جعفر عباس
الامتحانات تهدم اللذات
وأم المعارك في كل البيوت هي امتحانات الشهادة الثانوية التي يصفها البعض بأنها هادمة اللذات ومفرقة الجماعات الصغرى، فالاستعداد لها يعني الحرمان من متع الحياة البسيطة، وظهور النتائج يعني تفرق الأصدقاء بين الجامعات والمولات، ومع بداية البنت أو الولد العام الدراسي الأخير في المرحلة الثانوية تسمع كلاما من شاكلة: السنة دي مفيش سفر عشان الولد ممتحن… بس العام الدراسي بدأ توه.. يا دوب.. لا، الولد محتاج تقوية في الرياضيات والجمباز والتاريخ والنحو والانجليزية وكتابة الإنشاء ولازم نشوف له مدرسين خصوصيين (طيب ولماذا أضاع كل هذه السنوات في المدرسة، طالما أنكم كنتم تخططون لإرجاء عملية تعليمه حتى يبلغ سن الزواج وتريدون تحويل البيت إلى مدرسة؟ بالمناسبة عندكم ملعب باسكت في البيت؟).. أو كلاما من نوع: البنت رافضة تدرس طب وتقول إنها ضعيفة في الكيمياء والأحياء ولازم «نقويها» في المادتين كي تدخل كلية الطب.. بس هي ما تبي.. ما تبغي.. مش عايزة طب!! مو بكيفها ومش على كيفها.. بنت عمها السنكوحة الغبية درست طب وتستعرض بالروب الأبيض كأنه فستان زفافها، وبنتي مو/ أقل منها، ولازم تدرس طب في هارفارد أو هراري.
قلت أعلاه إن عيالي الأربعة أكملوا تعليمهم الجامعي، ولكن والله لو قرر أحدهم فور إكمال المرحلة الثانوية، أنه يريد تعلم صنعة/ مهنة، ولمست لديه استعدادا حقيقيا لذلك، لما ترددت في إلحاقه بمعهد للتدريب المهني، ولهذا كنت وما زلت أقول إن كلية نورث أتلانتيك (شمال الاطلنطي) في الدوحة تعتبر من أهم الإنجازات التعليمية في تاريخ قطر الحديث: تمضي فيها عامين وتصبح مؤهلا لوظيفة محددة وتجد جهة محددة ترحب بك لأنها تعرف أنك تلقيت التدريب العملي والنظري الكافي.. وأكملت العامين ووجدت نفسك راغبا في الاستمرار في الدراسة.. يا مرحبا فهناك جامعات مستعدة لطلب يدك واستضافتك لعامين تنال بعدهما البكالريوس.
وغدا بإذن الله نتفاهم حول موضوع أن الشهادة الجامعية ليست بالضرورة مفتاح النجاح في الحياة.
[/JUSTIFY]
جعفر عباس
[email]jafabbas19@gmail.com[/email]
[SIZE=7]ياجماعة جعفر عباس دا اخير منو سراج النعيم لايتكلم الا عن نفسه[/SIZE]