حُرَّمَة الموتى
أغسلْ وأنت صامت: عجيب أمر الانسان عندما يعطي نفسه حق إقتحام ضعف الآخر.. وأقصى درجات الضعف يحوزها الانسان عندما يصبح في عداد الجثث والموتى حيث لا حيلة وقدرة.. ولا إمكانية للتجاوب.. كثيرون تدخلهم الظروف في حرمة إنتهاك حقوق الميت دون أن يروا أن الأمر تدخل سافراً ومقبوحاً إستغرب جدًا لرجل أو امرأة كلف أحدهما بغسل الجثمان ليخرج على الناس واصفاً الحالة بكل تفاصيلها دون مراعاة الخصوصية.. بل مزيدًا من التوغل من هتك حجاب السترة إلى الوصف الدقيق والأصل أن هذه المهمة المهيبة لأهل الميت قد تنازلوا منها ل(اكس) من الناس لثقة وتقدير زائد فالاطلاع على العورات لا يترك إلا أصحاب الثقة فتكون بذلك الحالة اكثر توصيفاً (هتك حركة الميت وخيانة ثقة الحي).
جنازة بحر:لا أعرف لم أتهيب هذه الجنازة.. ربما لموقف مختزن منذ الطفولة ونحن نحظى بمقربة النيل الذي على جماله يكون مجرد لحظات أخيرة في حياة البعض، خاصة اولئك الذين جاءوا اليه فرحى فصاروا غرقى جنازة البحر هذه عبرة لما فيها من فواصل زمنية سريعة جدًا ما بين الحياة ونبضها والسكون الأبدي والراحة من طنين الدنيا وزحامها المزعج المهم خصوصية جنازة البحر تجد طريقها لضربها مثلاً للموت المفصل بكل تداعياته الصامتة المهيبة.. لحظات البحث عن الجنازة.. ولحظات الإنتشال.. الجموع المحتشدة القلوب الواجفة.. والدعوات الصادقة بالستر والعثور وجمع العظم ترى مثل هذه اللحظات تفسح عن إنتهاك جماعي بالتأكيد لا.. ولكنها طبيعة وظروف الموت.. لا أعرف لم صادت فكرة الموت المساحة اليوم من السياج رحم الله كل الموتى.. وحفظ لهم حرماتهم.. في أحداث جمة تعج بالزلازل وثورة الطبيعة، وزمجرتها، وظروف العنف والاقتتال والاحتراب والاستلاب فليذهب الموتى الى رحلتهم الأبدية شأنهم وربهم.. ولنا من بعدهم دعوات حسن الخاتمة.
آخر الكلام: لا يحبذ الناس الحديث والمذاكرة بهذا الموت لأنه بالتأكيد يسلبهم كثيرًا من قوة حاضر حياتهم ! فهم يحسبونه صادماً وحزيناً ..وهو كذلك وأكثر.. رحم الله موتانا وموتى العالم أجمع.. وجعل الداخلين إليه بباب الرِّضا أكثر وأكثر والفاتحة .. [/JUSTIFY] [LEFT]مع محبتي للجميع[/LEFT]سياج – آخر لحظة
[email]fadwamusa8@hotmail.com[/email]