سابوا البلد
[JUSTIFY]
لا أحد يستطيع أن ينكر ظلال وتأثيرات الأزمات الاقتصادية على حياة الناس، التي وصلت بهم حد الاقتناع عن العيش وسط الأهل، لذا كثرت الهجرات في ظل انفتاح الفرص خيرها وشرها، ففي أحيان كثيرة تبدو كأنها الخلاص والإنقاذ من ورطة الصعوبات ورهق العيش.. وصورة أخرى لاستغلال هذه الرغبة للانفكاك من قيود الفقر الى رحاب الغربة والهجرة والعمل بالخارج، وهذه قصة فصولها شباب اجتازوا كل المعاينات المطلوبة لتلك الدولة العربية عبر وكالات استخدام خارجي، وجاءت العقود خلاف ما كان لها من أمل، بل تجد التزامات إضافية عليها من غير الجهة المخدمة بل من الجهة المخدمة- أي من الباطن، كما تفرض هذه الوكالات مبلغ عشرة آلاف جنيه سوداني ووصل أمانة، ليمضي على ذلك الشباب، ليفيد الواحد منهم أنه تسلم مبلغ الف وسبعمائة وخمسين جنيهاً من الشركة القائمة بالأمر من الباطن مع اشتراط على الشابات المتقدمات بعدم الحمل طوال فترة العقد، ويقول الشباب بكل حسرة، تحركت لجنة اعتراضاً على العقودات، وتم سحب الجوازات وفتحنا مسارا لعمل فيما يخص موضوع الاستخدام والهجرة ومخالفة الوكالات، ولوائح العمل، وقمنا بكل الاجراءات المطلوبة في اطار وزارة العمل، وقمنا ببعض الاتصالات مع بعض السودانيين بتلك الدولة، لتحسين شروط العقودات، خاصة وأننا محتاجون للعمل لأننا على شهاداتنا الجامعية عطالى ببلدنا واشتكينا لطوب الأرض بالطرق الرسمية من هذا الاجحاف، بينما يبرر أحد مدراء الوكالات انهم يعملون بحكم علاقاتهم مع تلك الدولة على توفير العمالة بتفويض من الغرفة التجارية لها بالتوثيق من خارجيتها والسفارة، بعد ذلك لنا اجراءات بوزارة العمل نلتزم بها واجراءات أمنية للتصريح بالإعلان بصحف ثلاث لمدة أسبوع، وهذا ما حدث لموضوع معاينات هؤلاء الشباب، ومن ثم تبدأ الاجراءات وغيرها عبر الشركة المعنية واجراءات الكوادر حسب تخصصاتها من كوادر طبية مع الوزارة المعنية بأمر الصحة بجوابات رسمية، حيث نخطر مكتب العمل قبل 24 ساعة ويحضر مناديب من الوزارتين المختصتين، أما تبريره لموضوع نتسلم مبلغ العشرة آلاف من كل واحد منهم لدفع تذاكر بعضهم اجراءات خروج رسوم الممانعة من وزارة العمل وتغطية نفقات ضيافة وفد المعاينات من الدولة.الى أن تكتمل القصة عزيزي القارئ تتبادر لأذهاننا أسئلة من شاكلة ما هي الاجراءات القانونية الملزمة لضبط عمل الاستقدام الخارجي!! وما هي الجهة التي تضبط مثل هذه التجاوزات؟ لأن هناك اجراءات للاستخدام الخارجي تتم خارج إطار المنظومة الرسمية التي يمكن عبرها العمل على حفظ كرامة العامل السوداني بالخارج، دون أن تصبغ على الجنسية السودانية العاملة بالخارج أي صور شائهة، ففي بعض الدول طبقت صورة سالبة عن العامل السوداني بأنه كسول وفي دولة آسيوية يقدم بعض السوانيين نموذجاً غير مستحب حتى أنهم يسمونه (سوداني علي بابا)، تقريباً لأن يقول إنه أقرب للحرامية، المهم في الأمر آن الأوان لضبط التجاوزات في حقوق هؤلاء الراغبين في البحث عن كرامة العيش خارج الحدود.
آخر الكلام:
تحية خاصة لهؤلاء الشباب وهم ينافحون من أجل تحقيق كرامته لوضع غير مقبول دون قفل الباب أمام مبادئ التفاوض والتحاور للأمر.. نتمنى لهم التوفيق هنا وهناك ربنا يحفظ أولادنا، إن تحسنت الظروف بالداخل أو قرروا يسيبوا البلد....
[/JUSTIFY]
[LEFT]مع محبتي للجميع[/LEFT]
سياج – آخر لحظة
[email]fadwamusa8@hotmail.com[/email]