نور الدين مدني

طغيان الصراع السياسي لماذا؟

[JUSTIFY]
طغيان الصراع السياسي لماذا؟

* طغيان الصراع السياسي في بلادنا وفي العالم القريب منا، خاصة في مصر وسوريا يدق ناقوس الخطر وينبهنا إلى ضرورة مراجعة النهج السياسي والعودة به إلى الواقع الإنساني الاقتصادي والاجتماعي الأولى بالاهتمام.

* لا نريد ونحن في شهر رمضان المبارك الدخول في النقاش النظري القديم المتجدد حول الدولة المدنية والدولة الدينية والصراع المفتعل على ذلك وسط المسلمين الذي بات يهدد مستقبلهم ومستقبل الإسلام والسلام في المنطقة.

* السياسة لا تخلو من (اللعب القذر) ومهما حاول البعض النأي بها عن هذه الألاعيب القذرة فإنهم لا يستطيعون، بل للأسف انغمس بعضهم في لجة السياسة وأغرقتهم في حبائلها وشكلت لهم عالماً من المصالح الدنيوية الخاصة شغلتهم عن مصالح المواطنين الأولى بالاهتمام والرعاية.

* لعل هذا ما جعل الإمام بديع الزمان بن سعيد النورسي ينأى بدعوته في (رسائل النور) وتلاميذه بعيداً عن السياسة الدنيوية المبنية على الكذب، كما جاء في كتابه الأشهر (الكلمات) الذي قال فيه إن خدمة الدين والعلم بواسطة السياسة في زمن عاصف شديد عقيمة ودون جدوى.

* يقول الإمام النورسي في ذات الكتاب إن أعظم خطر على المسلمين الآن فساد القلوب وتزعزع الإيمان بضلال قادم من الفلسفة والعلوم، ويرى أن العلاج الوحيد لإصلاح القلب وإنقاذ الإيمان نجده في النور الذي جاء في الكتاب المنير، مؤكداً أن صولجان السياسة لا يصلح القلب.

* وضح الإمام النورسي رأيه في ضرورة النأي عن السياسة في معالجة أمور الدين بقوله إنه لو عمل بهراوة السياسة وصولجانها وتم إحراز النصر فإن النتيجة ستكون هي ظهور منافقين يراهم النورسي أشد خطراً من الكفار.

* مرة أخرى نعود إلى واقعنا المؤسف الذي تسببت فيه الممارسة السياسية عملياً في انفصال جنوب السودان واستمرار النزاعات القائمة والكامنة، الأمر الذي يتطلب الإسراع بمراجعة شاملة لهذه السياسات والاتعاظ من مخرجاتها السالبة والانتقال بالوطن والمواطنين إلى مرحلة أرحب يتم فيها مخاطبة مشاكل المواطنين ومعالجة الاختناقات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية التي ما زالت تفاقم من التوترات والنزاعات المدمرة.
[/JUSTIFY]

كلام الناس – نور الدين مدني
[Email]noradin@msn.com[/Email]