رأي ومقالات

مرتضي شطة : الطلاب والعنف الجامعي .. أسئلة حيري ؟

[JUSTIFY](إذا أردت أن تتفادى العنف يا بني فلا تدخل نفسك في أي نشاط سياسي) تلك كانت الوصية القديمة للآباء والأمهات لأبنائهم الذين يدخلون الجامعات، أما اليوم فقد اختلف الوضع عن سابقه فلم يعد مجدياً أن يبعده ذلك كله عن العنف لأن العنف أصبح في كل مكان من الجامعات ولائية كانت أم متمركزة في العاصمة القومية، فالعنف أصبح ثقافة مرتبطة بالممارسة السياسية لدي الطلاب الفئة المستنيرة التي يرجو منها الشعب السوداني أن تبني له مستقبله وتقوده بعقولها نحو المستقبل، بدلاً عن ذلك ها هم يستخدمون أجسادهم وليس عقولهم في التعبير عن أفكارهم، فكيف لهذا الشعب أن يرجو من فئة مستنيرة أحرزت أعلي الدرجات في التحصيل الأكاديمي وتتلقي المعرفة في أرقي المؤسسات التعليمية وفي تخصصات دقيقة.

لم تكن (الجملة والمستحيلة: جامعة الخرطوم) بمعزل عن هذه الظواهر السالبة، فقد نالت نصيبها من هذا العنف بما شهدته من أحداث عنف دامية أصيب علي إثرها عدد من الطلاب إصابات بالغة، وجاءت الأحداث امتداداً لأحداث سابقة راح ضحيتها أحد الطلاب نسأل الله له المغفرة والقبول، فكيف تأمن الأسر علي فلذات أكبادها الذين تنفق عليهم مقتطعة من خبز طعامها من أجل تأمينها؟ فأين تكمن المسألة: هل هي في عقلية الطلاب أم تنظيماتهم السياسية؟ هل العيب في أيدلوجياتهم ومرجعياتهم أم في ممارساتهم؟ وما هي صلة العنف الذي يدور خارج سوح الجامعات في الساحة السياسية من حركات مسلحة ونزاع عنيف في الأطراف بهذه الجامعات؟ وهل من المحتمل أن تكون هذه الجامعات واحدة من محاضن تخريج العنيفين والذين يسلكون أساليب وسبلا غير سلمية في الحوار؟ بالمعني الواضح والصريح: هل تسهم هذه الجامعات بهذه الممارسة السياسية غير الراشدة في تزويد الشارع السياسي السوداني بالمزيد من قادة الحركات المسلحة التي تنتهج غير سبيل الحوار طريقاً للتعبير عن قضاياها وأجندتها؟ ولو أننا راجعنا علي وجه الدقة وبدراسة مسحية أبرز قادة الحركات المسلحة لوجدناهم من خرجي هذه الجامعات بل وقادتها في المستوي الوسيط .

أن أخطر ما تفعله الممارسة السياسية الآن في الجامعات هو أنها تبذر وتنمي العنف في عقول طلاب اليوم وصناع المستقبل بل وساسة الغد.

لن يأتي يوم يجلس فيه هذا الجيل من الطلاب السياسيين حول مائدة مستديرة واحدة لحل مشكلات السودان أو النظر في مستقبله وهذا مكمن الخلل والخطر القادم.

حاشية: إن مسئولية الأحزاب السياسية تجاه شريحة الطلاب كبيرة تتجاوز النظرة الضيقة في تجنيدهم وتوجيههم لصالح أجندتها، فعلي عاتقها مسئولية مجتمعية توجب عليها أن تحافظ علي أبناء هذه الأسر السودانية وألا توظفهم فيما يعرض حياتهم للخطر ويهدر دماءهم دون وجه حق، وأن تخاف الله في أسرهم التي تنتظرهم وتنفق عليهم بينما تسرقهم منها هذه الأحزاب.

والسؤال المهم هو أين طلاب الأحزاب من الأحزاب والجو العام للبلد؟ كيف يكون المناخ السائد علي الصعيد السياسي هو الحوار السياسي، بينما النخب في الجامعات تشعل النيران وتتعارك بالأجساد بدلاً عن حوار الأفكار، وجامعة الخرطوم مطالبة بأن تقدم القدرة بحلها لهذه المشكلات وإدارتها لهذه الأزمة سيما وأنها طرحت نفسها كمرجع للحوار السياسي علي صعيد الوطن.
وعلي الحكومة أن تتعامل مع كل ظواهر العنف في إطارها القانوني الجنائي وأن تبذل جهدها للوصول إلي كل الجناة الذين يبذرون الفتنة بالاعتداء بالضرب أو إزهاق الأرواح وتقدمهم للعدالة حتي يرتدع كل من تسول له نفسه ذلك ويعلم ألا مفر من الوقوع تحت طائلة العدالة.

10014544 574622359302672 7481010727704352770 n صحيفة الرأي العام
ع.ش
[/JUSTIFY]