فدوى موسى

الحب يقتل زهرة


الحب يقتل زهرة
[JUSTIFY] لم يترك «خرطوم الماء» عن يده وهو يسقي أصيصة الزهرة وعينه وقلبه تجاه مورد السمع والتواصل.. لم تنقطع «الحنفية» لكن الزهرة انثنت من كثرة ما صب عليها الماء وهو شارد الذهن.. اذن الحب الجارف ايضاً يقتل زهرة.. لم يكن «عبدو» يفطن لأن رنين الهاتف بهذه النغمة المخصصة لزهرة يمكن أن يحمله للغرق بعمق مع صوتها ويسرح بعيداً عن الدنيا في لجة الإحساس حتى يقتل زهرته في أصيصها الجميل.. «عبدو» عندما يرهف السمع لصوت زهرة ينسى الكون من حوله.. فهي التي تأخذ لباب عقله إلى دنيا حالمة وتهيم به بُعداً عن واقعه البائس المنتاش لأنها باختصار تعرف كيف تقلع عنه رداءات الحزن المتسربلة وتزود عن أمنياته الصاعدة في سماء الطموح.. لا يحفل كثيراً بصوت الواقعية الذي يغازله دوماً في انكسار بائن ثم يركن بكلياته لحبها لا يعنيه أن أغرق «الخرطوم» بماء الصنبور أو فجعت المأسورة الحوش وحددت حوافه بالهدم والكسر.. «عبدو» يرفل في ثوب الحب الولهان.. لأنه ينسى غراب البيت الذي يرقب الموقف عن كثب.. والزهرة بعد الإنثناء.. تسقط ويجرفها الماء بعيداً حيثما يتجه «خرطوم الماء»..

٭ بيئة سيئة!

أجواء معينة.. يحسن البعض النمو والإستمرار فيها.. هل تصدق أن البعض لا تزدهر أيامه إلا وسط الأجواء الملغومة وحالات الإضطرابات تماماً مثلما تفعل صديقتنا «سمر» التي لا تحسن المعيشة في جو هاديء فعندما تسود بينا جميعاً سكينة فإنها تنتاشها بإفتعال مع واحدة من المجموعة ليصبح الأمر في خانة القيل والقال، ويتكدر الجو إلا أن «سمر» تكون سعيدة جداً في هذا المناخ الملغوم ولا نعرف السر النفسي الذي يجعل مثل هذا الأمر الأنسب لها والأكثر مصادقة لدواخلها.. هل هي رواسب وتراكمات من الماضي.. أم أنها تربية دفينة.. لأننا نحس جيداً بفرحتها عندما نجلس إليها في «جودية» لتحسين علاقتها مع «إكس» من المجموعة.. تماماً مثلما يجلس فرقاء بعض القبائل في أنحاء البلاد في مجالس الصلح إذن «سمر» نموذج لبشرية تقتات في النزاع والشقاق مثل بعض الساسة والحركات الذين «خيطهم» مع الجو العام المحبط المرتبط بالإنفلاتات والنزاعات وعدم الإستقرار.. كثيراً ما نقول لها إنها «مثل تجار الأسلحة» يسعدون لقيام الخلافات التي هي مقدمة للإحتراب والتعانف والتباغض.. أنظروا حولكم لمثل هذه النماذج ستجدون أنها تفرض سطوة ما على حياتنا وتفرض نظرية اللا حوار واللا منطق.. عليه فسروا ما يحدث في البلاد مع إتساع دوائر الفكرة وتشابكها.

٭ آخر الكلام

ربما قتل الحب «الجامد»زهرة.. وربما نقل فرد واحد اضطرابه الداخلي.. بأن يصبح اضطراب جماعة أو أمة أو عالم.. هكذا تتناسل المشاكل صغيرة من كبيرة وكبيرة من صغيرة حتى تخرج عن يد العلاج الذي آخره كي.
[/JUSTIFY] [LEFT]مع محبتي للجميع[/LEFT]

سياج – آخر لحظة
[email]fadwamusa8@hotmail.com[/email]