فدوى موسى

الضامن الله


الضامن الله
[JUSTIFY] متى ما تم التحدث عن الفقراء والعوز إلا ولاذ أصحاب النفوذ باجترار مصطلح «الضمان الاجتماعي» كمخرج آمن يتكئون عليه باعتباره ركزاً يمتص عبره آثار هذا الفقر والبؤس.. وفي مفهومنا العام أن أشكال الضمان الاجتماعي تمارس بمستويات تحتمها فرضية مثبتة أن الانسان كائن إجتماعي.. لذا يستفيدون من عقدهم الاجتماعي في التغلب على بعض مشاكلهم المتربطة بالفقر.. وعلى هذه الخلفية تبلورت بعض التشكيلات الجماعية من قوالب إجتماعية لمجابهة بعض الطواريء الاجتماعية من أحداث محزنة أو مفرحة أو ملمات الأزمات ضد الخوف والعجز.

أما من ناحية «الضمان الاجتماعي» في ديننا الحنيف ذكر الدكتور خلف العبد الله الناشط في هذا المجال إن مفهوم العدالة الاجتماعية اصيلاً في الفقه الإسلامي لأن حد الكفاية مدركاً في الإقتصاد الاسلامي وواجباً شرعاً.. ففي عهد الرسول صلى الله عليه وسلم توفرت حدود الكفاية للأفراد، وتحققت عدالة المواطنة الإجتماعية حسب توافر المواد المالية والرسول صلى الله عليه وسلم قد قال: «ما أمن من بات شبعان وجاره جائع إلى جنبه وهو يعلم» وعندما تولى سيدنا عمر بن الخطاب الخلافة خطب في الناس قائلاً «وإنما أنا ومالكم كولي اليتيم حتى قال ولكم عليّ أيها الناس خصال اكثرها لكم فخذوني بها لكم عليّ الا اجتبي شيئاً من خراجكم ولا مما أفاء الله عليكم إلا في وجهه ولكم عليّ اذا وقع في يدي ألا يخرج مني إلا في حقه ولكم عليّ أن أزيد أعطياتكم «أرزاقكم» إن شاء الله».

وهكذا تضع الدولة الاسلامية مباديء حقوق الحياة والعيش الكريم اللائق للعباد «الذين هم المواطنين». إذن اشباع حاجيات المواطنين وكفالتهم بالحد الأدنى للكفاية حقاً مكفولاً في الاسلام خاصة في الأساسيات من قوت وشراب وسكن ويذكر «د. خلف» أن الأسس التي أقام عليها مباديء الإسلام العدالة الاجتماعية و هي التي تمتن للتحرر الوجداني المطلق وتدعو للمساواة الإنسانية الكاملة والتكافل الاجتماعي الوثيق إقراراً لـ«كفاية كل فرد فيه اذا ما تعرض لأزمةٍ أو طاريءٍ تسد كفايته.. فهم جميعاً سواء فيما أنعم الله به عليهم من نعم وفيما رزقهم به من خيرات يتآزرون فيها في الشدائد والمحن» والناظر لأمر الزكاة يجد أنها لو طبقت كما وجهت به مصارفها لأحدثت الكثير من مباديء التكافل والعدالة الإجتماعية في مقابل موجة من فرضيات تنظيرية عصرية لهذا الأمر في ظل الثورات الصناعية والتقنية، وعدم التشبع الأخلاقي بالقيم التي تنجد وتنقذ وتغيث الملهوف يقول «الدكتور خلف» «إنه في إطار التطور الصناعي المتسارع في العالم والذي ترتفع وتيرته كل يوم وبسبب عدم وجود أخلاقية واضحة في هذا التسارع الذي هدفه زيادة الإنتاج والربح السريع دون النظر إلى حاجات الإنسان المادية والروحية التي تضمن عيشاً كريماً وهادئاً يشعر فيه بالطمأنينة والأمان على حاضره ومستقبل أولاده من بعده».. وهذا الأمر مدعاة للتعاضد والتضامن على حلقات مختلفة المستويات والدوائر.

وقد عرف الناس بطرقهم الاجتماعية «كيف يجابهون بعض الأزمات الإقتصادية الطارئة بصناديق أو اشتراكات يضعونها بنود تكافلية يواجهون بها ظروفهم المتقلبة وحياتهم الشادة الجاذبة.

٭ آخر الكلام:-

كل يوم تتبدى معالم الفقر بجلاء.. وتكفهر الوجوه وتييبس اللحوم على العظام وتتزايد الحاجة للضمانات الاجتماعية ويظهر المطلب الأكبر للدولة أن تقوم بواجبها في ضمان الحد الأدنى لنفقات معيشة مواطنيها.. وأن تكون قدر ذلك فعلاً وليست تنظيراً وكلاماً على العواهن.

..[/JUSTIFY]

مع محبتي للجميع

سياج – آخر لحظة
[email]fadwamusa8@hotmail.com[/email]