تحقيقات وتقارير

سرية كاملة.. والنتيجة خلال ربع الساعة فقط :داخل خيام الايدز : إكتشاف حالات بميدان جاكسون

خيمة عرس فحص الايدز الموسيقية
خيمة كبيرة نصبت بالمحطة الوسطى بحري، موسيقى «الكيتة» خارجها واصوات الميكروفونات تلفت انتباه المارة بدعوتهم للدخول.
استوقفني هذا المشهد وأنا أرى تجمهراً غفيراً للمواطنين وأنا عائدة من بحري في طريقي الى مباني الصحيفة . .
وكعادة السودانيين وخاصة الصحفيين توقفت على أصوات موسيقى «الكيتة» لأرى «جمهرة» المواطنين ما ظننته بأن من بداخل الخيمة يحتفلون بعودة رئيس الجمهورية من الدوحة سالماً خاصة أن هناك كثيراً منهم اعتصم لمنع الرئيس من السفر.
إلا أن اللافتات التي كانت تزين جدران الخيمة كذبت توقعاتي كانت تدعو للفحص المتنقل الطوعي والمجاني للايدز تحت رعاية وزارة الصحة ولاية الخرطوم وإدارة مكافحة الأيدز والأمراض المنقولة جنسياً.
سرية كاملة
تقدمت صوب الحشد فوجدت عدداً من الشباب المتطوعين من الجنسين يقومون بتهيئة المناخ للزائرين، عرفتهم بنفسي باعتباري زائرة أرغب في الفحص وصحفية أقوم بواجباتي وكنت أول زائرة تم فحصها مجانياً والحمد لله رب العالمين على الصحة والعافية.
توجد بداخل الخيمة مرشدة تقوم بتهيئة الزوار نفسياً وتبث فيهم روح الطمأنينة باعتبار أن المرض ليس بالضرورة ان يتم نقله بواسطة الإتصال الجنسي المباشر وإنما هناك أسباب غير مباشرة كثيرة منها صوالين الحلاقة والكوافيرات و«القُبل العشوائية» وعمليات نقل الدم وآليات تقليم الأظافر، وأشياء أخرى كما تحدثت لنا المرشدة «وفاء سيد عثمان» – وهي إحدى القائمين على البرنامج – قالت لـ«الرأي العام» بأن فحص الزائر يتم بكل سرية حتى يتاح له الاطمئنان الكامل حتى إذا أراد حجب اسمه، و من ثم تشرح له كيفية العلاج إذا ثبت من خلال البحث بأنه حامل للفيروس ويدرج ضمن البرنامج بحيث يواصل برنامجاً علاجياً على حسب حالته في سرية تامة.
? وعن كيفية إجراء الفحص قالت:
– أولاً: تتم تهيئة الزائر للفحص بكل الاحتمالات بعدها يجري الفحص، علماً بأن ظهور النتيجة يستغرق ربع الساعة فقط، ومن ثم يبدأ إبلاغ الزائر بحالته في سرية تامة.
أرقام وإحصاءات
? آخر إحصائية للوضع الوبائي في السودان:
– معدل الإنتشار في العام 2002م بلغ «16%».
– بلغت الحالات المكتشفة حتى ديسمبر 2007م «17.000» حالة، بنسبة اكتشاف بلغت «28%». «97%» من الحالات المكتشفة كانت عن طريق الإتصالات الجنسية، «85%» من الحالات في الفئة العمرية «5 – 39».. المجموعات المنحرفة تمثل أهم مجموعات الانتشار.
الحالات الموجودة بولاية الخرطوم أكثر من «88.000» حالة حتى ديسمبر 2008م، «10269» حالة بنسبة «11%» من جملة المتوقع.
بلغت جملة حاملي الأمراض المنقولة جنسياً المسجلة في العام 2008م أكثر من «50732».
– هذه المعلومات هي المعلنة، غير أن هناك جهات تؤكد ارتفاع النسب بصورة أكبر. علماً بأن وزارة الصحة الخرطوم ذكرت في تصريحات سابقة بأن نسبة المعرفة بانتقال مرض الايدز تمثل نسبة «4%» فقط في السودان.
