فدوى موسى

مجاري العودة!

مجاري العودة!
[JUSTIFY] الاتفاقات حول الشأن الجنوبي والسوداني لم تتنزل على الأرض.. والناظر هذه الأيام للحراك العام يجد أن هناك توافداً للإخوة الجنوبيين للخرطوم.. تلحظ ذلك من مداخل المطار.. «خير وعافية».. رغم أن الجنوب ذهب عنا برغبة الساسة إلا أن الحراك الشعبي من بعد، تداعى استسلاماً وتماهياً مع ما يطفح على أوجه الحياة وإيحائها وصراحها.. وقفت مشدودة أمام الأستاذ «مصطفى أبو العزائم» و هو يقدم أحد أبناء الجنوب الذين كان لهم باع بالشمال «الأستاذ شول» الذي كان مضمار ابداعه الحيشان الثلاثة ووسائل الإعلام.. «شول أخي».. ليرد شول «بأن محمود أبو العزائم تبناه عملياً، وجعله في مرتبة واحدة مع ابنه مصطفى».. رغم أنه على أدبيات الانفصال أصبح مواطناً أجنبياً، إلا أن السودان في دواخله واحساساته كما يقول بلده الذي ترعرع فيه.. «أها المهم» هل يعول على المصفوفة في رد شرايين العودة ما بين الشمال والجنوب، بعد أن دخلت الأجساد في حالة أقرب لانقطاع الدورة الدموية مع بصيص العصب المستثار، كلما مُست أطراف أمنية أو حدثت تعديات حدودية.. لم يكن مستغرباً بالنسبة ليّ وأنا أقف مع بنتي «ولاء» أمام مدخل المطار أن نبدي إعجاباً بتلك الابنوسية العابرة إلى داخل عاصمة بلادنا بكل أناقتها الزنجية وشعرها المخلوط بملامح الطبيعة الدقيقة وعلى وجهها ترتسم الاعتيادية والإلفة.. لا غرو.. فالسودان يحمل ذلك التحنان للجنوب وكذلك الجنوب.. لا أظن أن الانفصال كان سهلاً على البلدين، ولا أظنه سيكون كذلك في المستقبل.. رغم كل ذلك لم تتعد حواجز الثقة ما بين الضفتين عتبات الدخول والعبور، ومسح الصور الشائهة لكل الطرفين.. لا نريد أن نرمي بكل اللوم على وجاهات السياسة.. فقد اكتنزت الأشواق الاجتماعية بما يغيظ ويفيض من بعض منقصات التعايش.. كثيراً ما تحدثني «صديقتي» الناقمة على الأنظمة هناك وهنا، بأن الساسة هم من حملوا الوضع لهذا الانفصال بتراتيب متوالية، لكن المد الشعبي قد يساعد للتواصل على حالة تكامل ممكنة أو احتمالية تعايش واردة على الذهنيتين الشمالية والجنوبية، طالما هناك حواجز كبرى مثل الاختلافات الدينية والأيدولوجية.. نعم كان الخيار الانفصال، ولكن تبقى أن تحاول كل الجهات لايجاد حالة بين البلدين تصلح بالتوصيف أنها «الجيرة الحسنة.. حالة تكامل.. ومن يستثنى أن نقول دولة الجنوب الشقيقة»..

افترقنا من الجنوب أو افترق عنا الجنوب وذهب «منقو» لحاله، وآن «لصديق القولد» أن يسعى لحفظ الجوار باعتباره يرتكز على إرث دولة سبقت الدولة الجديدة في الوجود.. مرحباً بكل الوفود التي تحمل الصفات الرسمية أو طابع الرمزيات للمجتمع المدني.. «لعل وعسى».

٭ آخر الكلام

علمتنا دنيا السياسة أن لا نأمل «شديد أو بالحيل» فيما يتم التوافق عليه سياسياً، حيث لا زال هناك شيء من حتى في النفوس التي لم تتشبع بالثقة الكاملة خاصة والخواطر تحمل ذكرى مصطلح «الوحدة الجاذبة» التي بين يوم وليلة أصبحت منفرة.. أهلاً اخوتي الجنوبيين في وطنكم الثاني.. والمندوركور مرحبين بحذر..

..[/JUSTIFY] [LEFT]مع محبتي للجميع[/LEFT]

سياج – آخر لحظة
[email]fadwamusa8@hotmail.com[/email]