الدبابة رشرش وسحر
[JUSTIFY]
الرحيل من جديد (عبارة استوقفتني كثيراً في تقرير الأخ خالد أحمد بصحيفة السوداني) في خاتمة عبارته واصفاً لوضع العائدين لأبوكرشولا كما ذكر (حيث لم تحسموا أوضاعهم خاصة وأن المدينة تحولت لثكنة عسكرية إلا أن الذين التقيت بهم قالوا إن أهلهم في الرهد لا يرضون عن الأوضاع وهم مصرون على العودة، مهما كانت الظروف خاصة وأن موسم الزراعة قد بدأ وهو مبشر، ولذلك كان اللوري يعمل بجهد لاعادة المواطنين الراغبين إلا أن أصوات المدافع التي تترامى تجعل الأرجل تحبذ الرحيل من جديد.. إذن لم تهدأ الأمور تماماً هناك والأمر يحتاج لأكثر من تروي وحكمة.. بالتأكيد البلد في ظروف غير مرغوبة.. نعم نصيب الشباب في هذا النزاع كبير في الأرض السودانية على طرفي الحكومة والمعارضة لأن الخاسر هو إنسان السودان.. عندما تدور رحى الحرب ولا يجدي للفتى التوالف مع إيقاعاتها إلا أن يعمد إلى دبابة ويسطر عليها اسم محبوبته (رشا.. سحر.. ويعيد الدفع رشرش… أو هكذا ذكر التقرير الممتاز للأستاذ(خالد) وفي الخاطر لو أن شباب السودان تواثق على مختلف مشاربه على الوطن الأرض والعرض وترك الإحتراب والتعانف لكان للبلاد شأنٌ وأيَّ شأن لكن الأمر يتعنت على أجندات السياسة.. أجندات الحكم والتعارض ويلامس الأمر الخطوط الحمراء ونصيب البلاد منها الضحايا وإخراج الأبرياء من ديارهم مشردون ويبحثون عن الإستقرار، ويصبح أمر عودتهم إلى حياتهم السابقة على علاتها حلم صعب الإدراك… رغم أن الصراع في الجنوب قد مضى بهم إلى رحاب دولة أخرى إلا أن السودان العتيق بدأت فيه اهتزازات قوية لا تصيب كراسي الحكم وحدها ولكن أركان الدولة كلها حيث ينحرف الأمر إلى حدود خدمة أجندات خارج إطار فكرة الحكم والتعارض الوطني خاصة وأن إقراراً قد بدأت ترشح خطوطه في تواجد إختراقات أو نظرية (الطوابير).. بالتأكيد الشباب في الطرف المعتدي قد تشبع بالفكرة السالبة للإحتراب والعنف تحت وطأة أسباب ما.. والأمر هنا يحتاج لمراجعة عميقة لمعرفة كيف ولماذا كان حضن الطرف الآخر ملاذاً لهؤلاء دون الآخر .. لأن في التكوينات أطياف متعددة من سحنات سودانية وأصيلة وللمعارك على عنفها وسلبياتها ما يدعو أن يكون من يحمل السلاح على عقيدة ما تدفعه لأن يقتل ويسلب ولا يلقى بالاً للقيم الإنسانية.. ترى ما هي الدوافع الهادمة التي أوصلتهم إلى هذا الحد.. بالمقابل على ضرورة الحسم وثبات الإقتدار لابد من جهد حكومي لا يخلو من الفطنة والدِّراية لا تتوسع دوائر الذاهبين للطرف الآخر، الذي يفقد المنطق الوطني، والحس الأمني القومي.. نعم الآن الكلام على أرض المعارك لأن هناك أرض أعتدى عليها وأبرياء انتهتك حرماتهم وشتت أسرهم وسُلبت مقدراتهم.. إذن هي الحرب وليس لعباً أو هزلاً.. ولكن مع الحسم لابد من عمق في الفكرة وإعمال الآليات أخرى.. ذكية وفطنة وواعية.
آخر الكلام:بينما هناك من يطور بلاده تحت الضغوط والإنفلات تدور بلادنا في فلك الإحتلال والتحرير في دائرة لابد من حسمها.. وعذراً أن أضطر الشاب الغيور على الوطن على كتابة اسم محبوبته في دبابة أو راجمة أو طيارة ..
[/JUSTIFY]
[LEFT]مع محبتي للجميع[/LEFT]
سياج – آخر لحظة
[email]fadwamusa8@hotmail.com[/email]