صداع مستمر
تظلّ عجلة دوران الأيام في وتيرة غير مستقرة تأرجحاً ما بين الخير والشر، الخطأ والصحيح ،الطالع والنازل.. ولأنّ الإنسان بطبعه مجبول على استعجال الخير، يقع في محاذير كثيرة تحول بينه والتصبّر والحكمة، إذا ما كان الموضوع أو الأمر فيه بعض الامتحان والابتلاء.. أحيانا تكون القدرة على الاحتمال واهنة وضعيفة، وأحيانا تكون جبارة تفوق حدود الممكن والمستحيل.. دلفت إلى البيت وصداع يبذر حبّته في أرضية رأسي، ويحرك فيها نواة النمو والاستمرار، أخذتُ المسكّن وانتظرتُ السكينة، وأخذتني نومة صحوتُ بعدها.. نظرت إلى التلفاز ووجدتُ أنّ موجةً من التغييرات الكبيرة قد ضربت القنوات إثر تدخل الجيش المصري والانقلاب المدعوم بالتظاهر في الميدان.. الشي شنو؟ ما ننوم؟ رغم أنني أصبحت أحس أن استيعابي في الفترة الأخيرة أصبح بطيئا جداً جداً فإنني كنت أظن، حتى بعد أن أمهل السيسي الأطراف جميعا ثمان وأربعين ساعة، كنت أظن أن المعادلة لخارطة الطريق لن تتجاوز مرسي في قمتها، حتى وقعت الواقعة وطار الكرسي فيما يشبه الدراما المصرية المحبوكة بشكل «ما يخرش ميَّة»، في اتجاه نزع السلطة من مرسي.. فركت عيني وبلعت مرارةً مَّا لا أعرف كنهها، فقد كانت الأحداث تسير بشكل دراماتيكي سريع. ثم ماذا بعد؟ هل سيبقى الإخوان في الميدان؟ لا أظن أن هذا الاتجاه سيجدي فتيلا، إذن علىَّ الآن أن أقوم بدوري.. ما هو؟ هو طبخ «ملاح الرجلة»، فقد أعلنت ابنتي أنها جوعانة تريد الغداء، وهي تستهجن متابعتي لقناتي الجزيرة والعربية، ما بين هذه وتلك: رابعة العدوية، التحرير، العريان.. ومحمد بديع. حفظ الله مصر فقد أصابنا الصداع الذي سوف يكون مستمراً ما استمرت الأوضاع في مصر حافزاً للصداع.
العبرة
إذن العبرة للآخرين في التقاط النصحية لابد من فتح قنوات الحوار داخل الأنظمة الحاكمة في الدول العربية، حتى لا تحتقن فيها الجماهير على أساس وخلفيات إقصائية.. لم تعجبني الروح التي تتعامل مع مكونات المجتمع المصري كأنه مجتمع «كافر»، فالأصل أن مصر في عمومياتها دولة اسلام. انظر إليها في ليالي رمضان وليالي الأعياد وغيرها، إذن إن لم ينتم هؤلاء لحركة الإخوان أو حزب الحرية والعدالة، لا يجب أن ينظر إليهم الآخرون على أنهم ضد الإسلام وكفرة وفجرة، رغم إحساس داخلي حزين على ما وصل إليه الحال في مصر إلا أن على الإخوان الجلوس مرةً من بعد مرة لفهم لماذا انسد الأفق ولماذا خرج الملايين للشوارع. بالتأكيد هناك دور لهم كان يجب أن يلعبوه ولم يتم ذلك، إذن كان الأجدى أن يكون مرشد الإخوان أبعد نظراً في شحذ همة المتظاهرين لمصلحة البلاد دون جرها إلى الموجهات..
آخر الكلام: كما قالوا في رابعة العدوية السجون ليست غريبة على الإخوان، لكن نهج الاعتقال والسجون لا يحقن الموقف، ولا يهدّئ الوضع.. صديقتي ترى أن الديمقراطية قد قُتلت وذهبت مع الريح، إذن على الجميع الجلوس لأرض الوطن، من كل القوى المصرية من أجل أم الدنيا التي أصبحت الآن في مهب الريح.
[/JUSTIFY]
سياج – آخر لحظة
[email]fadwamusa8@hotmail.com[/email]