فاروق أبو عيسى : الهجوم العنيف على الحكومة

[SIZE=5][JUSTIFY]بالرغم من أن رئيس المعارضة الأستاذ فاروق أبو عيسى قال إنه كان مريضاً لمدة أسبوعين، جعلته غير متابع، إلا أنه لم يبد كذلك، ورغم أنه جاء مناصراً لطلاب جامعة الخرطوم بمنبر الحزب الشيوعي، لكنه أصبح المتحدث الرئيسي وقال إنه طلب منه ذلك. وأعلن رئيس التحالف دعمهم لطلاب الجامعة، واصفاً أياهم بالأشاوس رافضاًَ أن تصبح الجامعة العريقة مفجرة الثورات ومزلزلة الأنظمة القابضة، مرتعاً تتواجد فيه الفؤوس والسواطير.

أبو عيسى اتهم جهات لم يسمها باتخاذ المساجد مخزناً للسلاح، وبرغم أن القضية محل النقاش هي أحداث جامعة الخرطوم، إلا أن المحامي فاروق تناول قضايا أخرى الحوار والفساد والنقابات ،وصدق في تعليقه حينما أضحك الحضور بقوله «أنا طولت من الحديث لكن لقيت الحكاية حلوة».

أبو عيسى أبدى تحسره على نقابات المهن وطالب الحكومة بعودة هذه النقابات المهنية، وقال سنعمل كل جهدنا لاستعادة نقابات المهنيين وذلك بإلغاء ما ذهب إليه الإنقاذيون بنقابة المنشأة، مشيراً إلى أن الأخيرة تأتي بمناصب التعيين بينما النقابات المهنية التي تأتي بديمقراطية الانتخابات تأتي بالأيدي الشريفة وبتراجع أصحاب النفوس الضعيفة إلى حد تعبير أبو عيسى الذي أضاف أن النقابات المهنية ستساعد في محاربة الفساد، وأرسل إشاراته طوال الندوة وتعليقاته الساخرة فيما تصدرته الصحف اليومية حول قضايا الفساد، وقال إن النقابات المهنية ستقضي على المفسدين.

ورغم أن أبو عيسى بدأ متحفظاً في ذكر أسماء بعينها وقضايا محددة، إلا انه سخر من دعوة الحزب الحاكم لحوار ومائدة مستديرة في ظل وجود نقابة المؤسسة التي تمثل حزباً واحداً انفرد لها وقال «قدو اضنينا بالحوار وهم ما جادين».

وأبو عيسى الذي وضع شروطه قبل دخوله الحوار في سابقة لم تكرر من قبل، ويعلم أبو عيسى بالطبع أن الحوار بين طرفين لابد أن يكون هناك جلوس ثم نقاش ثم بعد ذلك من حقه أن يتراجع اذا لم يتوصلوا لاتفاق ولكن أبو عيسى يرفض ويصر على الرفض في الجلوس وذلك يعني أنه يريد ان يختم الحوار قبل أن يبدأ ومن الواضح أن تمترسه وبقية الأحزاب الرافضة في مربع تفكيك النظام لبعض يتسأل على ماذا يحاور النظام أبو عيسى وهو يحكم عليه بالذهاب أولاً.

مشيرين إلى أن أبو عيسى لم يصدق حتى الآن أن الحزب الشيوعي فقد سنده في النقابات منذ عشرات السنين وناقض أبو عيسى نفسه عندما تحدث عن الفساد الذي رشح في الصحف، وقال إنه «تحت كل طوبة تخرج فضيحة» واإن قضايا «الفساد هذه حتجيب خبر الناس ديل»- في إشارة للحكومة- إلا أنه أصر على انه لا توجد حريات اعلامية وصحفية تكفل الحريات الأخرى مؤكداً انه لا توجد ضمانات الجدية لدى الحكومة حول ما اطلقته من دعوة للمائدة المستديرة مشيراً إلى أن اطلاق الحريات هو الضمان الوحيد.

فضلاً عن أن فاروق يطلق تصريحاته التي تتحدث عن الفساد وتعليقاته التي تجد حظها في الصحف دون وجل واضحك أبو عيسى الحضور عندما اشار إلى كونه يتحدث ولا يعلم ان كان سيعود لمنزله أم سيتم اعتقاله، ولكن المحامي أبو عيسى كان يعلم أنه قد صرح بتصريحات أخطر من هذه بكثير وذهب إلى منزله مطمئناً.

وتحدث أبو عيسى عن ما أسماها «الغطغطة»- في إشارة لمدارة المسائل- واعتبر حديث أبو عيسى جانبه التوفيق وقد أورد تناقضاً فيما يتعلق بهذه الجزئية، وهو الأمر الذي جعل «آخر لحظة» تستفسره عن الحريات الجزئية وهل كانت سبباً في كشف قضايا الفساد الحالية، وأقر أبو عيسى بعيداً عنن الكاميرات بوجود حريات جزئية، وأبدى تخوفه من ضياعها. وألمح إلى أن بقاءهم في صفوف المعارضة ورفضهم الحوار يضمن استمرار الحريات.زعيم المعارضة انتقد منع تسجيل الحزب الجمهوري من قبل مسجل الأحزاب ووصفه بالكارثة القادمة واعتبرها بوابة الفتنة، وأضاف ستعيد تجربة حل الحزب الشيوعي في 1965م، بل إنه ذهب لأبعد من ذلك ووصفه بأنه مثل حديث الإفك الذي يعاني منه المسلمون حتى الآن، و أضاف نحن لسنا مع العمل ضد الدين ولكن ما حدث مع الجمهوريين هو «هبالة سياسية»، بينما هناك آراء لا ترى مجالاً للمقارنة بين مشكلة الجمهوريين مع السلطة وحل الحزب الشيوعي، وبحسب التاريخ فإن حل الأخير سببه إصراره على مسمى «الشيوعي» في بلد مسلم فكان الحزب الوحيد في العالم العربي والإسلامي الذي يصر على اسمه «الشيوعي»، وهو يعلم أن الشيوعية ارتبطت في أذهان العامة والإسلاميين «بالإلحاد» بينما الجمهوريون مسلمون ويعلنون إسلاميتهم وإيمانهم بالقرآن وكل ما جاء فيه.

لم يترك أبو عيسى شاردة أو واردة لدى مخاطبته ندوة المناصرة لطلاب الخرطوم وعرج بحديثه إلى دارفور، واعتبر أن الغرب الأوروبي أكثر اهتماماً بدارفور من الحكومة بعلمنا جميعنا يحولها الأروبيون الذين هيأوا أوضاعاً مريحة لقيادات الحركات حتى يواصلوا في القتل والحرب، وأن أهل دارفور الآن اصبحوا يأكلون من بيوت النمل، لماذا هرب منهم الذين أشعلوها حرباً ومنعوهم من الزراعة، فلماذا تمنحهم المدافع والقنابل وتمنع عنهم الإغاثات.. أين هي القضية التي يقاتلون من أجلها؟ هم أنفسهم لا يعرفون! لقد دمرت كل القرى وقتل الشباب ولم يبق إلا الشيوخ والنساء.
[B] كرت محروق[/B]

عن أي قضية تدافع الجبهة الثورية؟ وهل تطالب بدولة مستقلة في دارفور ولماذا لا تطالب بها علناً وتذهب إلى الأمم المتحدة؟!

صحيفة آخر لحظة
فاطمة أحمدون
ت.إ[/JUSTIFY][/SIZE]

Exit mobile version