رأي ومقالات

خالد حسن كسلا : الأمن الأخلاقي بطريقة «4ـ4ـ4» التعليمية

[JUSTIFY][JUSTIFY]المؤسف جداً جداً هو أن الحكومة ممثلة بوزارة التعليم وبالدكتور المعتصم عبد الرحيم المعلّم القديم تهتم بمسألة إضافة فصل تاسع لمرحلة الأساس، ولا تهتم بتقسيم هذه المرحلة الدراسية حتى ولو زيدت عاماً تاسعاً .

والمفهوم هو أن إعادتها إلى سابق عهدها بحيث تكون مرحلتين هو الأهم، ففي السابق كانت المرحلة الابتدائية ست سنوات وبعدها المرحلة المتوسطة كانت ثلاث سنوات وهذي تسع سنوات دراسية تسبق المرحلة الثانوية. لكن الفرق المهم يكون في أن التسع سنوات كانت في مرحلتين. فلم يحتك طلاب الصف الأوّل بطلاب الصف الثالث «متوسط». وطبعاً لكي نعود إلى السلم التعليمي القديم نضطر لنعود أيضاً إلى عدد سنوات الدراسة ما قبل الثانوي وهي التسعة أعوام. ويمكن أن تكون ثمانية أعوام كما كانت قبل التعديل قبل الأخير، فقد كانت وقتذاك المرحلة الأولية أربع سنوات والمرحلة الوسطى أربع سنوات أيضاً وبعدها يكون الالتحاق بالمرحلة الثانوية وهي كانت أربع سنوات أيضاً.. أي أن مراحل التعليم العام الثلاث قبل التعديل الأخير كانت اثني عشر عاماً. والآن إذا كانت الحكومة بنفسها قد شعرت بأنها اخطأت في أيامها الأولى حينما انقصت سنوات التعليم الأساس فعليها أيضاً أن تستشعر خطأ دمج المرحلتين في مرحلة واحدة قبل الثانوي. نعم لقد أخطأت حكومة 25 مايو 1969م في عهد محيي الدين صابر، وهي تغير طريقة الدراسة «أربعة.. أربعة.. أربعة» إلى «ستة.. ثلاثة.. ثلاثة». واخطأت أكثر حكومة 30 يونيو وقد غيرت الطريقة الثانية إلى «ثمانية.. ثلاثة». والآن يكون الخطأ.. بل الخطيئة التعليمية إذا أصبحت «تسعة.. ثلاثة».. والأرحم أن تكون «ثمانية.. أربعة» طبعاً.

لكن نظراً إلى الناحية التربوية المتعلقة بسلوك صغار السن وأمن الطفولة، فإن الأفضل العودة إلى طريقة «أربعة.. أربعة.. أربعة» حتى تكون الأجيال كلها متقاربة عمرياً في كل مرحلة. ومن وضع هذه الخطة الأقدم يبدو عليه مراعاته لما أشار إليه في قصيدته الرائعة الشاعر محمد سعيد العباسي حيث قال:

علموا النشء علماً
يستبين به..
وقبل العلم أخلاقاً..

نعم قبل «العلم الأخلاق» ولا بد إذن من توفير البيئة الصالحة لصيانة الأخلاق.. وهي بالطبع لم يكن أن تكون بغير طريقة «أربعة.. أربعة.. أربعة».. هذه الطريقة كانت حينما كان قبول التلاميذ وهم في سن الثامنة والآن يُقبلون وهم في سن الخامسة والسادسة، الآن أولى.

إن العملية التعليمية هي التي تشكل مزاج أغلب المواطنين وفق ما تريده الدولة، لكن هنا في السودان يبقى تأثير الشارع على الناشئة أقوى وأكبر من تأثير المناهج التعليمية للأسف. الآن«الإنقاذ» قضت في الحكم ربع القرن، ومع ذلك يلاحظ إلى أن أكثر طلاب الجامعات والخريجين خلال عامين أو ثلاثة لا يتحمسون للحكم بالشريعة الإسلامية. وحتى الآن لم يفهموا تقريباً أن المسلم ينبغي أن يحكم أو تحكمه الدولة بما أنزل الله وأنه من لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون. وهذا طبعاً كسب سياسي أضاعته الدولة. وهي الآن تضطر للجلوس مع ياسر عرمان ليناقشها في مشروع الجزيرة وتعويضات المناصير وإنشاء سد كجبار الذي يعتبره البعض بأنه سد عربي عدواني. سبحان الله.

