رأي ومقالات

مجموعة قلم وساعد تكتب: النقص و القصور في مقالات أحمد منصور

مــقـــال (1)
بقلم : الجـنيــد خــوجـــلي
كتب الأخ أحمد منصور سلسلة من المقالات بجريدة الوطن القطرية معدداً موارد السودان وما يملكه من ثروات في باطن الأرض وفي خارجها ، أورد الأرقام والإحصائيات التي قد لانختلف عليها كثيراً في هذا المقال ، فالقاصي والداني ، متخصص كان أو حتى من العامة يعرف جيداً أن غِنى السودان أمرٌ لا يختلف عليه إلا عُميان البصرِ والبصيرة من أصحاب رؤوس الأموال العرب الذين رضوا باستثمارات الغرب ملاذاً بسبب عقدة ( الخواجة ). أختلافنا مع الأخ أحمد منصور هنا في الطريقة التي أخرج بها مقالاته فهو كان عندما يشير لأي موردٍ من موارد السودان ُيتبعه بمثلبةٍ أو نقيصةٍ إما في جانب حكوماتنا أو في شعب السودان نفسه ونحسب أن الغرض كان فقط ليثبت ما أشار اليه في بداية مقاله وهو أن “السودان بلد التناقضات” أو ربما يكون في نفسه شيئاً من غرض ٍخفي كحال كثير من متثاقفي مجتمعاتنا العربية وخاصة أهلنا في مصر ( الشقيقة ). فأحمد منصور بدأ بذكر النيلين الأبيض والأزرق متلازماً مع قطوعات المياه في العاصمة ، ثم عرج على الذهب فربطه ببحث السودانين عنه واستخراجه من على سطح الأرض دون عناء الحفر لأعماق بعيدة. وعندما جاء ذكر الماشية وثرواتنا الحيوانية أورد أن لحومها غير مرغوبة لأنها ليست طرية كسائر صادر المواشي من البلدان الأخرى .وهكذا دواليك شنف الكاتب أسماعنا طوال فترة مقالاته ، فكل نقطة في سرده لا بد أن تحمل نقيضها إثباتاً للنظرية التي تبناها في مقالة الأول ( السودان بلد المتناقضات ) و لعمري نظريتة هذه ليست الحقيقة الكاملة التي كان يجب سردها مفصلة ومسببة حتى نستطيع أن نبرئ مقالاته وننزهها من الغرض.
دعونا نبدأ بالتنقيب عن الذهب ، هناك ما يزيد عن المليون سوداني الذين يعملون في التنقيب عن الذهب وهذا ما نطلق عليه اصطلاحاً (التنقيب الأهلي أو التنقيب العشوائي ) ومن الطبيعي جداً أن لا يملك كثيٌر من هؤلاء الباحثين عن الذهب الأدوات التي تمكنهم من الحفر إلى أعماق بعيدة ، وهي ظاهرة ليس حكراً على السودانيين ولكنها حالة عامة ، رأيناه حتى في أمريكا في كاليفورنيا عندما بدأت (Gold Rush ) أو هبة الذهب في الأعوام (18481855) .
ما تعامى عنه الأخ أحمد منصور في جزئية التنقيب عن الذهب هو وجود أكثر من ثمانين شركة محلية وعالمية تعمل في مجال التنقيب عن الذهب في السودان. وهذه الشركات تستخدم آخر ما توصلت إليه التكنولوجيا والعلم في هذا المجال . ونتائجها وإنتاجها معروف ومنشور لاحظه حتى البنك الدولي ولكن عمي عنه الأخ أحمد منصورفلم يلحظ نتيجة الحفر العميق التي أوصلت إنتاج هذه الشركات إلى ما يقارب 50 طناً من معدن الذهب فقط . وإنتاج السودان لـ 50 طنًا يجعله ثالث أكبر منتج للذهب في إفريقيا ويضعه بين أكبر 15 منتجٍ للمعدن النفيس فى العالم. ولغزارة هذا الأنتاج أنشأت حكومة السودان مصفاة للذهب بالخرطوم بدأت بطاقة إنتاجية 900 كيلوغرام من الذهب و200 كيلوغرام من الفضة في اليوم في منتصف العام 2011.
