فدوى موسى

همك ضاربني

[JUSTIFY]
همك ضاربني

«يا بلدنا ويا ترابنا ويا أهلنا…» هكذا خاطب النذير المجموعة المحتشدة في ظل تلك الشجرة وجر القافية الى حدود عميقة من الكلام السهل الممتنع.. ومس وتر الإحساس فيهم وهم مقهورون بظروفهم البائسة وحياتهم المحدودة في كل إطار.. وجدوا في كلامه ثمة تنفيس واخراج للهواء الحار المتصاعد ليتكاثف فوق الجو أعلاهم، لعله يتجمع سحاباً وركاماً ثم أمطاراً أفادهم أنه هو دون تكليف من أحد.. رمزهم وعزهم ولسان حالهم ليس بالضرورة أن يتسلم شهادة بذلك، ولكن حسبه أن كلامه يجد موقعاً مستحسناً عندهم، ويأخذهم الى عوالم الانفلات من الواقع المرير، ليس بالضرورة أن يأخذ شرعيته الوجدانية من صك أو اعتراف مكتوب، ولكن يكفي فقط أنه احتجز القلوب وحاز منها هذه المساحة للتنفيس وفك الاحتقان، جمعهم مرة أخرى وألقى على مسامعهم قصيدته الجديدة (همك ضاربني) ولأن رأس السوط قد ضرب الجميع بدأت دموعهم في الانحدار الدمعة بعد الدمعة.. لكنهم كانوا يبكون لهمومهم الخاصة كل منهم له همه الذي يضربه تماماً والجميع مضروب بهم الوطن.. يا وطنا يا وطنا

٭ فضل أيوب

كلما سمعت هذا الفنان الشاب أحسست بحلاوة صوته وتطريبه العالي، وقد اختلف مع كثيرين في الاعتراف بأن هذا الشاب له صوت جميل ومؤثر، خاصة عندما يتغنى بالأغاني المعتقة المحبوبة، فهل يا ترى يتمدد هذا التطريب ويغزو المساحات الإعلامية المسموعة والمرئية، أم يقع الفنان في طي إبقائه بعيداً عن الساحة لعدم اعتقاد البعض في امكاناته الصوتية التي تبدت جلياً، إلا من بعض افساح المجال لظهوره بصورة أكثف.. لعل الكثيرين أحسوا بالفراغ الكبير الذي تركه الراحل (محمود عبد العزيز) في مجال الطرب الجماهيري الحاشد، والأيام هذه هي أيام دعاء ورجاء فليكن محمود موجوداً عند لحظات الاستجابة ليرحمه الله ويرحمنا جميعاً، فقد كانت له سطوة غنائية عالية واسهام يستلزم علينا ذكره في مطلع الشهر الكريم، بقدر ما قدم وما ترك خلفه من فنٍ راقٍ خالٍ من الإسفاف.. ومزيداً من تواصل الابداع جيلاً بعد جيل.
هذا الكاتب:

هذا القلم النابض الذي يحمل الوطن والمواطن في حنايا العمق، لكأنه من الوريد الى المداد.. يتلمس الاحساسات البسيطة ويتفقد مسيس الحاجات والاحتياجات في حراك الناس وأصواتهم المبحوحة ونبراتهم المعبرة.. دائماً قلمه هو وجعهم فرحهم.. أمنهم ونزاعهم.. سكونهم وحراكهم.. هذا الناقل الإنساني المعبر لآلامهم ومآسيهم نبضهم وخمود الفجعة فيهم في فجأة الحدث حزناً وفرحاً، بلا أجندة أو غرض أو مرض إنما هي كلمات لله وللإنسانية في حالاتها الضميرية المختلفة، هذا القلم موجود وفاعل يمسك به من يمسك على الجمر، ويقبض عليه ملتهباً حارقاً.. فهل يصمد أم يتزلزل على هزات التضاد والتوجس والظروف القاهرة.
آخر الكلام:-

ما أصعب أن تكون في هذه المساحة التعبيرية التي لا تحتمل إلا الصدق والشفافية، ليس سهلاً أن تكون عند هذه الأمانة والأصعب أيضاً أن تستمر بذات الصدق والشفافية، ليس سهلاً أن تكون عند هذه الأمانة والأصعب أيضاً أن تستمر بذات الصدق والشفافية.. حاول أن تكون ذلك الضمير المعبر ..

مع محبتي للجميع.. [/JUSTIFY]

سياج – آخر لحظة
[email]fadwamusa8@hotmail.com[/email]