استشارات و فتاوي
سؤال للشيخ عبدالحي يوسف: أوليست فترة الشباب جزء من هذه العمر الذي نسأل عنه يوم القيامة؟
ﻳﺎ ﺷﻴﺨﻨﺎ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺤﻲ – ﺣﻔﻈﻜﻢ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﺭﻋﺎﻛﻢ ﻭﺟﻌﻞ ﺍﻟﺠﻨﺔ ﻣﺜﻮﺍﻧﺎ ﻭﻣﺜﻮﺍﻛﻢ – ﻫﻮ ﻋﻦ ﺩﻻﻟﺔ ﺍﻟﺘﺨﺼﻴﺺ ﺑﻌﺪ ﺍﻟﺘﻌﻤﻴﻢ ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ. ﺃﻭﻟﻴﺲ ﺍﻟﻌﻤﺮ ﻳﺸﻤﻞ ﺍﻟﻔﺘﺮﺓ ﻣﻦ ﻣﻴﻼﺩ ﺍﻟﻤﺮﺀ ﺣﺘﻰ ﻭﻓﺎﺗﻪ ﺑﻤﺎ ﻓﻴﻬﺎ ﻣﺮﺣﻠﺔ ﺍﻟﺸﺒﺎﺏ؟ ﺃﻭﻟﻴﺴﺖ ﻓﺘﺮﺓ ﺍﻟﺸﺒﺎﺏ ﺟﺰﺀ ﻣﻦ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻌﻤﺮ ﺍﻟﺬﻱ ﻧُﺴﺄﻝ ﻋﻨﻪ ﻳﻮﻡ ﺍﻟﻘﻴﺎﻣﺔ؟ ﻓﻠﻢَ ﺍﻟﺘﺨﺼﻴﺺ ﻫﻨﺎ؟ ﻫﻞ ﻳﻔﻬﻢ ﻣﻦ ﺫﻟﻚ ﺑﺄﻥ ﺍﻟﻄﺎﻋﺔ ﻓﻲ ﻓﺘﺮﺓ ﺍﻟﺸﺒﺎﺏ ﺃﺟﺮﻫﺎ ﻣﻀﺎﻋﻒ ﻭﺍﻟﻌﻜﺲ ﻛﺬﻟﻚ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻠﻤﻌﺼﻴﺔ؟ ﻭﻫﻞ ﻳﻤﻜﻦ ﺍﻟﻘﻮﻝ ﺑﺄﻥ ﺍﻷﺣﺎﺩﻳﺚ ﺗﻔﺴﺮ ﺑﻌﻀﻬﺎ ﺑﻌﻀﺎ – ﻓﻘﺪ ﺧﻄﺮ ﻟﻲ ﻭﺃﻧﺎ ﺃﻗﺮﺃ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ ﺍﻟﻨﺒﻮﻱ، ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ ﺍﻟﻘﺪﺳﻲ ﺍﻟﺬﻱ ﻭﺭﺩ ﻓﻴﻪ ﺃﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﻳﺤﺐ ﺍﻟﺸﺎﺏ ﺍﻟﻄﺎﺋﻊ . ﻓﻬﻞ ﻣﺎ ﺫﻫﺒﺖ ﺇﻟﻴﻪ ﺻﺤﻴﺢ ﺃﻡ ﻣﺠﺮﺩ ﺧﻮﺍﻃﺮ؟ ﻭﺍﻟﺤﻘﻴﻘﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻧﺮﺍﻫﺎ ﻳﺎ ﺷﻴﺨﻨﺎ ﻭﻧﻌﺎﻳﺸﻬﺎ ﻫﻲ ﺃﻧﻪ ﺣﺘﻰ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺍﻟﺪﻧﻴﻮﻱ ﺍﻟﺬﻱ ﻟﻢ ﻳﻘﺼﺪ ﻣﻨﻪ ﻃﺎﻋﺔ ﺍﻟﻠﻪ – ﺃﻓﻀﻞ ﻓﻲ ﻓﺘﺮﺓ ﺍﻟﺸﺒﺎﺏ ﻋﻦ ﻏﻴﺮﻫﺎ ﻣﻦ ﻣﺮﺍﺣﻞ ﺍﻟﻌﻤﺮ .
