فدوى موسى

مع القارئ

مع القارئ
[JUSTIFY] السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته

رغم ما يخطه قلمك الشفيف في عمود سياج ويهتم بكافة القضايا الإنسانية، ويجد القارئ فيه متعة فيشعر بأنه لا سياج حوله، بل اندياح بصورة تشجّع على مواصلة الكتابة، وبما أنّ الأحداث هذه الأيام تسير بوتيرة متسارعة تحمل في طياتها كثيرا من الحزن والأسى «حروب-غدر- خيانة إلخ»، عليه فضلت أن تكون مشاركتي في هذا السياج وجبة خفيفة، بعيداً عن السياسة ولأدخل في الموضوع..

لغات ولهجات الشعوب

المعروف لدينا هنا في السودان تعدّد وكثرة اللهجات المحلية، فنجد لكل قبيلة لهجة تتعامل بها، وإذا أردت حصر هذه اللهجات ربما لا تسع هذه الأسطر حصرها، وهكذا الحال في بقية الدول العربية، مثال ذلك الإخوة المصريين واللبنانيين والسوريين، وكذلك دول الخليج ، وبحكم هجرة السودانيين لطلب الرزق في تلك البلاد، فإنهم كثيراً ما يلاقون صعوبةً في فهم مفردات تلك اللغة أو اللهجات وإليك بعض الأمثلة:

فيليب من شوبشكي

كان المدعو فيليب يعمل سائقاً، وكان المشرف عليه سوداني يعني رئيس المكتب، وكان لهذا الفيليب صديق يعمل معه بنفس المؤسسة، وحدث أنّ صاحبه تغيب عن العمل بسبب المرض، فجاء يسأل عنه مسؤول المكتب، وكان يسمى إبراهيم، فقال له: عمو إبراهيم (فيليب من شو بشكي؟) إحتار عمُّنا السوداني في الإجابة متسائلاً عن قصد هذا اللبناني، ولعلّه على حد مقولة عادل امام (أخوكم مزنوق)، فما كان منّي كصاحب خبرة إلاّ أن أوضحت له الأمر، فقلت: «يا عمي ابراهيم هذا الأخ يسأل عن صاحبه فيليب ويقول لك فيليب بشتكي من شنو باللبناني، (فيليب من شو بشكي)، فضحك عمّنا ابراهيم وقال «طيب ما يتكلم عربي.»

بيجو اثنين

هذه الطرفة حصلت عندما زارني شقيقي محمد المبارك بدولة الكويت قاصدا زيارتي، فقد كنت منتدباً للعمل هناك، وقضى معي مدة لا بأس بها، وكانت لديه عربة أوبل تحتاج إلى بلية ركبة، فوصلنا إلى بائع الإسبيرات، وكان سوري الجنسية، فقلت لأخي محمد: «أنزل وادخل هذا المحل وستجد طلبك»، وفعلا دخل المحل وشرح لصاحب المحل بأنه يحتاج إلى بلية لعربته الأوبل، فما كان من السوري إلّا أن قال له :(بيجو اثنين)، فقال محمد: «لا، أوبل ما بيجو» وصار الحوار حوار طرشان، إلى أن نزلتُ مسرعاً لفك الاشتباك «مالك يا محمد؟» فردّ عليّ «الزول ده أقول ليهو أوبل هو يقول (بيجو اثنين).. يا اخي أنا عربتي أوبل ما بيجو».. طيب يا محمد ما تزعل الراجل كلامه واضح يعني البليّة دي بتجي مجوز، يعني اثنين يعني بيجو اثنين» فقال بغضب برضو بيجو يا خي ما يتكلم بالعربي.

جلال المبارك أبو زيد

[/JUSTIFY] [LEFT]مع محبتي للجميع[/LEFT]

سياج – آخر لحظة
[email]fadwamusa8@hotmail.com[/email]