أمي يا دار السلام
أمي.. الله يسلمك.. يديك لي طول العمر في الدنيا يوم ما يألمك.. دون سابق معرفة أصبحت «الحاجة دار السلام» أمّاً لكل الشعب السوداني.. عندما يتخرج الإبن أو الإبنة يختارون هذه الأغنية التي تحتفي احتفاءاً عظيماً بالأمومة التي دائماً وراءها قصة كفاح طويل وعفاف وعزم، أفضى لهذا اليوم الاحتفائي بالنجاح والتخريج… أبكى الشاعر (التجاني حاج موسى) أعيناً سودانيةً كثيرة في لحظات عمق وتعظيم لدور الأم.. من منّا لم ينفعل بهذه الأغنية التي يحس كل منا أن دار السلام هي أمه… لك الله «التجاني» ولأمنا دار السلام كل الرحمة… ولأن الأيام أيام رحمة وغفران.. فليسعد كل من كانت أمه على قيد الحياة بهذه الفرصة الربانية الكبيرة لتحصيل أعلى معدلات الرضاء الأمومي… سعيد من هو بقرب والدته أو والده وإن كانا في موضع إجهاد أو طلب المساعدة الدائمة.. هنيئاً له ولها أن يدع القدر لهما هذه السانحة الإنسانية لبرهما كما ربياه صغيراً.. يسعدني دائماً ذلك الإبن والإبنة وهما يحتملان وضعهما في عجز وضعف، بكل طيب خاطر دون تأفف أو تذمر.. ويا (التجاني) قد عبرت عن الأمومة في سودانية راقية، وأمطرها «ترباس» بجرس روحاني عالي… لتظل هذه الأغنية تؤثر على أجيال من الأبناء بصدقيتها وعفويتها وخواطرها الصادقة.. يتغنى بها أطفال الروضة والمدارس والجامعات والعامة.. فقد استبق (التجاني) وأبرّ أمه في خواطر كل الشعب السوداني.. ألا رحم الله (الحاجة دار السلام).. كما ننقل ذات التحايا لأغنية «أبوي إن شاء الله لي تسلم» للرائع عبد العال السيد….
٭ طنش تعش!ليس من المألوف أن لا يتفاعل الإنسان مع أحداث يومه ودهره… بل ليس من المفروض أن يكون منفصماً تماماً عن حاله وقرائن ما حوله.. وحالة «الطناش» التي بدأت تأخذ طابعاً جماعياً في تسيير دولايب الحياة العامة تدعو للدهشة النادرة… فإن قادتك أقدامك لقضاء مصلحة ما في مرفق ما.. لا تجد إلّّا الطناش، لا نقول المتعمد، ولكن يمكن القول إنه أصبح مفهوماً عاماً وسائداً «يعني الأصل أن يطنشك الذي تطلب منه الخدمة عادي جداً» بأن تكون معدلات التفاعل والاستجابة معاك بطيئة أومغلقة خالص… ولو صادفت أيام الشهر الفضيل حيث يتراخى البعض عن أداد مهامهم «الجماهيرية»، أو من يقدم بعض خدمة للعامة بطريقة «بدون نفس..».. قد لا يكون الأمر مؤثراً بالنسبة لفرد واحد، ولكن انظر لحالة التبلد التي يتعامل بها البعض مع صف طويل من المواطنين في انتظار خدمة ما.. فتجد من يسب ويلعن ومن تأكل يديه «آكولة» للقيام بعض وقضم ذلك المطنش.. ثم يجيبك بكل برود قائلاً: «أها دي مشكلتي أنا.. أسألوا الجهات الأعلى.. أنا عبد المأمور.. ما عندي ليك إلا الطناش» ويردف عليها عبارة: «تطنش تعش».. إذن الطناش منجاة من المسؤولية لمن لا يقدرها…
٭ آخر الكلام:-عندما تذهب بنا حالات التماهي بلا هدف إلى أعمق أعماق الحكايات.. تفر من عاطفة صادقة تحملها تعابير إنسانية إلى قمة آفاق الكون تماماً مثلما فعل (التجاني حاج موسى).. وفي حالات أخرى يعكر علينا البعض صفو الحياة بالطناش والتجاهل.. ما أحوجنا الآن لحالة المفاوضة على التعابير العامة.
[/JUSTIFY]
سياج – آخر لحظة
[email]fadwamusa8@hotmail.com[/email]