جعفر عباس

أحمدك يا رب.. أديت واجبي

أحمدك يا رب.. أديت واجبي
[JUSTIFY] هذا يوم انتظرته طويلا، وتمنيت أن يمد الله سنوات عمري حتى أشهده، كي يتسنى لي أن أمدّ رجلي، وأن أحس براحة في الأحشاء وكأنما يد خبير حانية قامت بتمسيدها، ذلك اليوم هو الرابع عشر من مايو الجاري الذي أكتب فيه هذه الكلمات وقد عاد ولدي لؤي بعد غربة أربع سنوات في بلاد تموت من البرد حيتانها حاملا شهادته الجامعية، ولؤي هو آخر العنقود في عائلتي الصغيرة، وبعودته إلى حضني وحضن أمه متبكلرسا (أي حاملا البكالريوس)، أكون قد حققت أمنية عزيزة وأوفيت بعهد قطعته على نفسي بأن لا أدخر جهدا ولا مالا في سبيل توفير أفضل تعليم تسمح به إمكاناتي المادية لعيالي بما يتوافق مع قدراتهم الأكاديمية.. اتصل بي هاتفيا قبل نحو ثلاثة أيام ليبلغني بنجاحه وبأنه لن ينتظر حفل التخريج المقرر تنظيمه بعد أسبوع، لأنه في شوق عارم لنا وللدوحة، مسقط رأسه، وكنت قد وعدت أمه (وهي في نفس الوقت زوجتي) بان أصطحبها إلى الولايات المتحدة لنشهد حفل تخريجه وبالمرة نبارك لأوباما فوزه بولاية رئاسية ثانية، ولكنه قال: خليهم يرسلوا الشهادة بالبريد أو الحمام الزاجل.. مش مهم أحضر حفل التخريج لأنني تخرجت و«خلصت»، ولو لم يرسلوا الشهادة المكتوبة بأحرف ذهبية مش ضروري لأن الحصول على عمل يتطلب فقط إبراز تفاصيل الشهادة الـ «tpircsnart»، قلت له: طالع على أبوك الذي حضر حفل تخرجه من الجامعة وتسلّم البكالريوس من يد رئيس الجمهورية وضاعت منه «الشهادة» في هوجة فرحة أصدقائي وزغاريد قريباتي وهتافهن بعد لحظات من تسلمها: يا سلام يا جافر (جعفر) رفأت (رفعت) راسنا.. ينسر (ينصر) دينك!! هذه العربية التي أشبعها أهلي النوبيون تكسيرا كانت أجمل وقعا على أذني من شعر المتنبي، وغناء أم كلثوم (بصراحة لم أجد في أي أغنية لأم كلثوم ما يشد انتباهي وحواسي، وفسّر البعض ذلك بأنني أعاني من خلل في غدد الاستقبال والاستمتاع، ويقصدون بذلك أن حسي الموسيقي والغنائي فاسد ومضروب، ولكنني أعتقد أن أحد أسباب عزوفي عن الاستماع إلى أغنياتها هو كرهي الشديد لأي شكل من أشكال عبادة الأفراد، ولا أقصد بذلك أن المعجبين بأم كلثوم كانوا يعبدونها بالمعنى الديني للـ «عبادة»، ولكنهم جعلوا كلمة «الست» وقفاً عليها، وأطلقوا عليها لقب كوكب الشرق، وتركبني العفاريت عندما أسمع الألقاب العبثية تطلق على أناس ولو كانوا متميزين في مجالات معينة، ولهذا لا تعجبني مسميات أمير الشعراء وعميد الأدب وشاعر الجبل وعذراء الشاشة.. واللقب الأخير كانت تحمله الممثلة المصرية ماجدة صباحي لكونها لم تكن تقبل أي دور سينمائي فيه (قبلات وهبش وخمش).
ولكن وفي هذه اللحظة فإنني لا أمانع في ان يضفي علي أحدهم لقب «أمير السعداء» رغم رفضي إضفاء لقب أمير الشعراء على أحمد شوقي، (أفضل حافظ إبراهيم عليه)،..يا ما انت كريم يا رب، فقد عشت ورأيت عيالي جميعا يكملون تعليمهم العالي وأتمنى أن أعيش لأشهدهم يكملون تأهلهم العائلي، لأنال لقب جد وأسعد بأحفادي (في رسالة لقارئتي همسة المعتز قالت إن جدة هتفت وهي تلاعب أحفادها: لو كنت أعرف متعة الأحفاد لأتيت بهم قبل عيالي) هذا ليس كلام تخريف بل تعبير بليغ عن الحب، ومصداق لمقولة (أنه ما أحلى من الولد إلا ولد الولد).
[/JUSTIFY]

جعفر عباس
[email]jafabbas19@gmail.com[/email]

‫3 تعليقات

  1. يعني هالة اتخرجت كمان ؟

    ربنا يسعدك بهم ، وياترى طالعين لأبيهم ود العباس ؟

    على كل يمكن جيناتك تنتقل لواحد من الأحفاد ويطلق عليه جعفر الثاني

  2. [B]مبروك عليك ياستاذ ….لكن دايرين نعرف مسقط رأسه وين (ملوحه وقراصه ول شاورما وبيرقر)[

  3. مبروك عليك – لكن يا ريت لو كان أتربى فى السودان علشان يعرف أصله و فصله – لأن أولاد الغربة زى الطحالب بدون جذور – و لما ولدك ده يحقق أمنيتك الأخيرة و يتزوج واحدة زيه من مواليد الغربة -بالله عليك ماذا تكون هوية حفيد (أبو الجعافر )؟؟؟؟