أما الحديث عن صادر الماشية واللحوم فأخونا أحمد منصور مُصرٌ على إيراد ما يتوفر للسودان من ثروة مقرونةً بالنقيض أو الجزئية التي يبين بها عجزنا في إستغلالها حسب إعتقاده. نعم ما أورده فيه بضعٌ من الحقيقة ولكن تناسى أن يحدثنا عن أن ما يراه مسلبة هو في الحقيقة ميزة لا تتوفر لكثير جداً من البلدان، فالمراعى المفتوحة في فلوات السودان الشاسعة نعمةٌ نحسد عليها إذ أنها لا تكلف الرعاة مليماً واحداً. إذاً هي ميزة وليست مثلبة كما صورها أخونا أحمد. النقطة الثانية في هذا البند والتي تناساها الكاتب هي تصاعد صادرات السودان من اللحوم المذبوحة والمواشي الحية للدول العربية ودول الجوار وخاصة مصر التي تدخلها صادرات الإبل والمواشي منذ القديم من غير أن تخرج منها أرقام تبين كمية الداخل لها والعائد منه للسودان. فقط بإلقاء نظرة على صادراتنا من اللحوم والمواشي للعام المنصرم 2013 نجد أنه : ارتفعت صادرات اللحوم إلي أكثر من 30 الف طن بجانب 5 ملايين راس من الحيوانات الحية لدول الجوار والدول العربية. ولم يخطر ببال الأخ أحمد منصور أن يشير مجرد إشارة كيف أن محيطنا العربي ظل يختلق الذرائع والمبررات لمحاصرة السودان إقتصادياً بضغوط من الدول الغربية ، فهم مرةً يأتون بالمبرر الذي ذكره في مقالة (لحومكم معضلة) وتارة بوجود أمراض وتارة يرمون باللوم على قانون الاستثمار وهكذا دواليك.
كان الأجدر بالذي يكتب في أمرٍ كهذا وإذا ما امتلك المعلومة والحقائق يجب أن يوردها كاملة، موضحاً الإحصائيات وذاكراً الأسباب والمسببات. فالسودان يا أخ أحمد منصور ظل يقاتل حروباً فرضت عليه منذ العام 1955 نتيجة ما يمتلكه من الثروات التي ذكرتها في مقالاتك وما زال مسلسل التآمر مستمراً لا ينقطع ولا يتوقف. وفي هذه النقطة بالذات فإننا لا نستطيع أن نبرئ الكثير من إخوتنا العرب من دم (محمد أحمد السوداني ) الذي أريق طوال هذه الحقب مما أقعد وساهم في كثير مما ترى اليوم و في عدم قدرتنا على استغلال ثروات هذه الأرض الطيبة ، ليس لعجز في أهل السودان كما يتبدى في مقالاتك ، حاشا لله ولكن لأسبابٍ كثيرة وددنا لو أنك قمت بإيرادها وسردها مفصلة لرسم الصورة الصحيحة إن كان مقصدك حسناً ونبيلاً.
مــقـال (2)
بقلم : ود نـــبــــــق
من ينظر لمشاكل السودان بنظارة مغطاه فلن يري شيئاً حسناً هذا إذا لم يضل سواء الطريق!! فشارع الحرية يا أخي أحمد يؤدي إلي المنطقة الصناعية وإذا رجعت في الاتجاه المعاكس ستصل بإذن الله جامعة النيلين!! أما شارع الغابة فسيوصلك حتما إلي (مانهاتن) الخرطوم وقلبها المالي الذي أوقف توسعته المقاطعة الصهيونية ، فتوسع التعليم الجامعي قفز بالسودان من جامعة أو اثنتين إلي أكثر من خمسين جامعة وبعدد الطلاب من بضعة آلاف إلي مئات الألوف. وبنهاية الشارع بمقدورك مشاهدة مجمع بنايات شركة ضفاف القطرية بالجانب الآخر من النيل الأزرق الذي أضاف للعاصمة بعداً جمالياً وحضارياً وحداثة معمارية .
