رأي ومقالات

د. حسن حميدة: إرتفاع الكوليسترول – الجزء الأول

[JUSTIFY]لقد تلقيت تنويه من بعض القراء الكرام، والذي عبر فيه القراء مشكورين عن مشقة قراءة المقالات، هذا نسبة لطولها الزائد. وعبر القراء عن رغبتهم، في أن تكون المقالات مقسمة لأجزاء عدة. وإستجابة مني لرغبة القراء، لا يسعني إلا وأن أحقق هذه الرغبة الممكنة. وإبتداءا من اليوم، سوف أقوم بنشر مقالاتي ما أمكن، في حلقات مقسمة لأجزاء متلاحقة. وهنا للتوضيح فقط: لقد كان أساس الفكرة من نشر المقالات بالرغم من طولها في مرة واحدة، هي حتي يتثني للقاريء، قراءة المقالات أو طباعتها آنيا، هذا حتي يتفادي القاريء عملية إنتظار حلقات من المقالات، أو تفوته نصوص المقالات التي تنشر لاحقا.
التعريف بمادة الكوليسترول:
تعرف مادة الكوليسترول (Cholesterol)، بأنها عبارة عن مادة دهنية، أو شكليا مادة شمعية بيضاء اللون، توجد في أغشية وخلايا أعضاء الجسم المختلفة. وتتميز مادة الكوليسترول، بأنها لا توجد إلا في الأغشية والخلايا الحيوانية، بجانب وجودها في أغشية وخلايا جسم الإنسان. وبهذا تدخل مادة الكوليسترول في البناء والتكوين الخلوي لهذه الأعضاء وأغشيتها. وعلي سبيل المثال توجد هذه المادة المهمة لوظائف الجسم، في خلايا الأغشية الموجودة في كل من الجلد، والعضلات، والأعصاب، والمخ، والأمعاء، والقلب. وهذا بجانب وجودها كمادة أساسية وضرورية، تسبح في الدم، كأحد مكونات الغذاء المتناول يوميا.

تصنيع مادة الكوليسترول:
يتم التصنيع الأساسي لمادة الكوليستيرول فى الكبد. وكما ورد ذكره، تعتبر مادة الكوليسترول في خصوصيتها مادة دهنية أو شمعية. ولذا يصعب علي الدم نقلها من دون وجود عامل مساعد للنقل. ولذا يعطي الكبد مادة الكوليسترول للدم في شكل مركب عضوي، يتكون كيمائيا من مادتين، مادة دهنية ومادة بروتينية التركيب. وهذا التركيب الكيميائي يسهل علي الدم نقل مادة الكوليسترول بعد إفرازها من الكبد إلي بقية أعضاء الجسم المختلفة. ومن هنا تأتي أسماء البروتينات المرتبطة بالكوليسترول، والتي تعمل وظيفيا في المقدمة، كعامل مساعد في نقل مادة الكوليسترول عبر الدم.

تخزين مادة الكوليسترول:
تستعمل خلايا الجسم بشتي أنواعها الدهون الحيوانية التي تتمثل في الكوليسترول بجانب الدهون الثلاثية، والتي تتكون من الجليتسريد الثلاثي التركيب (Triglycerides)، في إستخلاص الطاقة اللازمة لآداء وظائفه العضوية. وبإمكان الجسم تخزين الطاقة الفائضة عن حاجته، التي يكتسبها من الكوليسترول والدهون الثلاثية، ومن ثم الإستفادة منها لاحقا عند الضرورة. وفي حالة التخزين فوق العادي لهذه المواد الدهنية مثال الكوليسترول والدهون الثلاثية، يمثل الأثنين معا خطرا علي صحة الإنسان. والزيادة في المادتين المذكورتين، يمكن التحكم فيه غذائيا بطريقة مثلي وفي أغلب الأحيان، عن طريق تخفيض نسبة الدهون الحيوانية المتناولة مع الغذاء اليومي. والسبب في ذلك هو إحتواء الأغذية الحيوانية في أساسها علي كمية عالية من الدهون المشبعة، أي ذات الروابط الكيمائية الأحادية، بين ذرات الكربون المكونه لها. وعلي العكس تناول الكمية المعقولة من الدهون النباتية الغير مشبعة في المقابل، أي الدهون ثنائية أو ثلاثية الروابط الكيائية بين ذرات الكربون المكونة لها، يساعد علي ذوبان أنواع الكوليسترول والدهون الثلاثية الضارة بالجسم، ومن ثم نقلها وتخليص الجسم منها.