حالة دهشة
أصابتني الدهشة وأنا أرى المواطنين يقبلون بأنفسهم على برنامج الفحص الطوعي من فئات عمرية مختلفة أكثرها كانت دون سن العشرين الى ما فوق الثلاثين.
– استبشرت خيراً وأنا أرى الشباب منهم وقد بلغ هذه المرحلة من الوعي خاصة وأن نشر الوعي بمخاطر الأيدز جاء متأخراً مما أدى للإصابة بالمرض لأعداد كبيرة في السودان، ولكن «نقول شيئاً احسن من لا شيء»، لأن التوعية بمخاطر المرض تقلل نسبة الإصابة.
إلا أن البعض رفض التحدث إلىّ باعتبار أن هذه خصوصيات، وهناك أيضاً فئة يظهر عليها التوتر.
– أحدهم فضل حجب اسمه يعمل تاجراً بالمحطة الوسطى، قال لي وهو مقبل على الفحص «هييييع أنا جعلي قايلاني بخاف من الفحص ولا شنو».
– شابة فوق العشرين قالت لي: «أيوة عايزة أفحص فيها شنو يعني نحن بنات وبنمشي الكوافيرات» على الأقل نطمئن برضو.
– ذهبت وتركت خلفي عدداً من الزوار يقفون تحت الشمس ينتظرون دورهم للدخول.
القرار (30)
«يس أحمد» المدير التنفيذي لمحلية بحري جاء زائراً وقال لـ«الرأي العام»: هذه قضية صحية ليست مرتبطة بفئة عمرية معينة أو مهنة ما، مؤكداً بأن الهدف الأساسي منها هو تقنين روح المجتمع واتباع السلوك القويم، وأكد أن المحلية ستخاطب المواطنين عبر اللجان للاستفادة من هذه الفرصة.
– عصام مزمل مدير الشؤون العلمية والمراكز المتنقلة قال: محلية بحري تبنت القرار رقم «30» للعام 2009م القاضي بتوفير المعينات للعمل والفحص المجاني للمواطنين حتى نهاية هذا العام مؤكداً بأن محلية بحري تساند هذا القرار وتؤكد وقوفها مع حاملي الفيروس.
– تماضر أحمد حسين – متطوعة بالبرنامج – قالت: إن الجولة تشمل كل العاصمة القومية وكل منطقة مخصص لها يوماً واحداً.
وذكرت بأن الجولة تشمل كل الجامعات والسجون والأسواق والدور الرياضية والنوادي، وذكرت بأن أول جامعة تم الفحص بها كانت جامعة النيلين وقد تم فحص «60» طالباً ووجدنا ان جميعهم معافون، مضيفة بأن الجولة شملت أيضاً سوق أم بدة وسوق ليبيا، وميدان جاكسون، وأوضحت لـ«الرأي العام» بأن هناك حالات محدودة تم اكتشافها بميدان جاكسون بيد انها لم تفصح عنها.
– التيجاني محمود التيجاني نائب المنسق ذكر بأن هذه الجولة ستمضى بصفة طوعية ومجانية حتى نهاية العام 2009م وستطوف كل محليات الخرطوم، (ودعا كل المواطنين للاستفادة من هذا البرنامج)، منبهاً الى ان مراكز الإرشاد النفسي والفحص الطوعي توجد بكل محليات العاصمة القومية وان هنالك مطبقات توزع مجاناً توضح مراكز الفحص.
– عزيزي المواطن لا تتردد في الفحص عن الأيدز لأن الفحص يقلل احتمالات المرض.
هنادي عثمان :الراي العام

تعليق واحد

  1. والله ياناس اعمــــــــــــلوا حســــــــــــابكم ده طـــــــــــوفان وغضب الهي والبيبــــــاري الجـــــــــداد بمشـــــــــــي الكــــــوشه …… دي نصــــــــــــــيحه من اخـــــــــــــــــو وكلامي ده خاصــــــــــــــــه لنــــاس قـــــــــــام ياعم وناس الملح وبنــــــــات الليل البـــمرقن زي الخفافيــــــــــش