فدوى موسى

جدليات الخطأ الطبي

جدليات الخطأ الطبي
[JUSTIFY] ما تزال صور المهن الانسانية زاهية في مخيلة الانسان لارتباط حياته بها.. أما آنية تحت تأثير مسيس الحاجة أو مستقبلياً لافتراضيات تحت قراءات تختلف زاوياها.. ففي الحالات الصحية تبرز معالم الوراثة وتوقعات الطواريء والحوادث وغيرها.. لذا نجد كل الإحتمالات المرتبطة بالعلاج والجراحة والتمريض هي محل للشد والجذب.. وأنا أدلف للصحيفة ناولني الأخ «سليمان العبيد» مذكرة بعث بها الأخ «د. آدم محمد» حملت عنواناً طويلاً يصلح أن يكون محلاً للجدل والنقاش «اشكالية عدم وجود محكمة مختصة وكادر مؤهل لمحاكمة مرتكبي الأخطاء الطبية في السودان» لارتباط الأمر بكثرة الأخطاء الطبية في البلاد التي تبرهنها الشكاوى المتكررة المطروحة عبر وسائل الاعلام المختلفة وينفعل معها الشارع والمواطن سواء أكان ذلك ذي علاقة بالجوانب المتربطة بالجراحة أو المعالجات الدوائية الخاطئة أو التشخيص غير الصحيح.. رغم أن هناك شهادة مثبتة للطبيب السوداني بالكفاءة الا أن نسبة ما حدث من الأخطاء الطبية تدل على أنَّ هناك اشكالية.. ويرى «د. محمد» ذلك راجع لقلة تأهيل المستشفيات فيم يتعلق بحقلها الطبي.. وعدم التبصير بالنواحي القانونية المرتبطة بممارسة المهنة الطبية.. وأخرى من بنيات طبية، وأدوات، ومعايير الجودة والنوعية في كل ذلك المطلوب الطبي والطرق الصحيحة رغم الفذلكة التي طرحتها المذكرة حول أركان «جريمة الخطأ الطبي» لا أظن أن هناك طبيباً واحداً يتعمد أو يقصد إرتكاب الخطأ وانما في الغالب الأعم أنه حدث «خلل» أما من جوانب الإعداد في المعالجة أو العملية اثناء سيرها أو أحدث الطبيب الأمر عن طريق الخطأ.

الجدلية التي تشد الإنتباه هي التي أشار إليها الدكتور في معرض تحدثه عن الخلافات المستمرة بين مجلس التخصصات الطبية والمحاكم محدثاً فيها شكاً بيناً حول المصداقية حيث ذكر فيها «أن هنالك ثمة تلكؤ ونوعاً من التواطؤ فيما بين الأطباء في مجلس التخصصات وبين مرتكبي الأخطاء الطبية» وهذا إتهام صريح يقدح في الاحتكام للمجلس ويشير للخلل للوصول لاصدار الأحكام إمعاناً وإبحاراً في المذكرة التي يبدو أن الدكتور «د. آدم محمد» قد طرحها للاعلام متخذاً فيها حالة المريضة الراحلة «الزينة» دراسة حالة لا تخرج عن سياق الاهتمام العام بهذه القضية لارتباطها بالطبيب المشهور جداً الذي أجرى الجراحة.. وقد طرحت المذكرة إشارات في هذا الجانب بالنص التالي «الأزمة في السودان هي أزمة ثقافة موروثة منذ آلاف السنين مرتبطة بتصنيف المهن والحرف من منظور متأخر جداً نحتاج إلى الاف السنين لازالته.. فلا زالت عقلية دراسة الطب والهندسة هي عقلية المجتمع السوداني السائدة ولازالت عقلية أوائل شهادة الدراسة الثانوية هم الأذكياء فقط وما عداهم من طلاب السودان هم الأغبياء، بالتالي يلجأ من لا يقبل بالطب والهندسة إلى دراسة مجالات أخرى مهزوماً نفسياً وينعكس ذلك سلباً على ادائه في هذه المجالات مستقبلاً هذا ظل يؤثر على إنتاجية الخريج السوداني لفترةٍ طويلة جداً في المجالات المختلفة».

قرائي الأعزاء.. صحتكم وصحة الجميع أمر هام لا مجال للهزل فيه ورغم كل شيء هناك نسب من الأخطاء الطبية تظل مقبولة إرتباطاً مع انتقاء الكمال.. دائماً هناك خطأ بدرجة ما ولكن والله الأخطاء الفادحة في حياة الناس لا تغتفر.. هي دعوة لكل معنياً بالأمر أن يحكم ضميره أولاً قبل أن يحكم أي جهة أخرى.. لن تكون «الزينة» الحالة الأولى ولا الأخيرة ما دامت هناك عوامل كثيرة يمكن أن تكون ذرائعاً تدخل بها الأخطاء الطبية.

٭ آخر الكلام

مهنة الطب حساسة ومصدر ذلك ان الخطأ فيها يكلف الانسان جزءاً من عافيته وصحته أو يؤدي به القبور لا القصور.. لذا وجب ضمان كافة عمليات التطبيب والجراحة.. كان الله في عون أطباء البلاد ليؤدوا دورهم في المناخ الصحيح.

..[/JUSTIFY]

مع محبتي للجميع

سياج – آخر لحظة
[email]fadwamusa8@hotmail.com[/email]