كذلك نمو صادر اللحوم في القطاع الحيواني فقد ساهم في الثلاث سنوات الأخيرة بقدر يقارب مساهمة البترول في الدخل القومي للبلاد وليس صحيحاً بالمرة بأن اللحوم السودانية غير مرغوبة بالأسواق الخارجية فالخراف (السواكنية ) والسوداني عموماً بالسوق الخليجية هي من الأكثر توزيعاً والأغلي ثمناً وخاصة الأسواق السعودية.
فالسودان قطر شاسع وما يقال عن المراعي ونوعية اللحوم المصدرة من أقصي غربة لاينطبق بالضرورة علي صادرات أدني شرقه ، ومجموع صادرات عام 2013 مثلا بلغت 450$ مليون وهذا رقم قليل لامكانات قطاع الثروة الحيوانية ولكن نمو بناء المواعين لقطاع اللحوم مثل السلخانات الحديثة ومخازن التبريد ومواعين النقل البري والجوي تنمو بصورة ووتيرة تصاعدية تنبئ بزيادة مساهمتها في الدخل القومي.. كذلك نمو الاستثمارات في القطاع الزراعي في تصاعد، فصادرات السمسم (قطاع مطري) فقد بلغت اكثر 400$ مليون في العام الماضي. خلاصة القول هناك محاولات جادة لإحلال صادرات القطاع الزراعي بشقيه النباتي والحيواني لصادرات البترول قبل الانفصال.
إن ارتفاع صادرات اللحوم مربوط باستقرار العرب الرحل وإيجاد المراعي الطبيعية ومياه شرب للقطيع الحيواني ، وهنا كان جهد الدولة الذي لم يشر إليه الكاتب ، فإنجازات خطة حصاد المياه لعام 2013 وفرت 36 مليون متر مكعب من المياه عبر إنشاء 10 سدود صغيرة و137 حفيراً، ومازال العمل مستمراً لاستكمال وتوفير أسباب استقرار الرعاة الرحل من المياه والمراعي لزيادة حجم الصادرات وتحسين نوعية اللحوم المذبوحة.
حجم المساحات المزروعة بالري لايتعدي ثلاث ملاين فدان والزراعة المطرية في حدود أربعين مليون فدان!! والمشكلة ليست في حجم المساحات وكسل السودانيين كما تروج بعض الإشاعات المغرضة إنما تكمن في ضعف الإنتاجية للفدان الواحد. فالإنتاجية ضعيفة لأسباب كثيرة الأساسي منها ضعف البناء التحتي للزراعة وضعف التمويل وقلة المياه في الصيف وارتفاع تكاليف الإنتاج عموماً من الأسمدة وآلات الحصاد وقلة مواعين التخزين والترحيل والأسواق المتخصصة وهذه تحتاج لأموال ضخمة وعمل مكثف وصبر وأبحاث وتجارب.
السودان لايزال يستورد القمح لأسباب الهجرة الجماعية الكثيفة من القري والبوادي للمدن طلباً للخدمات الصحية والتعليمية من بعد أن هجروا الزراعة والرعي وبدلوا عاداتهم الغذائية التي تحولت إلي أكل الرغيف العادي بدلاً عن الذرة بأنواعها المختلفة !! فنتج عن ذلك ارتفاع استهلاك القمح إلي خمسة أضعاف متوسط الاستهلاك الطبيعي فيتم سد النقص بالاستيراد.
أطماع الخارج وإستخدامهم للشيوعيون والعلمانيون سببٌ تأجيج الفتن العنصرية والفئوية والدينية وتغذية مشاعر الحقد والكراهية للاقتتال بين أبناء السودان لذلك تجد كل موارد الدولة موجهة للدفاع والأمن لحماية تراب الوطن المستهدف لغناه بالثروات الطبيعية والمعدنية والبترولية!! وحمايته من التمزق والتشرذم !!لكن خيب الله ظنهم وأبطل كيدهم وهاهو السودان يقف علي رجليه منتصراً بقوة الحوار والتضامن ووحدة الصف والهدف محافظاً علي حياة أبنائه وموارد أهله ليسخرها لخدمة الإسلام والمسلمين وإنتاج مايكفيهم من الغذاء بإذنه تعالى وقد تقدم باربعمائة مشروع زراعي صناعي مدروس للتمويل العربي. والله من وراء القصد….. ودنبق

