زهير السراج
بورك في الشباب الطامحينا
* لاحظت ان الناس في السودان يشعرون بقلق شديد، ربما كان ناجماً عن عقدة ذنب، أو شئ مثل هذا، عندما يقرأون أو يسمعون شيئاً عن (البحث العلمي)، أو يتناهى الى آذانهم هذا المصطلح!
* حتى في أوساط المثقفين وأصحاب المهن المرتبطة ارتباطاً وثيقاً بالبحث العلمي، يسود الشعور بالقلق وعدم الارتياح عندما تأتي سيرة (البحث العلمي)!
* والبحث العلمي .. مجهول ومظلوم وشخصية هامشية في بلادنا، ولا أشك انه لو كان شخصاً يمشي على رجلين، لناله الكثير من الأذى والسخرية، ولو كان نباتاً، لكان مصيره الإبادة، أما لو كان حيواناً.. لرميناه بالحجارة، وأقمنا له الحملات، مثل تلك التي نقيمها للكلاب الضالة .. وربما أكثر شراسة.
* قبل بضعة أعوام شعرت أوروبا بالخطر من معدلات التقدم العالية بأمريكا وكوريا الجنوبية واليابان، خاصة في مجال التكنولوجيا والطب، فانهمكت تبحث عن الأسباب، التي لم تتأخر طويلاً، وجاء على رأسها (تقدم البحث العلمي) في تلك البلاد، والمناهج العلمية المتطورة التي تجعل البحث العلمي أهم أدوات الانسان في المعرفة منذ وقت مبكر جداً في حياته بالاضافة الى الميزانيات الضخمة التي ترصد له.
* قد يحتار المرء في الأسباب التي تجعل دولة صغيرة وباغية مثل اسرائيل، تتفوق تكنولوجياً على (20) دولة عربية تملك الكثير من المال والقدرات البشرية. وتأتي فوق كل هذه الدول، ومعظم الدول الأوروبية المتقدمة، في الصناعة والزراعة والصحة والتكنولوجيا، برغم قلة عدد سكانها، وتوجيه معظم ميزانياتها نحو التسليح والحروب!
* وتزول الحيرة عندما نكتشف ان هذه الدولة تنتج عشرة أضعاف ما تنتجه الدول العربية من البحوث والأوراق العلمية!
* وسبيلنا الوحيد إلى هزيمة هذه الدولة الباغية، إذا كنا جادين في ذلك، ليس مؤتمرات القمة والأهازيج الحماسية، وإنما العلم والبحث العلمي والتكنولوجيا.. (وَأَعِدُّواْ لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ وَمِن رِّبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ) صدق الله العظيم.
* والإعداد، يشمل كل شئ، وليس فقط شراء الأسلحة وتدريب الجيوش، وأول ما يجب ان نضعه في الاعتبار هو (العلم) الذي يسمو به المجتمع في كل شئ.. وقد قالها الله سبحانه وتعالى صريحة وواضحة وبليغة في أول كلمة في رسالته الأخيرة للخلق .. (إقرأ) والتي لو فهمناها واستوعبناها بالطريقة الصحيحة، لما كنا الآن نصرخ بأعلى الصوت من اعتداء دولة صغيرة لا تساوي جناح بعوضة بالنسبة لنا من حيث الحجم والعدد. ولكنها أقوى بكثير منا!
* وهذه القوة في الأصل .. (قوة ذاتية) نابعة من داخلها، وليس بسبب الدعم الذي يأتيها من الخارج فقط، ولو كانت ضعيفة ومتخلفة لما اهتم بها أحد .. ولانهارت منذ وقت طويل!
* وسط خضم الأحداث والأخبار المحزنة، تلقيت نبأ سعيداً بانعقاد مؤتمر الباحثين الشباب الذي ينعقد اليوم وغداً بكلية النيل، غرب مستشفى السلاح الطبي بأم درمان، لمناقشة مجموعة من الأوراق والأبحاث العلمية المميزة التي أشرف عليها معهد الأمراض المتوطنة بجامعة الخرطوم، ويرأس المؤتمر، وتيحدث فيه الباحثون الشباب وهو ما يعطينا بعض الأمل في مستقبل البحث العلمي في بلادنا، عسى ولعل!
drzoheirali@yahoo.com
مناظير – صحيفة السوداني – العدد رقم: 1142 2009-01-17
حقيقة ان هذا المقال له معنى كبير اننى اتمنى ان يكون البحث العلمى والدفع بالمبدعيين فى شتى المجالات هو الامر المهم هذا هو الفرق بين العالم الاول والثالث اذ ان العالم الاول يهتم باى انسان له القدرة على الابداع بينما العالم الثالث لا يعير هذا الامر اهتماما ان هنالكوادر كثيره فى السودان تعمل فى الدول الخارجية وهى لها دور فعال فى تلك الدول والمثال قريب جدا من خلال مؤتمر السودانيين العامليين فى المنظمات العالميه وغيرهم من الكوادر المخفيه التى لا تجد اهتماما بينما فى الدول المتقدمة تجد تقدير اننى لا حظت ذلك من خلال عملى فى التعليم ارى ان الامر مبنى فقط على ارضاء المدير وغيره وما قال فاروق الباز لوكنت فى بلدى لانتهيت موظف فى مصلحة المعاشات نحن هنا لا نقدر الانسان من حيث عقله بينما الاهم هو الولاء الايدولجى اعتقد ان المقاله هذه يجب ان تستمر بالاهتمام بالكوادر البحثيه واعتقد ان فى السودان كثيره ولكن لا حياة لمن تنادى انا اتمنى ان اؤسس موسسة تسمى الكوادر البحثية العلمية ولادية والمبدعيين واتمنى من مكانك هذا ان تهتم بذلك لانك انت فى موقف صحفى ممكن ان تبدا فى هذه الاشياء
هذا المقال جيد جداً لكن لدي بعض الملاحظات عليه وهي:
تشجيع البحث العلمي دائماً ما يرتبط بخصوصية خاصة في البلاد العربية في انتقاء الأطفال والدارسين المميزين أكاديمياً أو الأذكياء إن صح التعبير وهذه هي أولى الخطوات الخاطئة في طريق البحث العلمي الشامل… والمسألة ببساطة أن الكثير من المبدعين والمخترعين على مدى التاريخ كانوا ذوي إعاقات فهناك أكثر من ثلاثين مبدعاً ومخترعا حول العالم هم من ذوي الاحتياجات الخاصة والمعوقين لم تسلط عليهم الاضواء على الاطلاق قبل بزوغ كوكبهم بل وبعضهم كان يعاني من ضعف واضح في الفهم والتركيز الذهني مثل اينشتاين واسحق نيوتن على ما اذكر وكانوا فاشلين في الدراسة لكنهم استطاعوا بفضل الرعاية والمثابرة أن يكتبوا اسماءهم باحرف من نور في تاريخ العلوم والتكنولوجيا!! لأن الغرب يؤمن بالبذل والعطاء والصبر والمصابرة حتى ولو كان الشخص ضعيف في كل شيء…