فدوى موسى

الظالم في الواطة


[JUSTIFY]
الظالم في الواطة

لم يكن الشارع العام الا ذلك البرلمان الحقيقي.. أما المواصلات العامة فهي البرلمان المتحرك… وسط التوصيلة اليومية التي اعتدناها.. (عمك) يهيج ويرغي على وضعه قائلاً كأنه يتحدث للجمهور الراكب:- «يشيلو ويخموا… ناس مالاقية التودي على خشومها… ناس فوق وناس تحت… ناس في الأسمنت في الزبالة…» ليتقدم أحدهم متبرعاً بالحديث رداً عليه «يا زول مقسمة كدا»… ودون وعي منه وفي غمرة هيجانه يرد عليه «القسمها منو؟».. لكأن الركاب يقولون سراً «استغفر الله»… ليواصل الآخر الدفاع «مقسمة من السماء…» ولا يتلفت (عمك) للراد قائلاً «لكن الظالم في الواطة» ليكتم الجميع الضحكمة لهذا التجاذب السريع المخارجة… ثم لا يجد الركاب بداً من مواصلة نعي الحال العام وسب الظروف الاقتصادية ومطالع الأيام تحمل نذر رفع الدعم عن المحروقات وغيرها الأمر الذي يعني في فقه الاقتصاد السوداني أن يكشر السوق عن أنيابه بصورة مقبوحة جداً من ظروف العدم وخلو الأيدي.. وحقيقة قد يجد البعض صعوبة في تصنيف الكثير من أفراد هذه الشعب ما بين الفقير والمسكين… وأيهما أولى بالدعم… ولولا أن هؤلاء فيهم شيء لله ولهذا البلد رحمة وتكافل لا يعرف مداها إلا المتبحرون لما مرت الكثير من السفن عابرة الظروف القاسية ولكن البعض تقهرهم وتلوي ذراعهم وتصرعهم تماماً فتظهر هذه «الوجاعات» والآلام والتقرحات في جسد النسيج الاجتماعي.. ولا نقول دلائل «الحقد الطبقي البغيض» وكما قال (عمك) «بقت طبقتين غنية وعدمانة».. فهل من مزيد تكافل وتراحم لعل وعسى يحدث تسامح وانفتاح نفسي وتزول تلك البقعة السوداء من جدار وعميق القلوب… أرحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء.

٭ الإشراق!

كثير ما ندبر ونخطط ونبدأ في التنفيذ.. قد تستمر الأمور في هدوء تام وتأتي التفاصيل على الهوى والمراد أو تنفلت وتخرج عن الطوع والمنى… لم أكن أعرف أنني في ذاك الصباح سوف أزور مدرسة لم أعدد خطوي لزيارتها ولكن ظرف طاريء مرتبط بحركة «الفر والكر والتزاحم» والشارع قادني لزيارة مدرسة «الإشراق العالمية» وليس لي فيها ناقة ولا جمل… وقادتني الفرصة لرؤية زاوية أخرى لما يقوم به هذا الضرب من التعليم… رغم أنني من الذين يؤمنون بضرورة مجانية التعليم إلا أن الاعتراف بالدور الذي قام ويقوم به التعليم الخاص في ظروف بلادنا واجب مقدس.. فالبيئة فيها مغرية جداً لخلق عنصر تآلف المكان والزمان مع الطلاب والطالبات.. والدنيا الآن تعتقد في فكرة البيئة أكثر من أي وقت مضى.. الشكر النبيل للأستاذ «عاطف» وهو يقتطع من وقت ذاك الإشراق اليومي المستمر لطرح نافذه من المعرفة والتعريف لعلنا نقلل من التحامل على هذا الضرب من التعليم… ونفتح باباً للنظر من زاوية الإشراق هذه لعل ذلك يدفع بالتعليم الحكومي أن يكون ذي بيئة مدرسية أفضل وأحسن وأن لا يرتبط التعليم الحكومي دائماً بنبض مشاكل الإجلاس ونقص الكتاب والمعلم….

٭ آخر الكلام:-

كثيراً ما تدخلنا المقارنة للأحوال في حالات رثاء وبكاء ثم لا نجد بعد ذلك إلا أن تتكور داخل النفوس بعض الإحن تجاه الآخر الذي قد لا يكون له ذنباً محدداً… ولكن دعونا نثمن ضرورة العدل والحسبة الصحيحة… فالله ينصر دولة العدل وإن لم تكن مسلمة.. ولا ينصر دولة الظلم مهما كانت… مع نفحات الشهر وسعوا الافق وخففوا.
[/JUSTIFY] [LEFT]مع محبتي للجميع[/LEFT]

سياج – آخر لحظة
[email]fadwamusa8@hotmail.com[/email]