الطاهر ساتي

‫قطبي المهدي .. (الكُحل والعمي)

‫ ‫‫قطبي المهدي .. (الكُحل والعمي)
** في خضم السجال حول خلافة البشير أو ترشيحه لدورة أخرى.. الدكتور قطبي المهدي، من حيث لايحتسب، يسئ لنفسه ولحزبه، وهذا ليس مهماً.. ولكنه يسئ للشعب والبلد أيضاً، وهذا ( مربط الزاوية)..إذ يقول بالنص : ( ليس هناك بديل مؤهل عن البشير في الظرف الراهن، ولو تقدم أي شخص فلن يكون في كفاءة وفعالية البشير)..بغض النظر عن القضية التي هم فيها يتساجلون، مثل هذا الحديث يجب ألا يصدر من (زول عنقالي ساكت)، ناهيك عن يصرح به (زول مسؤول) ..فالبشير ذاته، لم يصدر عنه مثل هذا الحديث..بل، صرح أكثر من مرة – وأخرها في حواره مع الأخ الطاهر التوم بالنيل الأزرق – أن حزبه يضج بالقيادات المؤهلة ووالمتساوية من حيث الكفاءة والفعالية لحد أن كفاءتهم تُظهر فعاليتهم في الإعلام – أحياناً – ك (صراع)..هكذا يرى الرئيس حزبه، ولو سألوه عن نخب وساسة شعبه لما جردهم من الكفاءة والفعالية، أو كما يفعل قطبي المهدي بمظان ( ترضية الرئيس البشير)، أي كنوع من ( كسير التلج)..!!

** فالبشير لايرأس حزباً من الأنعام ولا شعباً من الأشباح، أو كما يعكس ذاك التصريح الساذج..وبالتأكيد، لايرضى البشير – وكذلك أي رئيس على وجه الأرض – أن يصف أحدهم قيادة حزبه أو قيادة شعبه ونخبه بعدم الكفاءة والخمول بحيث هو وحده (على كل شئ قدير)، أوكما يقول قطبي المهدي تصريحاً وليس تلميحاً..ثم البشير لم يتنزل من السماء بقدرات خارقة تميزه على ساسة حزبه و قادة شعبه و رموز مجتمعه، بل هو فرد في الحزب والجيش والمجتمع، وتصريح قطبي يسئ لكل تلك المواعين التي ينتمي إليها البشير، ولكن قطبي لايفهم أو يتعمد ..!!

** فالتعابير في قواميس اللغة ليست قليلة، وكان على قطبي أن يبحث في القواميس ويخرج تعبيراً يؤيد به ترشيح البشير لدورة أخرى، ولكن لايكون تعبيراً يسئ – في ذات الوقت – للشعب والبلد..المهم، تكحيل أطراف العين بالمكحل شئ وطعن عدستها بذات المكحل شئ آخر، ويبدوا أن الدكتور قطبي المهدي – كما تجلت كفاءته في هذا التصريح – بحاجة إلى دورات مكثفة في تجميل العيون بالمكحل بحيث لايعميها بالطعن..فالبارع في جمع العملات الأجنبية – من الدولار لحد الليرة – في خزائن منزله، كان يجب أن يكون بارعاً أيضا في جمع التعابير الأنيقة في خزائن فكره، علماً أن خزائن التعابير غير قابلة للسرقة ..!!

** ولم يقف عدم منطق قطبي عند ذاك الحد، بل تواصل حين سأله الأخ محمد عبد العزيز : وهل كان الرئيس البشير مؤهلاً عندما تولى السلطة ؟..فالإجابة المنطقية – إن كان قطبي يؤمن بحديثه ذاك – هي ( نعم، كان مؤهلاً)..ولكنه لم يقلها، بل تمادى في عدم المنطق قائلاً بالنص : (لم يكن هناك إعتماد عليه، وكان يدير الأمر في إطار مؤسسة، وكانت هناك شخصيات طاغية عليه، ولكنه منذ العام 1999 أصبح يتحمل المسؤولية كاملة)، هكذا النص..وأن يكون قائله عدواً عاقلاً ضد البشير خير من أن يكون صديقاً له ومتقرباً إليه بهذا (النص الأشتر)..!!

** فالتفسير الدقيق لذاك النص هو أن الرئيس كان يدير أمر الدولة بالمؤسسية لأنه لم يكن مؤهلاً، ثم صار يديرها بالقبضة الشمولية – منذ العام 1999 – لأنه صار مؤهلاً، أو هكذا يذم قطبي ذماً يشبه المدح.. فالقائد المؤهل هو الذي يدير الشأن العام بالمؤسسية والديمقراطية ، وغير المؤهل هو الذي يصنع من نفسه جبروتا وفرعوناً، ولكن قطبي لايفهم أو يتعمد .. وعلى كل، ربما صدق قطبي في تجريد ساسة حزبه من الكفاءة والفعالية، وهكذا هم في حال أن يكون مستوى تفكيرهم بمستوى ( تفكير قطبي المهدي) ..!!‬

إليكم – السوداني
[email]tahersati@hotmail.com[/email]

تعليق واحد