أهم وظائف الكوليسترول:
تعتمد وظائف هذه الأعضاء المذكورة في آداءها في الأساس، علي توفر كمية كافية ومناسبة من مادة الكوليسترول في الجسم، علي سبيل المثال توفر الطاقة التي يحتاجها القلب لآداء عمله الميكانيكي أو لعملية دخ الدم. زيادة علي ذلك يعمل الكوليسترول علي تسليك الأغشية المبطنة للأوعية الدموية، ويقوم بتنظيفها مما يعلق بها من مواد ضارة كالسوموم، ومن ثم تسهيل عملية التخلص منها. وهذا من بعد ربطها بأحماض القناة الصفراوية التي تفرزها الكبد أيضا، والتي من وظائفها تخليص الجسم من الدهون الفائضة عن حاجته. كما أن لمادة الكوليسترول بجانب دورها الهام في عمل الأعضاء، أيضا دخولها في التركيب الكيميائي للهرمونات، خصوصا الهرمونات الجنسية، علي سبيل المثال هرمونات التستسيترون الذكرية، وهرمونات الأستروجين والبروجيسترون الأنثوية. زيادة علي ذلك تدخل مادة الكوليسترول في التركيب الجزيئي لأحماض المادة الصفراوية، التي تخزن في حويصلة المرارة، وتدخل كعامل مساعد في العملية الهضمية، خصوصا هضم المواد الدهنية. ومن المركبات الغذائية المهمة التي يحتاجها الجسم، والتي تحتوي أيضا علي مادة الكوليسترول، هو فيتامين “د”، والذي يعتبر من الفيتامينات الذائبة في الدهون، كمادة الكوليسترول.

إرتفاع نسبة الكوليسترول:
بجانب أهمية مادة الكوليسترول لبناء الخلايا والأغشية وإكتساب الطاقة لعمل الأعضاء، يحتاج جسم الإنسان لكمية معينة من هذه المادة الهامة لعمل الجسم. وتتوافق نسبة هذه المادة الضرورية للحياة، مع النشاط البدني للشخص وتكون محفوظة في نسبة مثالية عند الشخص الصحيح. أما في حالة إرتفاع نسبتها أكثر من المعدل المطلوب في الدم، بسبب زيادة السعرات الحرارية المتناولة مع الغذاء اليومي، أو بسبب الخمول البدني، أو لأسباب مرضية علي سبيل المثال بسبب إنتاجها داخليا عن طريق الكبد بكثافة، نسبة لوجود سبب وراثي أو لوجود خلل عضوي عند الشخص. فهنا يكون إرتفاع نسبتها في الدم، ومن دون وجود العلاج المناسب، سبب أساسي في حدوث الحصوات، مثل حصوات حويصلة المرارة أو الحصوات ذات الصلة بإنسداد مجري قناة غدة البنكرياس، أو في تشمع الكبد، أو أمراض القلب وتصلب الشرايين.
أسباب إرتفاع الكوليسترول:
هناك عدة أسباب لإرتفاع نسبة الكوليسترول في الدم، علي سبيل المثال يمكن أن ترتفع نسبة الكوليسترول في الدم بسبب وجود عوامل وراثية مؤثرة، حيث أن هناك نوع من أنواع إرتفاع الكوليسترول، والذي يسمي إرتفاع الكوليسترول الأسري. وهذا النوع من إرتفاع كوليسترول الدم، يعزي لعوامل وراثية في الأسرة. ويؤدي إهماله للإصابة بأمراض القلب والشرايين، في الأسر ذات القابلية لإرتفاع الكوليسترول. وهناك أمراض أخري مزمنة مثل أمراض السكري وضغط الدم المرتفع، بجانب البدانة المفرطة والضغوط النفسية اليومية، والتي تؤدي إلي إرتفاع نسبة الكوليسترول في الدم. وكما ورد ذكره يوجد أيضا من بين الأنواع، إرتفاع الكوليسترول المرتبط بالروتين الغذائي، وهنا تزيد نسبة الكوليسترول في الدم في حالة الميول للأغذية الحيوانية، مثل اللحوم أو الأغذية الغنية بالدهون الحيوانية مثل السمن الحيواني. وتزداد نسبة الكوليسترول في الدم طرديا، في هذه الحالة، معززة بعوامل أخري مثل البدانة، التدخين أو شرب الكحول أو الخمول البدني، أو كل هذه الأسباب مركبة أو مجتمعة معا. ويعتبر التدخين علي سبيل المثال من أكثر العوامل المساعدة علي تأرجح نسبة الكوليسترول في الدم. ولقد أثبتت بعض الدراسات الحديثة، تأثير النيكوتين علي نقصان النوع الجيد من الكوليسترول، أو ما يعرف بالكوليسترول المرتفع الكثافة (High Density Lipoprotein)، أو (HDL). وسجلت نتائج هذه الدراسات، نسبة إنخفاض هذا النوع من الكوليسترول الجيد، بدرجة عالية بلغت في مجملها حوالي 15% من النقصان.

