فدوى موسى

عمك.. كدادة منقة

عمك.. كدادة منقة
[JUSTIFY] ما يضحك إن فطنا له نجده اكثر مما يبكي!! وان كان ذلك في ثنايا وطوى الحزن.. تفاصيل حياتنا قابلة في ثناياها أن تكون أي شيء.. قد نقف حد الوقوف فيما لا يستحق ذلك.. وقد نتراجع حد التراجع فيما يتطلب من الوقفة والثبات.. قد تثور ثائرتنا فيما يتطلب الهدوء.. ونبرد فيما يتطلب الدفء والسخانة.. قصصنا الصغيرة معانيها كبيرة.. وبعض تفاصيل اشيائنا تطلق علينا اللعنة تارة والانفراجة تارة اخرى.. لكن صديقتنا «المجنونة اللذيذة» جعلتنا نقف معها موقف حائر مضحك مبك.. ومجمل القصة أنها عاشت منذ صغرها تحلم بفارس الأحلام الذي يقودها على ظهر المنى والطيران.. جاءوا لها بعريس حسب المواصفات.. تاجر مروق.. آخر جلاليب، مركوب نمر فخم، عمة فخيمة أشبه بعمة حسين، عربة فارهة« شدة» ما هي باذخة تحس أنها طائرة.. المهم جابوه ليها على خلفية أنه متزوج من امرأة متسلطة وهو حبَّ أن ينتقم منها ويوريها «الدَّق بالأخت».. حددوا لها موعداً لإحضار أهله والتعارف فما كان منهم الا وان حولوا التعارف الى عقد قران.. تمت الشغلانة في «نو تايم».. لحدي هنا والموضوع في فقه الزمان عادي لكن الشيء الذي يمكنني القول عليه انه مضحك مبكي.. ان صديقتنا دعت عريسها لعزومة بمنزلهم.. جاء العريس بكل المنجهة ديك.. العمة، الجلابية البيضا المكوية، المركوب.. فما كان منه عند إحضار صينية الغداء التي كنا مشاركين في اعدادها.. دجاجاً ولحوماً حمراء، فما كان منه إلا و أزاح عنه العمة ليكشف عن صلعة كبيرة محفوفة الجوانب بشعيرات كما كدادة المنقة.. صديقتنا دخلت في موجة بكاء حاد ولسان حالها «والله ما قايلاهو مصلع.. ما دايراهو».. وكان رد والدها «يا بت دايرة تصغريني مع الرجال.. حرَّم ما في رجعة» رغم اننا كنا شهود للموقف إلا أن الضحك غلبنا جداً مقابل فكرة تطليقها من العريس اللقطة بسبب الصَّلعة.. ورغم أنها بعد ذلك اعتبرت الأمر في عداد القدر والمكتوب.. إلا أننا «نهاظرها »حتى الآن بأنها زوجة «عمك.. كدادة المنقة».. «اها اليس الأمر مضحك ومبكي».

المجنون في ذمة العاقل!

لم تكن تلك المرأة المعتوهة الا وليدة ظروفها.. فكت منها تب.. باتت لا يهمها ان تنستر بتوب نظيف أو متسخ.. المهم أن تمارس قطع الفيافي ما بين المواقف والطرقات جيئةً وذهاباً.. يرمون لها الفتات فلا تعِ هل هو للأكل أم للفطيس.. المهم أنها باتت من معالم المواقف مدعاة لممارسة بعض التفضل بالستر والتكافل.. «الغريب في الأمر أن بعضهم يستلذ برؤيتها على خبالها مكشوفة الجسد.. اللهم أهي المصابة أم هؤلاء المطرطشين». أخيراً تفضل عليها البعض بسترةٍ وحشمةٍ ردت العافية في الناس وقيمهم ونظرتهم للآخرين وإن كانوا ممن في عداد ذمتهم.

آخر الكلام

أكثر حاجة الآن أن نكون في ذمة بعضنا البعض.. مجنوننا في ذمة عاقلنا.. فقيرنا في ذمة اغنيائنا.. مضللننا في ذمة حكمائنا.. ندفع بعضنا البعض حتى لا نهدم البيع والصلوات أو كما يقولوا «المهدي عم»- من فشَّ غبينتو هدَّ مدينتو.. فيا أحبائي كونوا بعضكم لبعض.

..[/JUSTIFY]

مع محبتي للجميع

سياج – آخر لحظة
[email]fadwamusa8@hotmail.com[/email]