ووضع عصا الترحال
كانت المقابر قد امتلأت بالحزانة قبل أن يحاضر موكبه الأخير.. فقد تداعى أهل القرى البعيدة والقريبة للموضع في تلقائية لا يفهم معناها الا من عرف قدر الراحل.. وأُنزلت جنازته إلى حيث لا ضوء ولا إنارة وأكالوا عليه التراب وطووا صفحة حياته العامرة بالمحبة والمحاولات الجادة لحلحلة أزمات من يعنيهم أمره.. لم تشهد المدينة عودة قادمين من المقابر مثلما شهدت في تلك اللحظات المحتشدة بالحزن البعض يرى أن المدينة إنهد فيها الركن الأساس.. وعلى عجلة أمرهم وشفقتهم قرروا ان لا يصبح عليهم الصبح إلا وقد سموا خليفته في تلك البقعة.. وفجأة زالت عوالم الإنسانية الملتاعة إلى خناقات الأنانية والذات.. البعض يظن أنه الأنسب لتبوء موضعه.. وأخذ المكانة باحكام مختلفة منها- ما هو ذو علاقة بمرافقة الراحل أو القرب منه، أو بعض وشيجة دم.. غابت مسحة الحزن وضجت السَّرداق بالأصوات المنكرة مرة! والمستجيبة مرة.. والراضية مرة.. والمتحفظة مرةً بصوت عال.. المهم لم تفقأ عين «سيادته» بعد في ذلك القبر الذي لا يمكن القول عليه بأنه فخيم أو وضيع فمجرد كلمة قبر تتراءى تجاه فكرة الظلام والكتمة وسؤال منكر ونكير.. بعض المنكسرين الذين لا جناح لهم للطيران يرون أنهم اليوم بالجد قد صاروا لسان حالهم.. فهؤلاء المجتمعون «بالصيوان» لا رابط بينهم الا رغبة في الاستحواذ على المكسب أو الموقع.. فقط وأمر هؤلاء لا يعنيهم من قريب أو بعيد.. ومرة بعد مرة تهزمهم عبارة «يا حليلو الكان بهم بيهمنا والكان بلمنا.. أمانة ما كتلنا وأمانة ما فقدنا وأمانة ما مات راجل..» ومن هناك حيث كان أصدقاء المرحوم تجد الجلبة والخيارات للبدلاء.
٭ آخر الكلام:- قد لا نحس بقيمة البعض الا بعد ان يضعوا عصا الترحال.. فهل أحب الناس بعضهم ..! جزاءاً للمعروف أو احقاقاً للحق والضمير.. وعادة يمضي المسؤول ما بين الدهشة أو من بين ثنايا أنه كان مساراً لكنكشة. [/JUSTIFY] [LEFT]مع محبتي للجميع[/LEFT]سياج – آخر لحظة
[email]fadwamusa8@hotmail.com[/email]