تحقيقات وتقارير

الطيران الاسرائيلي في شرق السودان ..مفاجأة غير سارة


في تطور لافت للهجوم الذي اسفر عن مقتل العشرات بشرق السودان في يناير وفبراير الماضيين،وجهت جهات عديدة، منها الولايات المتحدة الاميركية اصابع الاتهام الى اسرائيل بتنفيذ العملية،وبينما رجحت الخرطوم الفرضية ذاتها ، ونفت ان تكون القافلة تحمل سلاحاً ، موضحة انها كانت تحمل بضائع ،كشف الناجي الوحيد ، وهو إثيوبي يعمل ميكانيكيا ،إن الهجوم نفذته طائرتان حلقتا فوقهم، ثم عادتا وقصفتا السيارات «التي كانت 4 أو 5 سيارات».
في غضون ذلك، نقلت صحيفة هآرتز الاسرائيلية عن مصادر استخباراتية ،ان مصر بدأت في نشر قوات على حدودها المشتركة مع السودان في مساعٍ لمنع وتوقيف مهربي الاسلحة الى قطاع غزة.
واكدت صحيفة «نيويورك تايمز» في عددها الصادر امس الجمعة، قيام الطيران الاسرائيلي باستهداف قافلة كانت تنقل الاسلحة الى حركة حماس في غزة، وذلك داخل الاراضي السودانية.
ونقلت الصحيفة عن مسؤولين امريكيين قولهم، إن اسرائيل هي الجهة التي نفذت الهجوم، الذي اسفر – حسب النيويورك تايمز – عن مقتل 30 شخصا على الاقل.
وقالت الصحيفة، إن مسؤولين امريكيين مطلعين على معلومات سرية يعتقدون ان ايران تبذل جهودا لتهريب الاسلحة الى غزة .
واضافت الصحيفة، ان تقارير استخبارية تحدثت عن وجود مسؤول في الحرس الثوري الايراني في السودان، مهمته تنسيق عملية تهريب الاسلحة.
وقالت شبكة «سي بي اس» الاخبارية الأمريكية أمس ،إنه تم إبلاغ مسؤولين أمريكيين ان غارة نفذتها طائرات إسرائيلية في يناير نجحت في منع وصول أسلحة من السودان إلى غزة.
وقال بول وود مراسل «بي بي سي»، إن رد الفعل الاسرائيلي جاء وفقا للخط المتبع عادة، والذي حدث بعد هجومها على مفاعل سوري عام 2007 ، في البداية ترفض أن تؤكد الغارة ثم تعطي إيماءات،واضاف قائلا إن ما نفهمه من أولمرت الآن هو «الايماءات».
واكد وود «إن الأنباء التي وردت عن الأسلحة تفترض انه بامكانها تغيير أصول اللعبة في الصراع بين إسرائيل والمسلحين الفلسطينيين، حيث تردد وجود صواريخ أرض جو، وربما صواريخ مداها 70 كيلومترا مما يمكن المسلحين من ضرب تل أبيب من غزة».
وتابع قائلا «لو كان الأمر كذلك فان مثل هذا الهدف خطير مهما بعد».
لكن الناطق باسم وزارة الخارجية علي الصادق،الذي أكد ان السودان يجمع الادلة من موقع الهجمات، ولن يرد على الهجمات، بينما التحقيق يجري،واستبعد ان تكون القوافل التي تعرضت للهجمات لتهريب السلاح، وقال انها كانت تحمل بضائع.
واعرب الصادق عن اعتقاده بأن اسرائيل وراء الهجومين على من يشتبه بأنهم مهربون.
وقال الصادق، الاعتقاد الاول كان هو أن الامريكيين هم من فعلوا ذلك، وإن السلطات السودانية اتصلت بالامريكيين فنفوا بشكل قاطع أن يكونوا ضالعين في الامر.
ورجح أن يكون الامر له علاقة باسرائيل، واضاف الصادق بأنه اذا كانت اسرائيل هي المتورطة فهي قد تحركت بناء على معلومات خاطئة مفادها ان العربات كانت تحمل سلاحا، وتحدث عن عدم شرعية التعدي على سيادة دولة اخرى،وقال ان السودان لن يرد على الهجمات بينما التحقيق جار.
وأضاف، ان السودان يحتفظ بحق الرد لاحقا وانه حتى الان لم يتأكد ان الفاعل هو اسرائيل.
الى ذلك، نقلت صحيفة «هآرتز» الاسرائيلية عن مصادر استخباراتية رفيعة،ان مصر بدأت في نشر قوات على حدودها المشتركة مع السودان في مساعٍ لمنع وتوقيف مهربي الاسلحة الى قطاع غزة،وذلك استجابة للضغوط الدولية الكثيفة التي تعرضت لها القاهرة في اعقاب الغزو الاسرائيلي على القطاع.
