التقنية ولف العالم في ثانية كونية قروية.. فقد طوت التقانات المسافات وأزالت الحواجز.. وبات من حكم المسلم بأنه ان قوة الرجل التي تتغنى لها المرأة في ثنايا الهدوء ومعرفة العصرية واستخدام أدوات وروح العصر.. إنها الحياة بكل تداعيات زمانها وخطوط العرض والطول.. لا تزال تنبع منها مسافة واحتمالات لمرونة التعاطي مع التفاصيل القاسية التي كانت مساراً للزمان ثوان ودقائق وساعات وايام وأسابيع وشهور وسنيناً وطياً للمسافات زاداً وراحلة وتطوافاً نزولاً وصعوداً جبالاً ووهاداً تلالاً ورمالاً وواحات وصحراء.. دنيا تتوالى معطياتها مع الانفاس وروائع البوح الذي صار في هذا العصر شفيفاً وشفافاً.

آخر الكلام..

بكل تلك التفاصيل وابراقاتها وارعادها وجفافها ورطوبتها.. تظل الحياة محلاً يمكن الإنعطاف إليه ومعه قرباً وبعداً ولا تنتهي الرجاءات الا بانقضاء الأجل وملء العين بالتراب.
..[/JUSTIFY]

مع محبتي للجميع

سياج – آخر لحظة
[email]fadwamusa8@hotmail.com[/email]