بشير حسن : صور متعددة ضد الفساد
وأنا شخصياً اعرف من قيادات الخدمة العامة والموكول لهم مهام عالية وحساسة مازالوا يعضون على مباديء وقيم الخدمة العامة بالنواجز واذا أزدت أن أضرب مثالا فأتحدث عن أحد الأصدقاء وأقول عنه انه منذ تخرجه قبل أكثر من ثلاثين عاماً من جامعة الخرطوم انخرط في العمل الاداري وتدرج في مراحله حاملاً امانة المهنة بأمانة وصدق، فقد عايش أيام توزيع المواد التموينية وعندما كانت مجالاً للثروة لمن تضعف نفسه من خلال السوق الأسود.. الذي كان مرتبطاً بها، وقد كان مشفا في عدة مراحل من مسيرته الادارية على توزيع الخطط الاسكانية والأراضي الاستثمارية والزراعية والأسواق والأكشاك وكلها مجالات مغرية للدخول لعالم الثروات والمليارات.. ولكن الله عصم هذا الصديق وعايش على راتبه طيلة حياته، علماً بأنه قد تدرج الى أعلى درجات السلم الاداري حتى تقاعد بالدرجة الأولى الخاصة فأنهى جولاته بالأقاليم الصعبة..
واجبرته ظروف تعليم الأبناء للتوجه للخرطوم فعاش في منزل بالايجار وظل منذ ان كان بعيدًا يشيد في منزل متواضع حصل عليه في التسعينيات بالخطة الاسكانية من خلال شهادات الزواج والأبناء من ضمن آلاف المواطنين حتى اكمل جزءًا بسيطاً ارتحل اليه بعد أن قضى 13 عاماً في تشييده وأكمله عن طريق سلفية من البنك الاسلامي السوداني وظل يقضي متطلبات الحياة من خلال دخل يسير من خلال تعاقده مع احدى الجهات التي رأت الاستفادة من خبراته الطويلة، وقد ظل يحمل نفس صفاته في الأمانة والالتزام بالقيم واحترام متطلبات المهنة..
مثل هذا كثير وتسليط الأضواء علي بعضهم يخلق الطمأنينة في نفوس أهل السودان ويمسح جزءًا من الصورة القاتمة، التي انطبعت في الأذهان بسبب ممارسات قلة لا تمثل نسبة تذكر فليطمئن أهل السودان وشباب السودان على الحاضر والمستقبل وسوف تظل الأخلاق السودانية، والمثل الواعز الديني حامياً لقيم هذا الشعب في الصدق والامانة والشهامة.
صحيفة آخر لحظة
بشير حسن وقيع الله
ت.إ[/JUSTIFY]
جزاك الله خيراً نقلت صورة طيبة عن صديقك الذي قدم المثل الاعلى والاخلاق الحميدة للخدمة المدنية ليمسح بعض ما علق في اخبارها من آثام .
ده واحد في كل 3 مليون .. او كما اقول دائما الجيل مافوق الذهبى ..