فدوى موسى

البيت يضج 2


البيت يضج 2
[JUSTIFY] السبت أخدر

اليوم أخدر.. ليس تفاؤلاً بيوم اختصاصه لأناس معينين.. ولكن طبيعة التمسك بالمستقبل تبدأ من هنا.. من توسم الخير في الأيام والدهر كله.. وللدهر قدسية.. حيث أمرنا أن لا نسب الدهر.

رغم أننا في هذا اليوم (عطلة) إلا أننا نحس به ما بين العطلة والعمل.. طقوسية اليوم لم تستقر بعد على إطار محدد.. وهو الحفي ببعض الإجراءات الاستثنائية، حيث كنا في ما مضى نربط بينه وحالات التعسر في المواصلات، على أساس أنه بداية أسبوع، ولأننا مسكونون بترحيل التفاصيل من يوم لآخر، ومن زمن لتاليه فإننا نقلنا ذات الإحساس إلى الأحد.. المهم الآن هو السبت.. انتصفت تفاصيله البيتية مع الجمعة فيما يشبه (قسمة السلطة والثروة).. ثروة المسؤولية الأسبوعية من إعداد لطبخ الاسبوع وغسيل وكي و.. و.. تلك المتعلقات بواجبات المرأة.. رغم أنه لا يوجد ما يحدد هذا الواجب باعتباره حتمياً عليها.. (ما علنيا).. أصبح السبت هو اليوم التاني (للهولي دي)، بتاعنا، ويعوزنا الإحساس بـ (الويك آند).. محاولة متعسرة بالبحث عن برنامج أسري مغاير (للت والعجن الاسبوعي)، أو كما قال البرلماني المثير للجدل الخ).. إذن عافيتنا أنه نجد فيه بعض تواصل مع الأسرة الصغيرة والممتدة، لعل وعسى تشيع روح الحنية التي أصبحت في حد ذاتها منشداً ومطلباً.

خفف هذا السبت من هم الإبتعاد عن الصغار المستمتعين بالإجازة المدرسية، والتي تشكل في كيفية تقضيتها هاجساً أسرياً كبيراً.. في هذا السبت مخارجة ومقاربة لبعض الرهق الذي يلازم الانشغال المطول ما بين ملاحقة الأرزاق ودفء التربية، وحنو الاقتراب من الأبناء.. إذن هو سبت أخدر على الجميع..

في ركن قصي ينظر البعض لهذا السبت على أنه مدعاة لانجاز بعض المهام التي لا يحتاج الإطلاع عليها للجميع، مدعاة للتذاكي على فكرة إخمال الآخر وإعلاء روح النشاط للتنظير أو هكذا يعتقد البعض.. حيث ينشط فيه المتشربون في دروب السياسة التي دائماً ما تبني على أنه المتحرك دائماً، هو الأذكى وهو الأحوز على الأطر والتفاصيل بتالي الزمام.. إذن تمارس الأحزاب في مثل هذا اليوم أنشطتها بشيء من البراحة، في ظل استكانة وجو هادئ في الأوساط العامة المتمتعة بالإجازة.. غير بعيد أن يتحلل في هذا السبت بعض المترادفة عليهم التكالين والأنشطة بصورة زائدة أن يقوموا بانزال الرهق في استرخاء يوم كامل.. ففي هذه الحالة يتحلل البعض من الحالة الرسمية التي تكاد تأخذ بتلابيبهم، وتجعلهم مثل الآلات التي لا تنفك من دوامات (الورديات).. ماكينات بشرية فيما يتحصل فيه بعد ذلك محصلة صفرية كبيرة (لا شيء)..

اليوم في منظور المتأملين يمثل مجالاً لإفراد المساحة مع (سرحة) قوية طلوعاً ونزولاً مع التفاصيل والحادثات وأخذ الزبدة والخلاصة.. والنظر للمجريات بمنظر المتأني المتمهل المتعمق.. ثم هناك (المتأفف) الذي يرى في هذا السبت راحة من (قرف) الشغل والمواصلات والشوارع والمدير والزملاء وكل شيء.. أنه راحة للمتضجرين بسبب أو بلا سبب.

آخر الكلام: – هذه المرأة تجعل من سبتها توقيتاً للإطلاع على ما فاتها، وهي تبحث عن تفاصيل عورات الناس.. لن نقول لها سبتك أخدر.. لكنه (سبت مقطوع الطارئ)- كما يقول العامة في حالات عدم الاستحسان- استودعكم الله.. هو سبتكم وسبت ناس (تانين).
[/JUSTIFY] [LEFT]مع محبتي للجميع[/LEFT]

سياج – آخر لحظة
[email]fadwamusa8@hotmail.com[/email]