فدوى موسى

لا ريدة لا محنة

[JUSTIFY]
لا ريدة لا محنة

أطياف أناس لا تحب أن تتذكرهم تزاورك أحياناً بعد أن قطعت أوراق صحفاتهم من ملفاتك العميقة لما أغترفت أيديهم .. أناس جئت اليهم تتضوع بكل أصناف الطيوب والطيبة، فجعلوا من وجوههم ثنائية ما بين العلن والخفاء.. الابداء والكتمان.. من الطبيعي أن تتجاهل وجودهم، وإن كانوا على مقربة جغرافية منك.. لا تلقى لهم بالاً لأنهم آثروا أن يكونوا في أقاصي الأركان البعيدة.. تختزن لهم تعبيرات لها ما بعدها من أحاسيس قد لا يقولونها صراحة لكنهم يكتمون نحوك الحقد والحسد واللؤم.. تظهر مشاعرهم الحقيقية عندما يقحمون سيرتك دون أن تكون مكانها في مواضع يتمنونها لك.. وبحقد الإناث فيهم تأخذهم العزة بالنفس إلى درجات عالية جداً من التمني السالب تجاهك.. إذن قرارك الصحيح بالابتعاد عن مواضع تذكارهم بعد تمزيق كل الوثائق الإنسانية والإكتفاء بحالة (السلام سنة لا ريدة لا محنة).

علائق واهنة:

حالة النفاق الاجتماعي التي تبدو ضرورة أحياناً تتطلب نوعاً من الحنكة والحبكة، خاصة وإن كان الفرد على درجة عالية من الشفافية مع نفسه.. قد يكون مبعث الضرورة أنها تأتي نتيجة لاستبقاء إنساني أو محاولة لرتق «فتيق» نسيج ما .. لذا تعتمل أحياناً في الصدور بعض المواجد على إحتمال ما هو صعب الاحتمال والبلع.. (صديقتي) تشتكي من دفاتر حياتها اليومية وتقول إنها لم تعد تطيق حتى أقرب الأقربين اليها، وأنها تود لو تجد مخرجاً تنفذ من خلاله إلى أقطار الدنيا المختلفة ولكنا كصديقات (تقليديات) دائماً ما ندعوها للتصبر والنفاق الاجتماعي حتى الوصول لدرجة اليقين أنها على وفاق حياتي مع المحيطين.. ولكن هيهات حتى أبلغتنا بقرارها الخطير وهي على أعتاب المطار بأنها قد فارقت فكرة النفاق الاجتماعي وارتهنت أمرها للهجرة وربما لموطن آخر.. حسمت كل ملفاتها الداخلية وحاولت أن توفق بعض التزاماتها الأخلاقية تجاه البعض.. والحصيلة أنها تحمل ذاكرة خالية جداً لتبدأ من أول جديد.. لعل وعسى.

في وجه الرياح!:

وفي مهب الريح تبقى بعض العلائق عالقة هناك في مكان ما بين السماء والأرض.. (حبوبتي) تقول إن (اللحمة) وهي تقصد (صلة الرحم) معلقة في عرش الرحمن تصل من يصلها وتقطع من قطعها.. وهي تأخذ حكمتها من المأثورات.. ولكن نسبة للظروف الضاغطة تتشتت هذه الوشائح والأرحام ويستعصى على البعض لم شملها إلا أن هذا الشهر الكريم فرصة للوقوف في مهب ريح الجفاف الذي قرب المشاعر الإنسانية وجعل الكثيرين في حالة لهاث وشفقة من أجل تحصيل أكبر قدر ممكن من الرغبات والأمنيات المحسوسة دون الإحساس… (التقت العجوز ابنة أحد أحفادها ولأنها لم تودر بعد.. قالت لها مقطوع ومبري.. تعني الرحم).

آخر الكلام:

أحياناً مطالبون بأن نعيش بعض التفاصيل ببعض الإحساسات، وأحياناً مطلوب مننا أن نكون بلا إحساس أو شعور، ولكن القدرة على دوزنة ذلك هي التي تحفظ العلائق بين الناس.

[/JUSTIFY]
[LEFT]مع محبتي للجميع[/LEFT]

سياج – آخر لحظة
[email]fadwamusa8@hotmail.com[/email]