فدوى موسى

المرأة كالبص !!

المرأة كالبص !!
[JUSTIFY] ترفْقت قليلاً.. ثم نَهضْت وهي تتستر بمد أطراف ثيابها إلى الأطراف الأمامية والخلفية بعد أن سقطت فجأة وهي تلاحق المركبة العامة تلحقها نظرات المراقبين ومساعديهم الذين يملأون الطرقات بلا هدف ولا رؤية.. أصوات تسد فضاء الموقف همهمات الوعي والجنون والفضيحة والسترة.. فقد بات الناس في ذلك الموقف بكل أحوال الانضباط والإنفكاك.. (لاعليك) عودة سريعة الى ما وراء الأيام التي خال الناس فيها ان لا رجعة لأزمة المواصلات.. مراجعة عند الساعة الرابعة عصرًا لذلك الموقف لترى كل أطياف الشقاء في البحث عن مركبة عامة تحملك معززًا مكرماً الى موضع سكنك الطرفي.. هل استعصى الأمرعلى المعنيين لهذه الدرجة ؟ ثم ماذا فعلت بصات (الوالي) في ظل هذه الأزمة الكبيرة.. نعم كبيرة لأنها تزداد بسلاسة لايحس بها المسؤولين الذين أعانهم الله في حالة الاطلاع على التجارب العالمية رد الله غربتهم ووفقهم لما فيه تقديم النموذج والمثال ولكنهم في ذات الوقت يقدمون للانسانية تجربة حافلة (بالخرق والشلاتيت البالية) فثوب قطاع المواصلات العامة ممزق وقُدَّ من قُبِّل ودُبر وكيد الركاب عظيم.. الساعة الآن الرابعة وخمس وأربعون دقيقةً تتأهب النساء لملاحقة الحافلة بحركات بهلوانية ترمي الواحدة منهن شنطتها من نافذة المركبة لتحجز المقعد، ثم تعافر بالباب للوصول للكرسي المحجوز!! فإن كانت سعيدة تجده كما أودعته حقيبتها.. وإلا دخلت في مفاوضات مع الشخص الذي أزاح الشنطة، وجلس على المقعد، ويكون التفاوض على شاكلة(يا أخ دا كرسي أنا حجزته بالشنطة دي) ليرد عليها ممثل قطاع الرجال الذين لم يعودوا يفرقون بين الراكب الرجل أو المرأة (يا زولة انتي أصلك حجزتي طيارة ؟ ما خلاص انا وصلت قبلك !! هاك شنطتك ولا اجدعها ليك بالشباك بره؟ ولأنها ممكونة ومضطرة للصبر تمسك بشنطتها وتهز رأسها وتصفق على حال الرجال الما عندهم مروة ديل وتحادث نفسها !! لأن جميع الركاب منشغلين بجوالات وتفاوضات مشابهة (لاحول ولا قوة إلا بالله الدنيا مالها.. الرجال ديل جنوا؟ ولأن روح الأنانية أصبحت هي التي تخلط الأوراق العامة ولا تذر شيئاً في موضعه المألوف لماضي الخير واحترام الآخر قد تضطر المرأة أو الشابة أو الآنسة للنزول من المركبة العامة في عاصمة البلاد الحضارية بسبب ان الرجال قد مارسوا بعض بسطتهم للقوة وازاحوهن من طريقهن لمقاعد المركبات العامة ولم تكن مقاعد أو مناصب أو وظائف. ثم إن ظفرَّن بكرسي وجلسنْ قد يقعن في طائلة السَّخف الرجولي الذي يمارسه بعض الرجال الصبية من سخيف القول والتجريح المعروف الذي يعرفه تماماً من يتعامل مع المواصلات العامة وإن بدا الأمر في شكل مساعدة يود الآخر ان يسديها إليك لا عليك.. حرارة الطقس دائماً ما تخرج البعض من طور الوقار الى طور المراهقة فتلحظ بعض السلوكيات غير الكريمة في رحلتك التي تمتد من الموقف الى المحطة المطلوبة، لا نظلم الجميع فهناك ركاب زي صحن الصيني (لافيهم شق ولا طق).. بل يمكن وصفهم بأن مكانهم ليس جوف المركبة العامة ولكن طيف تلك العربات الفارهة خاصة هؤلاء الذين تحس انهم داخل المركبة كالمتوجفين من أن يمسهم طرف ثوب راكب أو يعلو عليهم صوت ذلك الكمساري نتن الرائحة مع الاعتذار للكماسرة المحترمين الذين لا تفارق لهجتهم (لو سمحتي يا خالة.. يا حاجة) لتجيئهم إجابات نارية من الحاجة والخالة (تحج شايل قرعة.. يخلخل ضروسك)

آخر الكلام: ندما تكون مع العامة في مركباتهم حاول ان تستوعب الموقف فتزيد في معدلات الرقي ولا تنقصها حد العدم (أها يا جماعة إنتو الحيفاوض لينا في أمر المواصلات دي منو؟ وسؤال ثاني هل نام الخدر في العسل ونسي الموضوع والآخر يهم أن يكتب خلف البص.. المرأة كالبص..

[/JUSTIFY] [LEFT]مع محبتي للجميع[/LEFT]

سياج – آخر لحظة
[email]fadwamusa8@hotmail.com[/email]