المهم في الأمر هو أن يفهم الدكتور المعتصم عبد الرحيم ما يطلبه المواطنون بخصوص السلم التعليمي ولماذا يطلبون. فهذه القضية ليست صراعاً على مسجد العمارات مع عصام أحمد البشير قبل «المصالحة الإسلامية» التي أعقبت قرارات الرابع من رمضان. إن الأمر خطر للغاية ومتعلق بسلوك أبنائنا وبأمنهم الأخلاقي.. يا حكومة إن الأمن الأخلاقي الذي تحميه طريقة التعليم «أربعة.. أربعة.. أربعة» هو الأهم.. أهم من الأمن الغذائي و«نأكل كسرة وبليلة».

صحيفة الإنتباهة
ع.ش[/JUSTIFY][/JUSTIFY]

تعليق واحد

  1. السّلم التّعليمي : * السّلم التّعليمي الموروث من الاستعمار كان 4 ـ 4 ـ 4 (أولية- وسطى- ثانوي). * القبول للمدرسة الأولية في سن 7 سنة، وإذا لم يوفق التلميذ للدخول للمدرسة الوسطى، فيذهب لمكابدة الحياة وعمره 11 سنة. * في الستينات من القرن الماضي رأى التربويون تعديل السلم إلى 6 ـ 3 ـ 3 ( ابتدائي ـ ثانوي عام ـ ثانوي عالي)، لزيادة عمر المتسرب بعد الابتدائية إلي 13 سنة علي أقل تقدير. * المرحوم مندور المهدي انتقل من عمادة معهد التربية بخت الرضا وكيلاً لوزارة المعارف عام 1966 م وبعد دراسات مستفيضة، صرح بأن تطبيق السلم الجديد يحتاج إلى 40 عاماً، لإكمال المباني وتدريب المعلمين… إلخ. ورأي استحالة تطبيقه بالإمكانات المتاحة في ذلك الوقت. * في 1969م قرر الدكتور محي الدين صابر تطبيق السلم الجديد 6 ـ 3 ـ 3 ( ابتدائي ـ ثانوي عام ـ ثانوي عالي) فوراً، بالاستفادة من العون الذاتي (الشعبي). * لاحقاً تقرر تطبيق السلم الحالي 8 ـ 3 (أساس ـ ثانوي)، لأسباب لا تَمُتُّ للأهداف التربوية بصلة. * معلم المرحلة الابتدائية: يصبح معلماً مدرباّ بعد إكماله دراسة عامين بعد المدرسة الوسطى (تسمى خامسة وسادسة معلمين). * معلم المرحلة الوسطى: يصبح معلماً مدرباّ بعد إكماله دراسة عامين بعد المدرسة الثانوية (تسمى باسم السنتين)، واستمر الاسم حتى بعد أن تقلصت لسنة واحدة. * معلم المرحلة الثانوية: يصبح معلماً مدرباّ بعد إكماله دراسة 4 أعوام بعد المدرسة الثانوية في معهد معلمين أو يكون قد درس المرحلة الجامعية في أي مؤسسة تعليم عالي. * بعد تطبيق السلم الحالي 8 ـ 3 (أساس ـ ثانوي)، تقرر أن يكون المعلم في التعليم العام جامعياً. وعليه يجب تأهيله بنفقة الدولة في كل الجامعات كناضجين متفرغين أو تأهيله أثناء الخدمة (عن بعد)، في الجامعة المفتوحة أو جامعات أخرى. * السّلم التّعليمي الجديد 9 ـ 3 (أساس ـ ثانوي): # مقترحات عملية حول كيفية التطبيق: * إذا سَلَّمنا بأن السنة التاسعة ستضاف لمرحلة الأساس، وبما أن المعلمين قد صاروا كلهم جامعيين، وبما أنه سيتم بناء فصل جديد (التاسع)، ليكون في كل مدرسة 9 فصول (مبنية)، أقترح الآتي، وخبرتي