رأي ومقالات

السر جميل : وقفة قصيرة للتأمل ومحاسبة الذات

[JUSTIFY]دعوة صادقة من القلب إلي القلب لكل أحبائي الأخوة والأخوات الكرام داخل وخارج أرض الوطن العزيز، وقبل ذلك تذكرة لنفسي أن نقف وإياكم لحظة مع أنفسنا للتأمل والتدبر ومحاسبة الذات، فإن العاقل يقف مع نفسه من حين لآخر يحاسبها ويصحح مسارها . والمراجعة ليست بغربية علينا ففي التجارة يراجع التاجر في نهاية يومـه ماذا باع واشتري وإستدان …الخ وفي نهاية السنة أيضاً يراجع الأرباح والخسائر، وفي المؤسسات والشركات الخاصة والعامــة توجــد فيها محاسبة ورقابة في الدخول والخروج وتقييم الأداء والسلوك اليومي والأسبوعي والشهري والسنوي، وفق قانون ولائحة ونظام متفق عليه بين العامل والمُخدم . وتنطبق المحاسبة في كل يقوم به الإنسان من عمل في التعليم، والزراعة وغيرها من مجالات العمل المختلفة. ولكن دائماً ما تنسينا هموم الدنيا والسعي وراء طلب المعيشة المحاسبة الذاتية ومراجعة النفس .

فهيأ نتأمل فيما قضينا يوما من قول وعمل وصمت وفكر ؟ هل نظرنا لما قدمته إيدينا وما تحرك به لساننا وما وقع عليه نظرنا وإستمعت إليه أذاننا وما مشت إليه أقدامنا ؟ وما جال في فؤادنا ؟ هل قمنا بالحقوق التي كلفنا بها الله عز وجل في هذا اليوم ؟: هل أدينا الصلاة كما يبنغي أن تؤدي بالطهاره المطلوبة والخشوع والتدبر؟ أم أديناها في لمحة بصر “كلفته عدي مشي” وإذا سألنا أنفسنا ماذا قراءنا في الركعة الأولي والثانية لم ندري ؟ هل سألنا أنفسنا لماذا لا نذهب للمسجد ! – وأيضاً هل تعاملنا مع الوالدين كما نحب أن نعامل فيما بعد؟ هل راعينا حقوق الوالدين كما يجب ؟ – هل الزوجـة أطاعة زوجها كما أمرها الله ورسوله صلى الله عليه وسلم؟ هل حفظته في ماله ونفسها ؟ وكذلك حقوق الزوج على الزوجة؟ والزوجين على الأبناء هل أمرناهم بالصلاة وبالصدق والأمانة ومكارم الأخلاق؟ هل تأكدنا كل يوم إنهم صلوا الصوات الخمس ؟ هل جعلنا لهم كل يوم القليل من الوقت لتربيتهم التربية الصحيحة.

هل قراءنا اليوم آيات من كتاب الله ؟ هل إستغفرنا الله وحمدناه وشكرناه على النعم الكثيرة التي لاتحصي ولاتعد – العافية والعقل والبصر والحركة والسمع والشم والكلام وخلقنا في أحسن حال ؟ هل صلينا على الرسول صلى الله وسلم ؟ هل أدينا عملنا كما يريد المُخدم ؟ وعلى الوجه الذي يأمرنا الله به ؟ هل تحرينا الحلال والحرام في كسبنا ؟ هل إبتعدنا عن الغيبة والنميمة في يومنا هذا ؟ وهل عصينا الله في هذا اليوم وهل توبنا ورجعنا إليه ؟ مع العلم أي معصية لله تكون بإستخدم نعمة وهبنا لها مثلاً الغيبة نستخدم فيها اللسان “الذوق” والكلام ” الفم” وفي اثناء الغبية تتنفس “الأنف” وكذلك تفكر فيما تقول”العقل” وتتذكر مشاهد الغيبة “النظر” وربما تكون ماشي “الرجلين” سبحانة الله فريق عمل متكامل – وإذا أبحارنا داخل نعمة واحدة نجد العجائب فمثلا كيف يكون الإبصار للأشياء من حولك وانت تحرك عينك بدون تعب وإجهاد فهو سلسة معقدة من العمليات داخل أجسامنا تنجز في جزء يسير من الثانية.

وكلما كانت محاسبتنا لأنفسنا دائمة ودقيقة تتولد لدينا أسئلة كثيرة يمكن أن نوجهها للذات، عما مضى وإنقضى ثم يأتي التقويم والتوجيه نحو المسار الصحيح وهذا قليل من كثير في التأمل ومحاسبة النفس، قبل محاسبة الآخرين لها ومحاسبة الله. ولكن ما يحيط بها من مخلوقات وموجودات جدير بالتفكير والتدبر أيضاً، صحيح الحكومة هذه فعلت بنا ما فعلت من الظلم والقهر والإستبداد، والمزاج العام معكر والواقع محبط وأنستنا أنفسنا وشغلتنا بها، ولكن هذا لايعفينا من محاسبة ذاتنا يوم نقف أمام الله عز وجل يوم القيامة، يُحاسب اي إنسان بمفرده وإذا رأيت ناس البشير ونافع وعبدالرحمن الخضر تفر منهم، ليس هم فحسب حتي أقرب الأقربين إليك أمك وأبوك وزوجتك وأولادك ، ولاتوجــد في ذاك اليوم أعذار بسبب الحكومــة أو شخص آخر، فالحكومة تحاسب على كل صغيرة وكبيرة وكذلك أنت وزي ما بنقول في أمثالنا الشعبية (كل شاة معلقة من عصبتها).

النيلين – السر جميل
ع.ش[/JUSTIFY]