الطاهر ساتي

معنى أن يكون البرلمان ..(فراغاً)


/

معنى أن يكون البرلمان ..(فراغاً)
** المحامي يسأل الشاهد، وهو طبيب التشريح، بإحدي المحاكم الأمريكية : (هل تذكر متى قمت بفحص الجثمان؟)، فيرد الطبيب : ( لقد بدأت عملية التشريح عند الساعة الثامنة صباحاً، وإستغرت ساعة)، فيسأله المحامي : (وهل كان السيد دنتون ميتاً آنذاك؟)، فيرد الطبيب بمنتهى البرود : ( لا، لقد كان جالساً أمامي على طاولة التشريح ويسألني : لماذا تشرحني ؟)..هكذا إحدى روائع كتاب فوضى المحاكم الأمريكية، وملخص الكتاب يحكي عن العذابات التي يعيشها موظف المحكمة المكلف بتوثيق كل المرافاعات، بما فيها تلك (المرافعة الشتراء).. ومن أقوال أهل القانون أن المرافعة غير الجيدة لاتؤدي إلى نتائج إيجابية حتى ولوكانت القضية عادلة ..!!

** والمرافعة الأخيرة لبعض نواب المجلس التشريعي بالبحر الأحمر، أمام نائب الوالي، حول قضية مياه النيل، لم تكن جيدة ..فالقضية عادلة، وما في ذلك شك، ولكن مرافعة بعض النواب كانت ( شتراء)..فالتهديد – تصريحاً أو تلميحاً – بفصل البحر الأحمر في حال عدم توصيل المياه من نهر النيل، نوع من (الحماقة)، والحماقة لاتليق بمن يلقبون أنفسهم بالمسؤولين ..أي، لايكن أحدكم – عند الغضب – كالزوج إلذي أغضبته زوجته فاخصى نفسه بمظان الإنتقام من الزوجة..وسائل التعبير المشروعة عن الغضب كثيرة، وليس من بينها هذا التعبير غير المسؤول ..فالموت عطشاً أرحم – على أهل السودان جميعاً، بمن فيهم أهل البحر الأحمر – من مسؤولين يطلقون العنان لألسنتهم وقراراتهم بلا تفكير..وما أكثر الحمقى الذين يديرون العمل العام في بلادنا بال(عنتريات)..!!

** على كل حال، لكل قاعدة شواذ، والمجالس التشريعية بالولايات لاتختلف كثيراً عن برلمان البلد، إذ ليست كل العمائم نواباً لأهلهم ولا كل الملافح مسؤولة عن إكمال نواقص الأهل ..ولذلك، نتجاوز أصحاب تلك (المرافعة الشتراء)، ونحمد للمجلس التشريعي بالبحر الأحمر إنحيازه لقضايا الأهل هناك لحد الغضب الجهير..فالموقف العام لهذا المجلس – بغض النظر عن المشاترين – مشرف للغاية ، ونادراً ما يجود هذا الزمان بموقف يغضب فيه النواب في سبيل المواطن وخدماته.. فالغضب المألوف للرأي العام – مركزياً وولائياً – هو الناتج عن تأخير صرف حوافز النواب أو لزيادة مخصصاتهم، ولذلك يجب أن نحتفي بغضب نواب البحر الأحمر والمراد به تنبيه الحكومة المركزية إلى قضية المياه..وكذلك، قرار إغلاق المدارس لحين إشعار آخر ( رسالة جيدة) و ( مرافعة ذكية) .. والعاقبة للأهل ببقية الولايات بمسؤولين يغضبون لصالح المواطن وخدماته..!!

** وبالمناسبة..ما فات على نواب البرلمان، عندما قرأ عليهم الوزير أسامة عبد الله خطابه الصدام، هو أن قضية مياه البحر الأحمر (قضية مركزية) ..فالولاية ليست طرفاً في وعود توصيل المياه من النيل، إذ تلك وعود مركزية وكادت أن تكون شعاراً في إنتخابات رئيس الجمهورية..وكذلك الولاية ليست طرفاً في عقد المشروع الذي بلغ مرحلة التنفيذ ثم توقف، إذ أطراف العقد هي وزارة المالية الإتحادية وبنك السودان والشركة الصينية..وعندما قال وزير الموارد المائية لنواب البرلمان : ( المشروع لم يقم على دراسة علمية)، كان عليهم إستدعاء وزير المالية وسؤاله عن مصير ملايين الدولارات التي صرفها شعبنا في هذا المشروع..!!

** ثم .. كيف بدأت الشركة مشروعاً بلا دراسة علمية، وولماذا إستلمت مقدم التكلفة؟، ولماذا توقع وزارة المالية على عقد مشروع قبل دراسته علمياً؟، ولماذا أهدر الوطن والمواطن عقد ونيف من الزمان في إنتظار مشروع بلا دراسة؟، ولماذا تعد الحكومة ورئيسها الناس والبلد بمشروع لم يقم على دراسة علمية؟، وهل الكل على خطأ وفقط أسامة عبد الله على صواب ؟..عفواً، تناسيت أن من يقرأ أسئلتنا هم نواب برلمان بلادنا..فلنعتذر لهم، إذ تلك الأسئلة هي المسماة بالمساءلة والمحاسبة في برلمانات بلاد الآخرين..!!

إليكم – السوداني
[email]tahersati@hotmail.com[/email]


تعليق واحد

  1. ناس برلمان البلد ديل اسمهم النوام وليس النواب-بعد الاسئلة دي لو سمعوها حتصحيهم ويقوم دفع الله ختان يقول ليك السبب هو نسوان البحر الحمر بيشربن القهوة كتير علشان كده المشروع ده اتعطل