مواطن صالح!
[JUSTIFY]
هل يظن احدكم انه مواطن صالح.. دعنا من الظن واسأل نفسك من هو المواطن الصالح.. هل هو ذلك الشخص المثالي الذي يعيش الحياة على نمط اسود او ابيض.. صاح وخطأ.. ام هل هو ذلك المطيع للنظام.. او ذلك المعارض المخلص.. من هو اذن؟؟ صديقتي المتلظية بنيران عدم التآلف مع النظام القائم ترى ان المواطن الصالح هو ذلك المتمسك بالقيم والمباديء دون هوان.. حيث ترى ان المواطن الذي لم ينضوي في اي برنامج للانتماء السياسي مفضلاً الابتعاد والنأي بنفسه عن ترهلات الالتزام بالاجندات هو الذي يمكن ان يخدم باخلاص.. على عكس الرأي الغالب ان الفرد بقيمه واخلاقه يمكن ان يطوع حتى الجماعات الفالتة ان كان هو صاحب كاريزما وشخصية مؤثرة.. سألت صديقه من «التكنوقراط» حيث لا تستبين لها الا الجد في العمل ولا تعرف لها «موية» سياسية او كما يقولون «لون سياسي».. فقالت «ان المواطن الصالح هو من أمن الناس شره.. هو الملتزم بالقوانين والاعراف..» فقلت لها هل تعتقدين انك مواطنة صالحة قالت دون تردد «نعم» واردفت «انا اقوم بكل واجباتي المفروضة علي في المناحي ولا انتظر ان يشكرني احد ويقول لي انك عملتي شيئاً يستحق الثناء.. يكفيني ضميري».. اذن طاف بخاطري لو ان كل فرد منا عمل بمبدأ الضمير ولم يركز على تقييم المشرفين على اعماله ونصب ضميره وحده لذلك الامر ربما استحق لقب او المناداة بالمواطن الصالح.. وخارج اطار السؤال يتبدى نوع من المغايرة والاختلاف «من هو المواطن الصالح» والسؤال لا يحتاج لاجابة لكثرة النماذج التي تصلح للاخذ والاعتبار.. بدءاً من داخل المنازل الى الشوارع والى المواقع المختلفة.. هذه الحالة تتلمسها في طمع البعض وحقدهم وميكافيليتهم الفارطة.. ومن ثم قد تخطى عقبة تقييم نفسك لذات المبدأ من المواطنة «صالحة طالحة».. دع عنك الاخرين.واحاتك..
الميكافيلية تتجذر عند «عبدو» حد الترف والاستفاضة.. والملتف عنده اصيل في سبيل تحقيق رغباته واشيائه..«سيارتك. سعادتك.. انت الملاك.. انت الاحسان.. انت.. وانت» ومجرد ادراكه لطلبه الاني او الاستراتيجي المستدام تنتفي عنده الحالة الانتفاخية والوهمة ومن ثم تكرر وتترادف وصولاً لحالات ورغبات اخرى.. ولانه يعرف ان النفس البشرية تتأثر وتجبل على حب الحمد والشكر.. اسموه في الحلة «عبدو واحاتك».. اخر تقليعاته انه طور «فكرة واحاتك» الى اطر سياسية واصبح يمارسها في التجمعات والخطب حتى اصبح كل سياسي مقطوع الشعبية والطاريء يبحث عنه ليجمل به مجالس هتافات وشكراً بل وصل به الحال الى افتتاح «مركز عبدو واحاتك» لاثراء المجالس والخطب.. يقدم فيه مقترحات استشارية في اطار اقامة الفعاليات التكميلية لانجاح المناشط الجماهيرية.. رغم انها خدمة لا جماهيرية بقدر ما هي «عملية حشد» بمقابل مادي محدد مع تسخيناتها من تصفيق وهليلات.. والغريبة انها شغلانة رابحة جداً جداً.. مما حدا بالبعض لمحاولات اقتفاء الاثر.. ولم يعد مركزه الوحيد في المنطقة وصارت سوقاً كاملة «للحشد والهتاف» دكاكين واكشاك وفريشة.. وهكذا قاد عبدو «نظرية الواحاتية الجماهيرية».
اخر الكلام..
عندما سألوا «عبدو».. هل انت مواطن صالح؟ قال بملء الفم.. نعم.. نعم والدليل هذا السوق الهائج المائج الذي يضج داخل الحي «في صلاح اكثر من كدة»؟.. يا ناس بطلوا حسادة ساي.
[/JUSTIFY]
[LEFT]مع محبتي للجميع[/LEFT]
سياج – آخر لحظة
[email]fadwamusa8@hotmail.com[/email]