أمريكا.. جاءك بلاء!
وقف المسؤول المترف جداً.. الترف يتحدث عنه زيه وجضومه وروقته الفارطة.. وقف وسط ذلك الجمع النوعي بمسقط رأسه.. والجمع ربطته علاقة منظمة على آيدلوجية معروفة.. خاطبهم «إننا زمان كنا أكثر ترابطاً وصدقاً على الفكرة.. وتفقداً لأحوال بعضنا البعض.. وأكثر زهداً في الدنيا.. أما الآن فقد فرقتنا السلطة والدنيا والأموال».. وكشح المسؤول ذرفة دموع أمامهم.. هم الآن بؤساء لكن مخاطبهم «المسؤول الباكي المتحسر على الماضي» يسكن في شاهقة ذات عماد تفوق الخمس متراكبات.. ويركب الفارهة التي تطوي الأرض طياً.. ويخاطبهم حيث لا تدخل كلماته آذانهم إلا لتخرج فيهمسون في أذنه «يا رجل عيب عاين لروحك».
٭ اللمة الكبيرة!في فخامة المكان.. يجتمعون على اجترار الكلام المجتر ليقولون إنهم هنا من أجل أن يطقوا الحنك ليس إلا.. ثم لا شيء إلا استعراض مفروشات الصالون الوسيع في بيت «عمك الكلس» الذي يتصدى لمثل هذه اللمات والتي إن كان هدفها جمع العائلة المشتتة ما بين الفقر والضنك.. يستعرض فيهم أملاكه وسطوته.. احتفلوا في هذا اليوم باجتماع سموه «اجتماع العائلة» وموضوعه مناقشة «طلاق نفيسة من محمد الزين».. كأن العائلة لا قضية لها إلا هذا الموضوع.. تغطت رؤوسهم بعمم العيد وتسارعوا صوب «الكلس» فقد طوى في حشاه الزواج من نفيسه منذ تفتق أنثوتها.. لكنه عندما عاد من سفر خارجي وجدها قد تزوجت من محمد الزين المسكين الكحيان فترقب الأمر إلى أن وصل مرحلة اجتماع العائلة لتطليقها منه.. «أها في تدبير أكتر من كده».. تحلقوا حوله وهو يزأر ويصيح «نحنا بناتنا ديل ما لعب.. حرم أكان يطلقها واخدها أنا عشان يعرف اننا ما هاملين ليهو الزول المعولق دا».
٭ آخر الكلام:فعليات الحياة السودانية ضخمة جداً تبدأ من أعلى المستويات لتنتهي بجزئيات صغيرة لا تنفك من رغبة أو أمنية شخصية.. «أها يا جماعة جاءكم الخير كلو».
سياج – آخر لحظة
[email]fadwamusa8@hotmail.com[/email]