في مجال التعليم 51 عاماً (1963 ـ 2014)، منها 48 عاماً في تدريب المعلمين، 7 سنوات رئيس شعبة في المناهج في بخت الرضا، 26 عاما بين كلية التربية جامعة الجزيرة وكلية المعلمين/ مكة المكرمة، 4 سنوات بدولة الأمارات. (خبرتى في مجال العلوم والرياضيات وتقنيات التعليم والتربية الفنية، و7 سنوات في التلفزيون التعليمي والريفي) * أقترح تقسيم الـ 9 سنوات إلى 6 ابتدائي و 3 ثانوي عام (متوسطة) تنفذ بالطريقة الآتية: * نفترض هناك مدرستين، وصار بكل مدرسة 9 فصول مبنية، وللاستفادة من المباني : 1. في المدرسة الأولى: يتم تقسيم المدرسة إلى 6 صفوف ابتدائي، و3 صفوف ثانوي عام (متوسطة) بمدير واحد ووكيلين للمدير، والمدرسون يدرسون في المرحلتين، مع تفاوت فسحة الإفطار( الابتدائي بعد الحصة الثانية، والمتوسطة بعد الحصة الثالثة) + بعض التدابير اللوجستية الأخري قبل طابور الصباح، وفي نهاية اليوم الدراسي. 2. في المدرسة الثانية : لا يكون بها القسم الابتدائي، تكون كلها ثانوي عام (متوسطة) بـ 3 أنهر أ ب ج بمدير واحد ووكيل واحد والمدرسون يدرسون في كل الأنهر. # مقترحات عملية حول كيفية تطويرأساليب الاستفادة من غرف الدراسة: * قضيت 4 أيام أثناء التدريب في لندن عام 1977 م، في مدرسة بلمستيد الابتدائية شرق محطة قرينتش، لأكتب كتابا حولها. المدرسة فصولها مقسمة، فصل لكل مادة كمعمل لها، مزود بالأجهزة والوسائل التعليمية ويتنافس المتنافسون. ينتقل التلاميذ من معمل مادة لآخر، ولايقبعون في فصل خالي كما يحدث عندنا. ويستفيدون من صالة الألعاب الرياضية واستديو الفنون والمكتبة. * لذا أقترح : تسليم كل مادة دراسية حجرة (فصل)، ليتنافسوا في تزويدها بالأجهزة والوسائل التعليمية المعينة، ونودع الطريقة النمطية بمكوث التلاميذ في الفصول (الصفوف) الخالية إلا من الكراسي والطاولات. # مقترحات عملية حول كيفية تفادي الممارسات السلبية الناتجة من تفاوت أعمار التلاميذ: * وضع برنامج محكم للمناشط المصاحبة للمنهج بإشراف المعلمين، يبدأ تنفيذه أولاً بأول متزامناَ مع وصول التلاميذ للمدرسة في الصباح الباكر وينتهي بترحيل التلاميذ نهاية اليوم. * في المدرسة الأولى المزدوجة [ 6 ابتدائي و 3 ثانوي عام (متوسطة)] يضرب سياج أو حائط بين المجموعتين، يراقب بواسطة المراقبين والمناوبين. * وكما ذكرت آنفاً يجب تفاوت أوقات فترات الفطور والفُسَح. * يجب تفاوت أوقات الترحيل نهاية اليوم. # زرت مركز أبراهام موس سنتر (في مانشستر)، وفيه من الروضة وحتى الجامعة، غير المناشط والخدمات التي يَرِدُها أفراد المجتمع حول المركز. وهناك مايشبه المناطق المعزولة في طوابقه المختلفة على شكل جيوب مدروسة هندسياً بمداخل ومخارج مختلفة، تمتد حتى الميادين الخارجية.