واضافت الصحيفة، ان القاهرة شرعت في مراقبة الحدود،لكنها لم تبدأ في نشر القوات حتى الآن،مشيرة الى ان مصر بدأت هذه العملية بعد ان تعرضت لضغوط متزايدة للتحرك في مواجهة مهربي الاسلحة،بيد ان ان النتائج لاتزال جزئية.
وزعمت الصحيفة، ان ايران التي كانت تهرب الاسلحة الى غزة عبر تركيا الى سوريا بواسطة البوارج،حولت مسارها الى خليج عدن باليمن ومنها الى السودان عبر مصر الى غزة بعد ان نشطت انقرة مؤخراً وضبطت احدى البوارج.
واوضحت الصحيفة، ان ايران التي انشأت شبكة مهربين عبر الخليج الفارسي،عدن،شرق افريقيا مع وجود سفارة في السودان، تقوم بتفريغ شحنات البواخر من الاسلحة في ميناء بورتسودان ومن ثم تنقلها الى غزة عبر مصر.
واشارت الصحيفة الى ان القاهرة لم تتحرك لمراقبة الحدود الا بعد ان كشفت وسائل الاعلام الغارات التي نفذتها الطائرات الاسرائيلية على شرق السودان.
بيد ان ايساندر العمراني، المحلل المتخصص في شؤون مصر وشمال افريقيا بالمجموعة الدولية لمعالجة الأزمات، قال انه «متشكك في ان يمر مثل هذا العدد الكبير من الاسلحة التي تشمل صواريخ بعيدة المدى عبر مصر دون ان يراها أحد».
واضاف بقوله، ان مثل هذه المهمة يتعين ان تشمل خرقا للعديد من نقاط التفتيش المصرية في وادي النيل وشبه جزيرة سيناء وهو امر بعيد الاحتمال، وزاد: «مضمون هذا هو ان مصر نقطة عبور رئيسية ، للاسلحة الى غزة، وهذا زعم كبير للغاية».
كما نفت حركة المقاومة الإسلامية «حماس» أمس الجمعة أي علاقة لها بقافلة الاسلحة التي استهدفتها طائرات اجنبية شرق السودان.
وقال صلاح البردويل، القيادي في حركة حماس لفرانس برس «لم نتأكد بالفعل ان هناك قافلة ضربت او لا ولكن من السخرية ربط هذه القافلة بحماس».
واعتبر ان «الولايات المتحدة وتحديدا اسرائيل تحاول دائما ان تغطي على أي جريمة او عمل سياسي تقوم به، فهذه الحادثة ان وقعت فهي عمل سياسي هدفه الضغط على السودان».
واضاف «ان كانت هناك قافلة استهدفت وفيها هذا العدد من القتلى فهو امر تحاول اسرائيل ان تستفيد منه من خلال ربطه بحماس وضرب السودان».
كما اوضح ان«ما يؤكد كذب هذه الادعاءات ان بين السودان وغزة توجد مصر وهي الاقدر والاولى بمنع دخول السلاح الى غزة فلم هذا التهميش لمصر».
وفي السياق نفسه، نقلت قناة «العربية»،عن سياسي كبير من شرق السودان- لم تسمه- ان زملاءه تحدثوا إلى شخص نجا من الغارة، وأردف «هناك شخص إثيوبي يعمل ميكانيكيا هو الناجي الوحيد» ، قال إن الهجوم نفذته طائرتان حلقتا فوقهم، ثم عادتا وقصفتا السيارات ،ولم يستطع أن يحدد جنسية الطائرتين اللتين دمرتا العربات، «التي كانت 4 أو 5 سيارات».
وأضاف ،ان جماعات تهريب الأسلحة إلى مصر عادة ما تستخدم الطريق الواقع في منطقة صحراوية شمال غربي بورتسودان على ساحل البحر الأحمر «الجميع يعرفون أنهم يهربون الأسلحة إلى جنوب مصر».
ولدى القوات الجوية الإسرائيلية صواريخ متقدمة يمكن إطلاقها من ارتفاع عال وربما من مسافة كبيرة خارج المجال الجوي لدولة، وتهبط باتجاه الهدف باستخدام معلومات بصرية واردة من قمر صناعي. ولا تكون هناك حاجة إلى تعرف بصري على الهدف من ارتفاع منخفض إلا إذا كان من الضروري التحقق من هويته.
المصدر :الصحافة


تعليق واحد

  1. هل من الممكن ان تقتحم طيران العدو الصهيوني مجالنا الجوي بدون ان نشعر بها وهل نعتمد على السائق الوحيد الذي نجا حتى يخبرنا بان هناك صائرات تحلق فوقه معنى ذلك لم يكن هناك بشر غير هذه القافلة ارجو ان تخبرونا شىء يدخل العقل