فدوى موسى
محطات الأمل
(محطة المشتل) فهمست لنفسي (مشتل كلو خراب ورماد).. وتدلف المركبة مواصلة في مسارها على خط (الجريف) والكمساري يتزايد في (سماجة) (محطة مية وسبعطاشر) فرددت في سري (مية وسبعطاشر نيلة في دي حكاية..).. تقاطر أناس جدد للحافلة ونزل آخرون وحالة الإحباط تزداد مع خطوط التعاسة التي ألتقطها من الراكبين الجدد والكمساري الذي يرتدي (السديري) يتراشق بالألفاظ (محطة الإصلاحية… الإصلاحية) فحدثت نفسي (إصلاحية إيه.. دا لو خلوا الحياة دي كلها إصلاحية ما أظن ينفع مع العالم دا).. وهكذا والمركبة تتوغل في رحلتها اليومية وأنا أحادث نفسي الى أن تعالى صوت (أبوسديري) مرة أخرى (محطة صابرين..صابرين).. فقلت لروحي (ياهو دا الفالحين فيه.. الصبر والزهد.. أي شيء نعاين ليهو بعيونا ونقول صابرين).
إزدادت سرعة المركبة ووصلت الى محطة الكنيسة وتصايح (أبوسديري) الكنيسة..الكنيسة).. فألزمت نفسي الصمت وتشاغلت عن المحطة ما بين محطتي الكنيسة والجامع، فتذكرت محطة مركز راشد دياب.. عندما خرجت المركبة عن المحطات الثلاث تلك.. سرحت في هذه المساحات المليئة بالجدل ولم أنتبه إلا مع صياح ذلك الكمساري (محطة الشفخانة) المركز الصحي ..الصحي.. فقلت (لابد من مراجعة الطبيب.. فالصداع الدائم وحالات النفس المضربة مع الأحداث المحلية والعالمية تجلب الحالات النفسية والعضوية).. و(أبوسديري) يتعالى صوته (محطة المدارس).. بالمقابل أين التعليم.. أين الإهتمام بتعليم البسطاء.. (محطة الأستديو ..أتصور يا معلم).. فرددت في سري (أين هي الإطارات المناسبة للصور.. لأننا جميعاً كما يقول الأساتذة (عبدالعظيم ويوسف.. إننا خارج الصورة وخارج النص).. ومرة أخرى (محطة النقطة.. النقطة).. فقلت (بس أقبض.. أقبض.. بلاغ ضد البشرية).
آخر الكلام: وعلى أعتاب الحافلة عند وصولي محطتي وعلى طريقة الأخ شبونة تعوذ (أعوذ بالله) من كل شيطان للإحباط.. وطالبت نفسي عن طريق المجتمع الدولي بالصبر والإحتمال وإلتماس الأمل.
سياج – آخر لحظة -العدد 872 [/ALIGN]