ﺍﻟﺠﻮﺍﺏ : ﺍﻟﺤﻤﺪ ﻟﻠﻪ ﺭﺏ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻴﻦ، ﻭﺍﻟﺼﻼﺓ ﻭﺍﻟﺴﻼﻡ ﻋﻠﻰ ﺃﺷﺮﻑ ﺍﻟﻤﺮﺳﻠﻴﻦ، ﻭﻋﻠﻰ ﺁﻟﻪ ﻭﺻﺤﺒﻪ ﺃﺟﻤﻌﻴﻦ، ﻭﺑﻌﺪ. ﻓﺠﺰﺍﻙ ﺍﻟﻠﻪ ﺧﻴﺮﺍً – ﺃﺧﻲ – ﻋﻠﻰ ﺣﺴﻦ ﺗﺪﺑﺮﻙ ﻟﻜﻼﻡ ﻧﺒﻴﻚ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳـﻠﻢ، ﻭﺍﺳﺘﻨﺒﺎﻃﻚ – ﺃﺣﺴﻦ ﺍﻟﻠﻪ ﺇﻟﻴﻚ – ﺻﺤﻴﺢ؛ ﻷﻥ ﻓﺘﺮﺓ ﺍﻟﺸﺒﺎﺏ ﻫﻲ ﺯﻫﺮﺓ ﺍﻟﻌﻤﺮ ﻭﻣﺼﺪﺭ ﺍﻟﻘﻮﺓ؛ ﻛﻤﺎ ﻗﺎﻝ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ } ﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﺬﻱ ﺧﻠﻘﻜﻢ ﻣﻦ ﺿﻌﻒ ﺛﻢ ﺟﻌﻞ ﻣﻦ ﺑﻌﺪ ﺿﻌﻒ ﻗﻮﺓ ﺛﻢ ﺟﻌﻞ ﻣﻦ ﺑﻌﺪ ﻗﻮﺓ ﺿﻌﻔﺎً ﻭﺷﻴﺒﺔ{ ﻓﺎﻟﺸﺒﺎﺏ ﻗﻮﺓ ﺑﻴﻦ ﺿﻌﻔﻴﻦ، ﻭﻟﺬﺍ ﻛﺎﻧﺖ ﺍﻟﻄﺎﻋﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﺎﺏ ﺃﻋﻈﻢ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﻠﻪ ﺃﺟﺮﺍً ﻣﻨﻬﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﻴﺦ، ﻭﻓﻲ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ ﺍﻟﺼﺤﻴﺢ
” ﺳﺒﻌﺔ ﻳﻈﻠﻬﻢ ﺍﻟﻠﻪ ﻓﻲ ﻇﻠﻪ ﻳﻮﻡ ﻻ ﻇﻞ ﺇﻻ ﻇﻠﻪ: ﺇﻣﺎﻡ ﻋﺎﺩﻝ، ﻭﺷﺎﺏ ﻧﺸﺄ ﻓﻲ ﻋﺒﺎﺩﺓ ﺍﻟﻠﻪ “.. ﻭﻓﻲ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ “ﺇﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻳﻌﺠﺐ ﻣﻦ ﺷﺎﺏ ﻟﻴﺴﺖ ﻟﻪ ﺻﺒﻮﺓ ” ﺃﻱ ﻣﻴﻞ ﺇﻟﻰ ﻣﺎ ﻳﻤﻴﻞ ﺇﻟﻴﻪ ﻏﻴﺮﻩ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﺒﺎﺏ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻌﻲ ﻭﺭﺍﺀ ﺍﻟﻤﻼﻫﻲ ﻭﺍﻟﺼﻮﺍﺭﻑ، ﻭﻟﺬﻟﻚ ﻳﺤﺮﺹ ﺍﻟﻤﻮﻓﻖ ﻣﻦ ﻋﺒﺎﺩ ﺍﻟﻠﻪ ﺃﻥ ﻳﺮﻱ
ﺍﻟﻠﻪ ﺧﻴﺮﺍً ﻓﻲ ﺣﺎﻝ ﺷﺒﺎﺑﻪ؛ ﻓﻤﻦ ﺣﻔﻆ ﺷﺒﺎﺑﻪ ﻓﻬﻮ ﻟﺸﻴﺨﻮﺧﺘﻪ ﺃﺣﻔﻆ، ﻭﻣﻦ ﻛﺎﻥ ﻋﺎﺑﺪﺍً ﻟﻠﻪ ﺣﺎﻝ ﺷﺒﺎﺑﻪ ﻓﻬﻮ ﻓﻲ
ﺣﺎﻝ ﺍﻟﺸﻴﺨﻮﺧﺔ ﺃﺣﺮﺹ ﻭﺍﻟﻌﺒﺎﺩﺓ ﻋﻠﻴﻪ ﺃﺳﻬﻞ. ﻭﺃﻧﺒﻬﻚ – ﺃﺣﺴﻦ ﺍﻟﻠﻪ ﺇﻟﻴﻚ – ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﻌﺼﻴﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﻴﺦ
ﺃﻗﺒﺢ ﻣﻨﻬﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﺎﺏ، ﻭﻗﺪ ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳـﻠﻢ “ﺛﻼﺛﺔ ﻻ ﻳﻜﻠﻤﻬﻢ ﺍﻟﻠﻪ ﻳﻮﻡ ﺍﻟﻘﻴﺎﻣﺔ ﻭﻻ ﻳﺰﻛﻴﻬﻢ ﻭﻟﻬﻢ ﻋﺬﺍﺏ ﺃﻟﻴﻢ : ﺷﻴﺦ ﺯﺍﻥ، ﻭﻣﻠﻚ ﻛﺬﺍﺏ، ﻭﻋﺎﺋﻞ ﻣﺴﺘﻜﺒﺮ” ﻭﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﻤﻮﻓﻖ ﻭﺍﻟﻤﺴﺘﻌﺎﻥ .
ﻓﻀﻴﻠﺔ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺩ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺤﻲ ﻳﻮﺳﻒ
ﺍﻷﺳﺘﺎﺫ ﺑﻘﺴﻢ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﺑﺠﺎﻣﻌﺔ ﺍﻟﺨﺮﻃﻮﻡ
خ.ي