فدوى موسى

الاغتراب والدردرة

الاغتراب والدردرة
[JUSTIFY] بلْ الرأس- مفهوم قديم في أمخاخ الأجيال المتعاقبة، فإن حلقوا لأخيك بِلْ راسك !! هذه الأيام تشهد بعض الدول العربية برنامج إعادة عمالتها من بعض الدول الغنية تحت طائلة «الدخول غير القانوني أو توفيق أوضاع» حزنّا جدًا لمنظر السوداني الذي لاذ ببرميل وجوفه ليؤكد أن حوى برميل أفضل له من أحواله في وطنه 00هذه البلاد بظروفها المتقلبة في ليلة وضحاها جعلت من الغربة خيراً حتى للشباب اليافع ولأننا بلاد مفتوحة للآخرين نرى ظروف الغربة في وجوههم شباباً وشابات رغم صغرهم إلا أن الغربة بائنة عليهم «بينونة كبرى» حتى أصبحت بلادنا طاردة لشبابها مستقبلة لنظرائهم من دول افريقية مجاورة 0حتى الآن ما زالت هناك فرص مواتية لإيجاد مخارجة من هذا الاغتراب و«الدردرة» فيما يصبح مستقبلا ملاحقا ومطلوبا وممنوحا بعض الوقت لتوفيق الأوضاع 00 كم سعدنا أن هناك مهلة لحفظ ماء وجه بعضهم من تلك الملاحقات بدولة عربية شهيرة تمثل هجرة السودانيين اليها أحلاماً ومحاولةً للخروج من عنق زجاجة الوطن عندما لا يتوفق فيه البعض00 إنها الأرزاق والربط بالسماء التي بها يوعدون.

امرأة مغتربة: لم تعد الهجرة في مفهومنا السوداني حصراً على الرجال فقد بزتهم اليها النساء بما حُزن عليه من مؤهلات ومقدرات علمية وغيرها من أسباب الرغبة في عملهن خاصةً في بعض الدول التي كانت لوقت قريب ملكاً حراً للرجال ولا يستغرب الناس إن تبودلت الأدوار بينهم بأن يصبح الرجل ممسكاً بالمنزل «عيالاً وطبخاً» وتهاجر امرأته كافلةً وقائمةً مقام الرجل الإفتراضي00 لم يعد المجتمع يرى في ذلك أي عيب أو غضاضة ربما للتفهّم العميق للظروف الاقتصادية والمتغيرات في الفهم00 لا أظن أن طلب العروس المغتربة أصبح مستنكراً لأنها الآن في مقام الضامن الاقتصادي لعش الزوجية واستمرارالحياة به 0

نفاق اجتماعي: لي صديقة تستنكر الكثير من البرامج الاجتماعية من زيارات وواجبات تمليها بعض القيود وترى أنها تقع في إطار النفاق الاجتماعي وتحكي إنها تحس بضبابية وهامشية بعض العلاقات لكنها مضطرة تملي خلفية الوصمات الاجتماعية ان تجاري 00حكت ذات مرة انها اضطرت لتسجيل زيارة لإمرأةٍ في حساب المعارف لا يجمعها بها رابط فهم أو صداقة لكنها مضطرة لمشاركتها العزاء في أحد اقربائها 00استقبلتهم ومن في معيتها ببرود أكد لها أنها تنافقها أكثر مما يجب وهي غير جديرة باستقطاع ذلك الجزء من وقتها ومجهودها الذهني) قياساً على ذلك فان علاقاتنا الاجتماعية تستلزم خلطاً ما بين الصدق في المشاعر واعتبارات أخرى حسب الظروف00 وحقيقةً لابد أحيانا من هذا النفاق الاجتماعي.

آخر الكلام: يلا وتعال يلا نهاجر في بلاد الله دون أن ننسى الناس لأنهم جديرون بالمحبة التي إن لم نستطع ممارستها حقيقةً، يمكننا أن نحاولها بالنفاق الاجتماعي إلى أن تصبح واقعا 00(أها ،ربما أحال ذلك البرود إلى حميمية) 00

[/JUSTIFY] [LEFT]مع محبتي للجميع[/LEFT]

سياج – آخر لحظة
[email]fadwamusa8@hotmail.com[/email]