نور الدين مدني

ليس بالتشريعات وحدها

[ALIGN=CENTER][ALIGN=CENTER]ليس بالتشريعات وحدها [/ALIGN][/ALIGN] [ALIGN=JUSTIFY]* المعلومات التي كشف عنها وزير الداخلية المهندس إبراهيم محمود حامد عن حجم المبالغ التي تصرف في مجال الاتجار بالمخدرات بالبلاد أكبر من المبالغ التي تعود على البلاد من إنتاج البترول حسبما أعلن في ورشة العمل التي نظمت حول المخدرات وآثارها الاجتماعية والاقتصادية بالمجلس الوطني التي اختتمت أعمالها أمس.
* في ذات الوقت أقر البرلمان بخطر ظاهرة الانتشار الكبير لتعاطي المخدرات وسط الشباب وعلى الأخص وسط طلاب الجامعات والمعاهد العليا وتعهد بتقديم ما يلزم في مجال التشريعات الخاصة بمكافحة المخدرات.
* بغض النظر عن المعادلة المالية بين الصرف على المخدرات وايرادات البترول أو حتى التشريعات المتعلقة بمكافحة المخدرات فإن ظاهرة انتشار تعاطي المخدرات وسط الشباب والطلاب مؤشر خطير يهدد مستقبل البلاد ومستقبل البناء الاجتماعي والاقتصادي للأمة.
* ان القضية ليست مالية ولا تشريعية ولكنها في المقام الأول تربوية وأخلاقية تستوجب يقظة تامة ليس داخل الاسر والعائلات وحدها وانما وسط كل المؤسسات المعنية بالشباب والطلاب ابتداء من المدارس وحتى وزارة الرعاية الاجتماعية وعليها تكثيف اهتمامها بالشباب والطلاب وتعنى بمشاكلهم وهمومهم وتطلعاتهم وأحلامهم المشروعة.
* كما لابد من معالجة مشكلة العطالة التي تجابه الشباب والطلاب الذين تخرجوا في الجامعات والمعاهد العليا وهم يحلمون بالمستقبل فاذا بالابواب تسد في وجوههم، وحتى الذين يوفقون في الالتحاق منهم بعمل فإن عائدهم المادي لا يكاد يكفي حاجاتهم الاساسية.
* للأسف هناك بعض المفاهيم الدينية الخاطئة في شأن المخدرات بعدم مخالفتها لأحكام الشريعة وهناك مزارع للحشيش معروفة في بلادنا، كما توجد أدوية ومركبات كيميائية تسهم في حالات الأدمان متوفرة للشباب والطلاب بلا رقيب ولا حسيب.
* ان الشباب كما هو معروف نصف الحاضر وكل المستقبل بل هم عماد البناء الاجتماعي والاقتصادي والعمود الفقري للتغيير المنشود نحو مستقبل افضل واكثر استقراراً وسلاماً وعدلاً، لذلك لابد من اعطائهم عناية ورعاية اكبر بدلاً من تركهم هكذا يهربون من الواقع بدلاً من ان يشاركوا في اصلاحه والسير به للامام.
* لكن تبقى مسؤولية أولي الأمر من أعلى الهرم في القمة وحتى أولياء الامور المباشرين هي ايلاء هذه القضية اهتماماً أكبر ليس عبر التشريعات – على أهميتها – وانما بالاهتمام الفعلي بالشباب والطلاب وربطهم ببرامج وأنشطة عامة اجتماعية ورياضية وترفيهية توظف طاقاتهم توظيفاً ايجابياً وتربطهم عملياً بحركة الحياة اليومية في كل مجالات الحراك السياسي والاقتصادي والاجتماعي.[/ALIGN]

كلام الناس- السوداني -العدد رقم 1133- 2009-1-8