دراما الموبايلات!
[JUSTIFY]
يتعالى صوت الراكب المتحدث.. «ايوة.. حرم ما اخليهو هو قايلني هين ليهو..» الانتباه يعم جميع الركاب.. حتى الكمساري.. يفتح الفاه في انتظار أسباب الحليفة «يا زول لا بعرف ليكم اجتماع العائلة ولا رأي الكبير ولا الصغير الشغلانة بايظة بايظة..» والجماعة يتابعون القصة من المحطة الأولى التي تحركت منها المركبة وبدءاً على عطف الرجل المتحدث في «الموبايل»، يجزم لمحدثه أنه لن يتحمل أكثر من ذلك.. من المدعو «الزول»، ويضفي على القصة متعة الألفاظ المثيرة، مما يشد انتباه الجميع في المركبة، حتى يتخيل لك أن أحدهم «حيشب» ويتدخل مع المتحدث.. ثم يعلو صوت راكبة أخرى وسط المركبة «تمام.. خلاص ظبط الموقع وجهز الحاجات أنا جاياك هسة.. هاهاها» يستغفر عمك الراكب على أحد كراسي الوسط، ويتعوذ ويتحوقل والآنسة تواصل «عاد لكن يا صلاح موضوعك أولوية وكدا.. اتخيل ناس سماح جابو السيرة، وقلت ليهم الزول دا تب ما يدخل في حسابات القطيعة، لانو بالجد ما مقصر مع اي زول فيكم.. هو الزول شنو غير جيب ويد بتدي».. يرن جوال افرو تعلو النغمة «براي من راسي شلتك.. ترن ترن» فيعلي الشاب من صوته «ايوة.. خلاص لما أصل الموقف بديك رنة.. جيب معاك المعلوم» وبالتأكيد الجميع بالمركبة يريد أن يعرف ما هو المعلوم.. وعلى دخولها وركوبها المركبة تهتز شنطتها فالموبايل مع ضبط الرنين والاهتزاز والرنة «يا ابو احلى حاجب ورمش» حيث لم يعد هناك استحياء من وصف المحبوب.. «الو.. ممكن جداً خليت ليكم الوصف عند سميرة.. أصلاً هي حتجي معاكم دليل وكدا.. عاين جاي لابس شنو.. بنطلون عادي ولا داقي سستم.. «خلاص تمام أنا ذاتي رأيّ إنك الليلة تدق سستم عشان ناس سحر يعرفوا حاجة».. «هي قايلة الجكس بتاعها أحسن منك» ويكاد عمك المتحوقل ينفذ من داخل المركبة من كثرة ما يصاحب استغفاره وتحسره، تحرك الرأس وهز الاكتاف وعموم الجسد، ثم يرن موبايل الكمساري «ايوة يا خالة.. أنا هسة في الخط.. بعد الرجعة بجيب ليك حق القعدة.. الجبنة والسكر واللوازم ما تأكلي هم يا خالة قعدتك قايمة قايمة.. بس جهزي البخور الحلو» ثم يواصل الطقطقة للركاب، وقد سرح بعضهم مع القعدة ورائحة البن والفشار والبخور الحلو.. وكل واحد منهم له أغنام ابليس لا يعرف الى اي مراتع ومراعي ستقوده اليها الفكرة.. ورنة أكثر قوة صوت أمام الحافلة.. هذه المرة موبايل «قائد الاسطول» والرنة تأخذ طابع المرح «سيد مكة والعلمين.. سيد المدينة أم صين.. بريدك يا الخزين».. «ايوة يا حاجة يا دوب في الطرحة الأولى، ماتخافي بسلمك ليها على داير المليم، بس حق الولد الكمساري برة.. اها أجيب لحمة وشنو؟.. طيب طيب الليلة ما تفركي لينا «خدرة» طولنا من البلدي الطاعم من يدينك الطاعمة.. خلاص بجيب الشمار الأخدر» رغم أن الركاب كانوا يخشون انشغال السواق بالموبايل عن السواقة إلا أنهم الآن يشتهون الأكلة البلدية حبذا لو دقوا ليهم معاها شطة خدرا.. تكاد تراهم يتمطقون.
آخر الكلام:-إن أحببت أن تتعرف على ما يدور خلف أسوار المنازل والبيوت ما عليك إلا أن تمتطى المركبات وتدون كل ما يطفح من «نضم» عبر الموبايلات.. دراما حقيقية بكل أحداثها وتراجيدياتها وكوميدياتها..
[/JUSTIFY]
[LEFT]مع محبتي للجميع[/LEFT]
سياج – آخر لحظة
[email]fadwamusa8@hotmail.com[/email]