سياسية

رشا التوم : الكهرباء زيادة تاني ؟

[JUSTIFY]حديث غير مطمئن بعث به وزير الموارد المائية والكهرباء معتز موسى عن فجوة متوقعة في الإمداد الكهربائي العام المقبل وما يهمنا أكثر في بيان الوزير الذي أدلى به أمام البرلمان الكلام عن اتجاه لزيادة تعرفة الكهرباء لأن الوضع الحالي في ظل ثبات التعرفة سيقود لإضعاف مقدرة القطاع للايفاء بمتطلبات التشغيل والصيانة.

وتعتبر قضية الكهرباء من القضايا الإستراتيجية المهمة التي تمس أمن المواطن أسوة بالمياه والعلاج والسكر والقمح فهي جزء أصيل لا يتجزأ من حياتنا اليومية وجميعنا يعلم (نعمة) أن تكون مدينتك وقريتك وحيك وبيتك مضاء بالكهرباء، فالظلام لا يناسب الحياة المتمدنة التي نعيشها ونحن في عهد التطور والنماء.

ورغم أن قطاع الكهرباء شهد استقراراً وتطوراً كبيراً لا نستطيع نكرانه ولا أن نبخس جهود القائمين عليه، ولكن كل ماتم إنجازه وحتى الوقت الراهن لم يشمل كل بقاع وأراضي وولايات السودان وهنالك مدن وقرى وأرياف سكنها الظلام لأوقات طويلة وما زالت تعاني وطأته وتحلم مجرد حلم أن تدخلها الكهرباء يوماً من الأيام العاصمة الخرطوم تنعم بالكهرباء منذ أمد بعيد، ولكن عفواً داخل الخرطوم ذات نفسها هنالك تقصير واضح وكبير في حق أهل القرى الكائنة بأطراف العاصمة والتي لم ترَ (نور) الكهرباء في حياة سكانها وما تزال عمليات التخطيط الهيكلي وأعمدة الكهرباء تتوسد أراضي القرى دون أن تجد من (يرفعها) ويشد أسلاكها ولا نذهب بعيداً لنضرب مثالاً على انعدام الكهرباء فهنالك قرى تبعد أقل من «40» كيلو عن مدينة بحري لم تسمع أو ترى الكهرباء التي ظلت حلماً يراودهم بعد أن (عشموهم) ناس المؤتمر الوطني في الفترة الانتخابية السابقة بأن قراهم ستنعم بالخدمات منها المياه والكهرباء وحتى اليوم لم يتحقق منها شيئاً على أرض الواقع على رأس تلك القرى سلمة الكباشي ومنطقة حيطة وغيرها من القرى التي يطالب أهلها الجهات المسؤولة الالتزام بوعودهم.

تعرفة الكهرباء تمت زيادتها في السنوات الأخيرة بحجة أن تكلفة التشغيل مرتفعة وقبل المواطنين بالزيادة على مضض فلا خيار أمام المواطن سوى القبول بأي تعرفة تفرض عليه من الجهة المسؤولة وأيضاً تم فرض عداد (الجمرة الخبيثة) بحجة ترشيد الاستهلاك للمواطنين والذين بدورهم يقومون بشراء كهرباء محددة وفقاً لما تحمله جيوبهم من أموال وميزانية تناسب التوزيع اليومي أو الشهري للمشتريات كافة، وبعد ذلك كله قد تفاجأ بأن الكهرباء قاطعة (في حقارة أكتر من كدة)؟.

في حال أردت إدخال عداد جديد لمنزلك فالأمر جد مكلف فقبل عدة سنوات وصلت تكلفة تركيب عداد جديد ما يقارب 4 آلاف جنيه أي 4 ملايين بالقديم تدفع نقداً أو بالأقساط (حسب ميزانيتك) وتقوم بجلب المهندس للمعاينة والتخطيط لوضع العداد على نفقتك الخاصة وقد تضطر أن تشتري عمود كهرباء من حر مالك في حال كان منزلك بعيداً عن الأعمدة العامة وبعد ذلك كله تشتري الكهرباء بأموالك وتدفع زيادة على ذلك مبلغ «2» جنيه ونصف شهرياً ثابتة رسوم عداد (شفتو كيف) رسوم فوق رسوم العداد البالغة 4 ملايين يعني في العشرة سنوات تكون دفعت قيمة العداد مرتين تلاتة دون أن تشعر وهو الأمر الذي يحيرني إلى اليوم؟

الأمر من ذلك بعد صرف كل تلك الأموال تكتب تعهد أو تنازل عن ما قمت بشرائه بحر مالك ومن جيبك لشركة الكهرباء بعقد موثق يفرض عليك دون أن تكون لك الحرية في قبوله أو رفضه فأنت مجبر لا محال وقد يشمل العقد شروط مجحفة في حق المواطن ولا تتحمل الشركة أي خسائر قد تقع في الممتلكات أو الأرواح في حالة الحرائق والحوادث وغيرها لا قدر الله فأي عدالة تلك التي تملك الآخر ما ملكته أنت بقروشك دون وجه حق؟

فصل الصيف نحن فيهو والخريف قادم ومشكلة الكهرباء بالحيثيات المذكورة غير مطمئنة والحل السريع مطلوب
والزيادة الجديدة لا تمثل حلاً شاملاً يرضي كل الأطراف بل العكس ونخشى أن تقود جمعية حماية المستهلك حملة أخرى لمحاربة الغالي متروك ليكون الظلام رحيماً بنا أكثر من النور.

صحيفة الإنتباهة
ع.ش[/JUSTIFY]

تعليق واحد

  1. الوزير الفاشـــل دائمــاً يبحـث عن خلق متاعب ومشاكل الشعـب
    الوزير الناجـــح دائمــاً يبحث لحل المتاعب والمشاكل لراحة شعبه
    فمــن أنــتَ أيهـا الوزير الفاشـل ؛؛؛؛؛ أمـأ النــاجـــح …