فدوى موسى

في أديس أبابا

في أديس أبابا
[JUSTIFY] بدت الأجواء من أعلى المشهد غائمة، والدنيا مخضرة، واستبقنا بعض تلهف للنظر لذات المشهد من على الأرض.. لامست عجلات الطائرة أرض اديس ابابا، وكان الصباح يرسل خيوط الطقس الجميل.. للمرة الأولى التي أزور فيها اثيوبيا رغم أن معرفتي ببعض أهلها قد تختزن في مساحات من دوائر الذاكرة، بدت أديس جميلة الأجواء فارقة الملاحظة ما بين وجوه الجمال وبعض الرهق البادي على ضفاف موضوعات عدة.. بدءاً من اجتماع كبير للاحتفال بالعيد المميز للكونفدرالية الاثيوبية للعمال، حيث تلاحمت بعض الصفات الإيجابية ما بين تكريم رمزي لمؤسسات فاعلة في مجالات العمل، الى الحث على المزيد من الانجاز، وعلى أولوياتهم من مؤسسات بناء وطرق وكهرباء ومشروبات وغيرها.. لم يكن السودان بعيداً عن وجدان المشهد بما يتبادل من مصالح بين البلدين.. وما تعداد الاثيوبيين في السودان إلا دليلا دامغاً على الثقة والمنفعة التي يجدها الشعبان من تواصل.. رغم أن الأمطار تفاجئك بلا مقدمات إلا أن الأرض هناك تركت على سجيتها لتتواثق على حسن التصريف والتدبير، مضى برنامج الاحتفال كما تعهد على تفاصيله، وشق عباب الرحلة في لج تفاصيل مشاهد ما بين الريف والحضر والانفتاح.. تبدو شوارع اديس غريبة الايقاع، الحركة، والملبس..النسوة في بعض جمال اسمر على قوام ممشوق، تبدو على محزق الملبس في انفتاحية فائقة، عموماً شوارع اديس وعموم الاتجاهات تحفل بأعداد كبيرة من الشاحنات التي تدلل بشكل قاطع على أن مارداً افريقياً سوف يسرع الخطى بمعدل زائد على تأثير الكنائس وبعض الجوامع، وصياح دائم بأن هناك أكثر من وجه وطريقة ومسار.

والمألوف أن تستبين المدن الافريقية مفترقات عدة للطرق والمشارب، والمشهد في اديس ينبئ بأن دخول وجوه من خارج حدود القارة من بيض ومتسوحين.. ولا غرابة في مجالس الايدلوجيات المختلفة، فالمناخ هناك يبعث على الاحتمال وربما الانفتاح بأكثر من وجه وطريقة.. ومدينة واعدة في اثيوبيا تبدو كما لو أنها مدينة (ايلا) تسمى (هواسة) لها طابع المدينة المتحضر من شوارع منظمة وجامعة وبنى تحتية مرتبة في اصطفاف معقول.. إذن معدل التسارع للتنمية في اثيوبيا يتجلى بوضوح في الوفاء الذي تراه في وجوه أهل البلد تجاه رئيس بلادهم السابق (ملس)… و(البنة بيت) أي القهاوي تلازم الطرق والأسواق.. ورائحة البن تعبق الأجواء وتقول بجلاء واضح (هنا بلد القهوة والكيف) أعداد ليست بالهينة من النساء تعمل في المطاعم، والمقاهي، والمناطق السياحية، رغم أن الريف يحفل بالمزارعين والمزارعات، إلا أن المدينة تهزم مظاهر القرى، والخاطر ينشغل بالأعداد المهولة منهم في المهاجر والدول الأخرى، كيف اضطر هؤلاء لمفارقة هذه الأجواء الجميلة..

آخر الكلام: (تنش.. تنش) تزداد اثيوبيا بفهم وتفاؤل من أجواء العالم الغربي وتأخذ مواقعها، وتحجز اطاراتها.. في رحاب الكنائس، وبعض الجوامع، وفي الوجدان وصية خصنا بها الرسول عليه الصلاة والسلام نحوهم خيراً..

[/JUSTIFY] [LEFT]مع محبتي للجميع[/LEFT]

سياج – آخر لحظة
[email]fadwamusa8@hotmail.com[/email]