تابع البقية في الحلقات القادمة

Homepage: http://www.nutritional-consultation-dr.humeida.com

E-Mail: [email]hassan_humeida@yahoo.de[/email]

حقوق الطباعة والنشر محفوظة للكاتب – يونيو/ 2014

هنا فيلم توضيحي – ما هي خطورة الكوليسترول، و كيف يمكن تخفيض نسبته في الدم؟

http://www.youtube.com/watch?v=Up0OowwH_Ms

أ.ع[/JUSTIFY]

‫2 تعليقات

  1. [SIZE=5]شكرا دكتور حسن على هذه المعلومات القيمة.
    علمت بمحض الصدفة انى مصاب بارتفاع الكوليسترول الوراثى,كان ذلك إبان عملى بالسعودية,التزمت ساعتها بالتعليمات لفترة قصيرة جدا ثم رجعت الى عاداتى الغذائية الضارة مرة اخرى, مرت سنوات قليلة فاصيبت شقيقتى الصغرى بذبحة قلبية أدت الى وفاتها فى أقل من نصف الساعة, تلا ذلك اصابتى بذبحة لطف الله و قدر أن خرجت منها سالما بعد أن ركبت دعامات للقلب, بعدها بسنة و نصف توفى شقيقى الأصغر بذبحة أيضا.

    سقت كل هذا السرد لانبه لخطورة ارتفاع الكوليسترول منخفض الكثافة,و ضرورة التحلى بعادات غذائية جيدة بالابتعاد قدر الامكان عن الأطعمة المسببة لارتفاع الكوليسترول وممارسة الرياضة”أقلها رياضة المشى” ما أمكن ذلك.

    حماكم الله شر الأمراض و متعكم بالصحة.[/SIZE]

  2. جزاك الله خيراً د. حسن حميدة على هذه المعلومات الوافية.
    قبل عدة شهور اصبت بمرض الضغط العالي وقد عانيت حينها من ضيق في التنفس لدرجة شديدة وعندما استوعبت الأمر وبدأت في العلاج (حبوب كوابروفيل) تحسنت تدريجياً ورجعت مرة أخرى للرياضة الهرولة والمشي بعد ان تركتها سنين.
    كل الذين يعرفونني استغربوا كيف اصبت بمرض الضغط وأنا فوق الاربعين بقليل ووزني 72 كيلو وطولي 176 سم، لا أدخن ولا آكل ماكولات دسمة ولست قريباً من الأمور العصبية وكل الأشياء المعروفة التي تساعد في ذلك، ولكن الحمد الله على كل حال،وبعدها اصبحت الأمور لدي بصورة شبه طبيعية ولكني مستمر على الحبوب، وقد قرأت كثيراً عبر مواقع الانترنت أن ترك حبوب الضغط سهل جداً مع إتباع نظام غذائي ورياضي معين مع مداومتي على المآكولات التي تعزز مفهوم معالجة الضغط.
    سؤالي هنا هل هنالك علاقة بين الكوليسترول ومرض الضغط، لأن كل الدكاترة الذين اتعالجت عندهم لم يوضحوا لي سبب إصابتي بالضغط فبعضهم يقول لي أن عندك كوليسترول عالي وبعضهم يقول غير ذلك.