الفاتح جبرا

مما جميعو


مما جميعو
[JUSTIFY] العنوسة هي كلمة تطلق على من تعدين سن الزواج من الإناث حسب ما هو متعارف عليه في كل مجتمع ولا خطأ في إستخدام ذات اللفظ على من تعدوا سن الزواج من الذكور غير أننا نسمي ظاهرتهم بالعزوف عن الزواج ربما لأنهم هم أصحاب المبادرة وكده وعنست المرأة فهي عانس إذا كبرت وفاتها قطار الزواج وقال (الجوهري) : عنست الجارية تعنس إذا طال مكثها في منزل أهلها بعد إدراكها حتى خرجت من عداد الأبكار هذا ما لم تتزوج فإن تزوجت مرة فلا يقال عنست ؟
وفي زمان مضي كانت المواصلات فيه (فضييييياه) والأسعار رخيصة ومفيش حاجة إسمها رفع الدعم عن الأسعار أو (تجنيب الإيرادات) أو (العقود التي لا يطلع عليها طرف ثالث) كان المجتمع يعتبر البنت عانساً إذا تجاوز عمرها العشرين والآن القصة وصلت (الأربعينات) و (الخمسينات) وولاة أمر المسلمين لا يقلقهم هذا الشئ و(عااادي بالزبادي) كما يقول أولادنا !!
في أم درمان حيث يسكن العبدلله وقبل أعوام طويلة كان لا يمر (خميس واحد) دون أن تجد أكثر من صيوان في (الحي الواحد) تنطلق منه الزغاريد والأهازيج .. ولا يمض إسبوعاً واحداً دون أن تستلم (كرت دعوة) لزواج ينتهي بتلك العبارة التي إختفت الآن (هو العرس ذااااتو إختفي) والتي تقول (والعاقبة عندكم في المسرات) !!
لم تتبق لنا مسرات (ولا مسيرات) والما عاجبو يحلق حواجبو والحواجب تبعد حوالي نصف متر من الكوع الذي يبعد كمطاشر (سنتي) من اللسان ومن لا يعترف بذلك فعليه أن يحاول لحس كوعه أو يخرج إلى الشارع الذي فارق الشريعة وأصبح كلو إسكرتسات وبودي و(سيستمات) وشنو ما عارف (ومع ده كووووووولو عرس مااافي) !!
قد يسأل سائل : لماذا أصبح الزواج في عداد المستحيلات؟ فنقول له : خسئت يا هذا ألا تعلم بأن الليمونة بألف جنيه وأن اللحمة بستين وأن الموت في المستشفيات مجاناً ؟ وأن الخريجين الذين منهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر قد تم تعيينهم كمفسرين للأوهام والأحلام بغد مشرق سعيد و(صالح) في كنف المشروع الحضاري الذي أضحى كالمنبت لا أرضا قطع، ولا ظهرا أبقى .
أسى وحزن يغمرني والله العظيم الذي لا إله غيره .. إمتلأت البيوت بالعوانس وبالعازفين عن الزواج (مش بمزاجم طبعن) وفي كل يوم نطالع (بالقلم والصورة) من يغتصب طفلة ذات عشرة شهور في (سلطة) تعدى عمرها الكم وعشرين عاما وهي ساهية لاهية لا تدري خطر هذا الأمر ومردوده الأمني والإجتماعي .
وبعد كل هذا (الوجع) ياتيك من يقول بأن البلاد في أزهي عصورها (يكون يقصد قصورها) وأن الأمن مستتب وان الحال يبقي كما هو عليه وعلى من يسأل عن (مليارات) خط هيثرو أو الأقطان اللجوء إلى القضاء .
من الغريب حقاً أن هنالك من يصفون تزايد حالات الإغتصاب بأنها أمراً عادياً ولا يرقى إلى مستوى الظاهرة (وليهم حق) إذ أن الوزارة التي يعنيها هذا الأمر لا تمتلك أي إحصائيات توضح نسبة هذا الخطر الداهم الذي يهدد مصير هذه البلاد وتزايد نسبته في ظل هذا الإرتفاع في معدلات البطالة والأسعار وتدني الأجور!
أن المضحك المبكي إزاء هذه الظاهرة الخطيرة هي الحلول التي قام بوضعها المسئولين والتي تركزت فيما يعرف بالزواج الجماعي والذي تقوم فيه الحكومة بتوفير (شنطة الشيلة) ثم تجمع العرسان في (ساحة) الاحتفال لتعقد لهم وما أن تمر ايام حتى تراهم في (ساحة) القضاء حيث تطلب الزوجة الطلاق لعدم القدرة على الإنفاق !
على أن هنالك بعض (الشيوخ) قد رأوا بأن (التعدد) هو الحل الأمثل لظاهرة العنوسة وعلى طريقة العسكر (بيان بالعمل) فقد قاموا أنفسهم بالتدبيل والتثليث والتربيع ولكن من (السغاااار) بينما تركوا (العوانس) للخريجين وكده !!

كسرة : إن لم ينصلح الحال (مما جميعو) فسوف تنهار البلاد (مما جميعو) .. وأهو نحنا بننضم !!

كسرة ثابتة (قديمة) : أخبار ملف خط هيثرو العند النائب العام شنو(وووو وووو وووو وووو وووو)؟

كسرة ثابتة (جديدة) : أخبار تنفيذ توجيهات السيد الرئيس بخصوص ملف خط هيثرو شنو(وووو)؟

[/JUSTIFY] الفاتح جبرا
ساخر سبيل
[email]gabra-media@hotmail.com[/email]

تعليق واحد

  1. لاشك ان الانهيار تلاقتصادي الحاصل دمر المجتمع السوداني
    ومازال الجماعة سادرين في غيهم وفسادهم
    ومازال التردي يزداد والله يستر

  2. لو كانت العنوسة امرأة لقتلتها
    تلك الكلمة المشؤومة التي يمكن أن تجر بعض المسكينات في محاولة للهروب من واقعها المرير إلى مصير أسوأ
    فقد تقع الفتاة تحت براثن شخص لا خلق ولا دين له فيبتزها كيفما شاء وما حادثة المذيع ببعيدة
    فيا ولاة الأمر قد ارتضيتم أن تحملوا فوق ظهوركم مصير هذه الأمة فلا تجعلوها أوزارا تحملونها يوم القيامة…وليتمثل كل منكم نفسه يوم القيامة أمام الله يسأله عن بورة البنات
    ويا بنات لا تتغالين وتتشددن في الشروط عسى الله أن يجعل لكن خيرا كثيرا