– تم إعداد هذا المقال بواسطة مجموعة : قلم ٌوساعد ( قلمٌ وضيءٌ وساعد بناء)
– للتواصل معنا : [email]galamwasaed@gmail.com[/email] – قلم وساعد : نحن لا نكتفي بلعن الظلام ولكننا نضع لبنةً ونُوقدُ فوقها شمعة .
– للإطلاع على رؤيتنا وأهداف المجموعة إستخدم هذا الرابط :
https://docs.google.com/document/d/1rbnd_jtl-_DDHtO_Nid77Ya4HZkxpcxnU0LVfWDMxmg/edt

‫3 تعليقات

  1. بصراحة ياالجنيد .. رغم اهتمام احمد منصور بقضايا السودان وهو في الحتة دي احسن من غيرو الا ان الواقع الحقيقي لايشجع علي الاطراء لانه سيكون مثل الدهان … لو وصلت الفكرة مثلاً في حاجات صغيرة بس مهمة للمشاهد من الخارج في البلد وهي تعكس صورة سلبية اكتر من الانجازات حتي لو كانت ضخمة … مثلا مشاريع البنية التحتية رغم انها واضحة للداخل لكن قطوعات الموية والشكوي منها في قناة مثل بي بي سي لمدة 15 دقيقة كافية لنسف عمل ناس الموية الخمس سنوات الفاتت …. يبدأ التصوير لنهر النيل وكميات الماء نصيب السودان و و ثم تصوير الناس في الاحياء وهم يحملون الجراكن ويلعنون .. الصورة هنا لاتنقل مشكلة الموية موضوع الحلقة لكنها تنقل صورة الشارع غير المسفلت والنفايات و و فتتكون صورة سلبية اكثر من قطع الماء للمشاهد ومنهم احمد منصور كمراقب وزائر متواصل للسودان ..
    الثروة الحيوانية مثل موضوع الموية .. تذهلك التقارير والكميات المتاحة .. لكن بصراحة الفائدة المرجوة كصادر تعتبر الاقل في المنطقة وتقارن بصادر الصومال في معظم الدراسات … 450 مليون دولار يمكن ان يحققها مجموعة متحدة من المصدرين تمثل 10% … ونرجع لموضوع الماء والمراعي القريبة والجيدة والزراعة والنقل والبيطرة .. هل تعلم ان الاحصاء الوحيد لثروتنا الحيوانية جاء من منظمة الاغذية والزراعة .. وزارة الثروة الحيوانية ماعندها داتا بيز عن الرعاة وطريقة تنقلهم .. المشكلة مننا ياجنيد .. ثقافة الإنتاج ضعيفة عند المسئولين واصحاب الثروة … وقس علي ذلك الحاجات التانية … الصمغ العربي .. والسمسم .. وحتي تصدير كفاءات بشرية ..

  2. صحيح يا الحردان احمد منصور اورد حقائق ولكنها ناقصة والذي انتقده فيه محاولة وضع النقئص مربوطة بالمورد للمذكور وهذا ليس لكاتب محترف . كان يجب ايراد النجلح والفشل لاي قطاع ولكن ان يحعل الفشل صورة هذا يضر ببلادنا ويرسخ صورة غير صحيحة. انا اوافقك الرأي السلبيات الصغيرة تهدم كل شىء.

  3. الموضوع ذو شجون .. عشان كده اعلق علي الاخ ودنبق منفصلاً … الثروة الحيوانية .. كل ماذكره ودنبق بخصوص الجودة والطلب العالي عليها وغيره صحيح ولايستطيع احد ان يزايد عليه .. لكن .. لماذا يأتي العائد ضعيفاً لا اقول للدولة ولكن للرعاة والمصدرين انفسهم .. ؟ ويظهر ذلك في مستوي النمو في العدد والنوع عند المصدرين .. ففي كل عام تجد نفس النوع ( الوزن -العدد – الجوده) لماذا لايكون التوسع افقي ورأسي .. اعلم ان المشاكل كتيرة ويواجهون كتير من مصاعب المياه والمرعي والتداخل بينهم والمزارعين لكن لماذا لايوظف عائد التصدير لتحسين السابق ؟ الحكومة عملت حفائر ساعدت كتير في مشكلة المياه لكن يظل كلام احمد منصور يمشي ويجي في الخاطر عند الجوده .. فلو افترضنا ان التحرك الطويل من اجل المرعي يقلل جودة اللحم .. وهذا واضح عند التصدير .. إذن فممكن ان نعمل نموذج لمراعي مقفولة ( حتي لو إيجار) لعدد معين يتم تسمينه وبيعه درجة اولي بسعر أعلي .. مثلاً لو تكونت مجموعة استثمارية من رأس مال سوداني .. وعملت تجربة تسمين ( مثل البيوت المحمية في الزراعة) وتوسعت في ذلك ربما يكون العائد أكبر خصوصاً بأن الطلب الاوربي اصبح يكبر في الاونة الاخيرة … المنطقة العربية كاملة لاتثق في انتاج بعضها رغم جودة الكثير منه .. فمثلاً الملابس القطنية المصرية تباع في اروبا بسعر عال لكنها في البلاد العربية يفضلون الصيني علي العربي ؟؟؟ اللحوم السودانية دخلت ضمن اوراق اللعب السياسي بصورة واضحة .. رغم جودتها وطلبها بصورة كبيرة جداً … والان ومنذ فترة تكاد تكون منعدمة في الاسواق في السعودية مثلاً ولاندري أين المشكلة !!!
    ياود نبق نحن محتاجين لإعادة تسويق منتجاتنا بل وكل حاجاتنا حتي شخصيتنا ولكي يتم ذلك نحتاج لمجهود حتي وإن بدأ صغيراً لكنه سرعان ماينتشر ويغطي وكفانا تصدير الخام يجب ان نسترسل في إعطاء قيمة مضافة لكل صادراتنا وأرباحها العالية جداً … خصوصا اللحوم والمنتجات الزراعية .. شوية تغليف وتصنيع تصدر 5 كليو بسعر خروف كبير .. وتجمد لاتخشي عليها من التلف … نحن الان نأكل في دجاج فرنسي وغيرة مجمد والله ماتعرف متي ذبح ..
    والله من وراء القصد .. حقتك