وهمة زول!
كما قال أستاذنا »الواعي« إن المسؤولين ما حاسين بحجم معاناة العامة الذين طحنتهم الأسعار المرتفعة ودهستهم الأمراض فصار مرضهم بنداً للاستثمار عند الآخر.. ولأنهم لا يحسون بحجم الوهن والضعف الذي ينتاب الكثيرين من أبناء أمتهم.. تتصور وتترأى لهم قطاعات الشعب في حالة ترف كبرى ويتلخص ذلك في تساؤل السؤال الكبير »كيف الناس ما قادرة تأكل؟«.. بالتأكيد ليس كل ناس البلد لكن شرائح مقدرة تتعثر بحكم الظروف في توفير المقومات الأساسية ولك أن تعلم أن معظم اجتهاداتهم ومحاولاتهم في اللحاق بقطار العيشة الكريمة تتكسر أنصالها عند مفترق طرائق البحث عن مصادر الرزق التي لم تتطرق بعد..لا نبريء المسؤولين في إيجاد المنافذ التي تستوعب الكثير من الطاقات المتحجمة ولو من باب تفعيل القديم المتجدد حتى لو جاء في صيغة »نصدر النبق والكركدي والكادر البشري« حتى ينغلق الباب أمام الانتظار الممل لأوهام الوظائف التي باتت للبعض خيالات مريضة ما دامت ذهنيتهم لا تعرف التداول مع ابتكار المخارج.
❊ النفس البارد:لم يكن المسؤول »عبدو« إلا ذلك الذي يترك كل شيء لا شيء.. إيماناً منه بأن »الأمور بتمشي براها كده.. منها.. ليها دون تدخل«.. فيجعل المضطر للتعامل معه في حالة انتظار ممل وطويل لا يسمع منه كلمة جارحة أو بها جلافة ما دام أنه لا يقدم على فعل شيء.. في ذلك اليوم اصطفوا أمام مكتبه وقد جمعوا شتات كل قضاياهم وجل معاناتهم الحياتية ودفعوا بها لأكثرهم سلاطة لسان وبيان و»طق حنك«.. دلفوا إليه في مكتبه الوثير وانهد أول جدار من حالة الغضب على أريحية أجواء المكتب الباردة التي تنافح الحرارة التي جاءوا مشحونين بها إليه.. ثم ابتسامته الماكرة التي خالطها ببعض الدعابات لهذا وذاك وهكذا امتص »عبدو« غضبتهم تماماً وشربوا وقرمشوا الفول والبلح وخرجوا من عنده »آخر قرقرة وضحك«.. وعندما صادمه أصحاب »المصلحة« قالوا لهم »روقوا المنقة يا منقة«.. ما أقوى سياسة النفس البارد التي يتحلى بها هؤلاء فيحيلون »الفسيخ شرابات«.
آخر الكلام: لا تستغربوا إن وجدتم أنفسكم أحياناً أشبه بالسكارى وأنتم لستم بالسكارى فقط عليكم أن تدركوا أن »وهمة الخيالات المريضة قد تمكنت منكم[/JUSTIFY]
سياج – آخر لحظة
[email]fadwamusa8@hotmail.com[/email]