فدوى موسى

عندما يصبح الرجل طفلاً

عندما يصبح الرجل طفلاً
[JUSTIFY] تفضيل الرجال وتقديمهم على النساء أمراً مطبوعاً فينا نحن الشرقيين.. فالرجل إن لم يستوف شروط الاحترام تجده يتمتع بيننا بميزته كرجل فقط بأكثر مما يعطيه واقعه.. لا ننكر أنهم قوامون علينا ولكن بمواصفات واشتراطات تصديقاً لقوله تعالى «الرجال قوامون على النساء بما فضل الله بعضهم على بعض بما انفقوا من أموالهم..» اذن حتى القوامة مشروطة بحقها.. بعيداً عن الدخول في جدل الفقه والتفسير فيما يخص احترام الرجل من عدمه.. هناك مقولة شائعة جداً ويكثر الطرق عليها هذه الأيام بأنه طفل كبير.. «أي الرجل طفل» عزيزتي المرأة لاتغرنك شواربه والبرمة ولاتخدعك النفخة الكضابة.. امتحنيه فقط.. والامتحان مكشوف كما يقولون.. تصلين لهذه الحقيقة المجردة ما عليك إلا استيعاب ذلك حيث يتطلب منك أيتها المرأة لعب دور الأم مرة.. والحبيبة مرة.. والرَّايحة مرةً.. قليلٌ من الذكاء تعرفي كيف تدللي هذا الطفل الكبير.. الكبير الله.. ولكن مبلغ «الوهمة» أن يكون جميع الرجال أطفال فتصبح الدنيا كما الروضة والحضانة نصيب المرأة منها التعب.. بالتأكيد ليس كل الرجال كذلك لأننا بلا شك سنستثنى الآباء الإخوان الأزواج والأبناء و.. و..

٭ رجل المهام الصعبة

دائماً ما يشيعون أنَّ هناك رجلاً للمهام الصعبة.. فيا سيدتي «إنتِّ دائماً مفتونة بالتميز الذكوري» أبحثي أمامك وخلفك عن هذا المتميز لتجدي أن الأمر ليس بذلك البهاء المطلق وقد تتفاجيء أحياناً بأن هذا المتميز مجرد شخص أكثر من عادي فقط هي مميزات المهمة التي أوكلت إليه ربما ليس بحقها كما يقولون ويشيعون.. سيدتي دائماً ما تنبهري بالمظاهر الخداعة.. الهيبة.. الطلة الندية البهية ورويداً رويداً قد تكتشفي ان كل هذه القبة خلفها ذلك الطفل الكبير.. وكم من رجال كبار لم يكملوا بعد طفولتهم والعابهم فيضطرون للعبها بعد أن تعدوا المراحل العمرية واقتربوا من تخوم الشيخوخة.. فلا تستغربي إنّ اكتشفتي أن الاستاذ الكبير جداً الذي يقوم بمهام عظيمة مجرد «رجل بذيء اللسان والعمل».. عادي جداً..

٭ (عمك هشك)

لا تندهشوا.. إن تفاجأتم يوماً بنوعية من الرجال تحتم عليهم سنين عمرهم أن يكونوا كما الزُّهاد لكنهم على النقيض تماماً أبسط نموذج نتأتى به في هذا السياق ذلك الرجل الذي تعدى عمر النبوة وهو جدٌ لعددٍ من البنيات والوليدات.. يقضي نهاره تحت ظل تلك الشجرة التي أصبحت بالنسبة له ملاذاً نهارياً بعد أن أوغل في عالم انشغال الأبناء والبنات بمهامهم الحياتية.. عمك «….» لم يجد له ونيساً إلا أن يرمي المارة من أمام شجرته المطلة على شارع متحرك همزاً ولمزاً ومشاغلات تتعدى احياناً كثيرة حدود الذوق العام والأدب.. وقد عرفت البنات هذا الشارع بشارع «عمك هشك».. حتى يتجنبنه تماماً.. أهل الحارة جماعة واللجنة الشعبية صاروا يتلقون الشكاوى من المارة.. لم يكن أمامهم إلا خيارين إما أخبار أسرته بما يقوم به عمك (…) من بذاءة قول أو بلاغ جهات الإختصاص بالنظام العام.. حزموا أمرهم وجاءوا للقاء الأبناء والبنات الذين رفضوا مجرد الخوض في سيرة أبيهم الكان.. والكان.. خرجت جماعة اللجنة الشعبية محتارة هل يضطرون لاستخدام أساليب مباشرة مع «عمك هرشك» أم يتركوا المارة يتولون أمره.. بدءوا المناورة.. فصار الناس بالحلة يسمعون «ما شفتوا عمك.. الليلة قالوا كفتتوا مرة.. الليلة قالوا في زول لصق ليهو بونية..» ختام القصة تم منع عمك من الجلوس بالشارع فقد قام بعض الجماعة أصحاب النفس الحار بقطع الشجرة وتركوا عمك زول فضائيات ساي..

٭ آخر الكلام:-

بقدر ما هناك صور جيدة وحلوة للرجالة بقدر ما هناك أيضاً صور باهتة سيئة التحميض والاخراج ودرجات فرز الألوان لكن تبقى صورة الرجل في حياتنا زاهية خلال الآباء والأبناء والإخوان والأزواج و.. و…

..[/JUSTIFY]

مع محبتي للجميع

سياج – آخر لحظة
[email]fadwamusa8@hotmail.com[/email]