من بعد الجنوب!
لا أريد ان اكون مكابرة واقول: إن ذهاب الجنوب لم يهز شعرة في أركان دولة السودان كما لا يمكن أن أقول ان ذات الذهاب قد اقعد الحال «تب» لكن للأمانة والتاريخ ان بعد ذهاب الجنوب أصاب اقتصادنا مقتل كبير جداً بفقد موارد مالية حجمها باهظ من النقد الاجنبي وتعثرت الموازنة واحتاجت لملاحق ومعالجات «علي محمود» أدرى بها.. المهم في الأمر أن أهم دولة الآن بالنسبة لنا هي دولة الجنوب لظروف كثيرة جداً خاصة ما يرتبط بالأمن القومي حيث اصبحت هناك كروت حرب تضغط بها الدولة الوليدة على الام وذلك بتوفيرها لمناخات الإستقبال والإيواء والدعم للجهات المناوئة للحكم في السودان الباب الذي يضر ليس النظام وحده ولكن كل كيان الدولة السودانية.. لذلك التغييرأو قل الانقلاب الذي قاده سلفاكير هذه الايام في حكومته يجد الاهتمام البالغ من السودان.. فكل تغيير هناك له تداعيات هنا.. فهل يا ترى ستضع هذه الحوادث في الجنوب أثراً في السودان عودةً للأمر الهام.. وهو أن الانفصال الذي حدث!!!! أدخل السودان في حالة محمومة لمحاولات ادراك التأزم الاقتصادي ورهن الكثير من الحلول الاقتصادية على مبدأ الاتفاق مع الجنوب وحلم تطبيق المصفوفة حتى وإن شاب ذلك حراكاً على مستوى إنجاح الموازنة العامة، والمدفوعات من سياسات مالية ونقدية ومعالجات للآثار الإجتماعية والتركيز على الإنتاج الفعلي وموارده.. قد لا يكون خافياً أن هناك بعض مؤشرات الايجابية لاستيفاء بعض الالتزامات الداخلية والخارجية كما قال وزير المالية «تحقق نجاحاً معقولاً جداً والدولة قادرة على الايفاء بالتزاماتها الداخلية والخارجية ولم تفشل في ذلك على المستوى الاتحادي والولائي وهناك علاقات جيدة مع بيوتات التمويل..» اذن بعض من بارقة أمل لو ان الإتفاق مع دولة الجنوب جاء حسب التمني وزالت المخاوف الأمنية.. وادرك الاخوة في الجنوب جدوى علاقة طيبة الجوار.. دون محاولات الكيد السياسي عبر إيواء الحركات أو دعم المتفلتين،، فالأصل أن دولة الجنوب هي ايضاً أحوج ما تكون لكل مليم لتصرفه في موارد خدمة الشعب الجنوبي الذي يعاني الآن كثيراً دفعاً لبناء دولة جديدة تأبى ان تتخلى عن احقاد قديمة لا تفيدها ولا تفيد من بعدها الدولة الأم.. ثم ان الأجندات الخارجية والأطماع والنظريات التآمرية لن تتضرر منها دولة السودان فقط ولكنها ايضاً تجبر الجنوب على دفع ضريبة قاسية جداً.. أما آن الآوان أن يكون هناك «حكيم جنوبي».. «ومتريثاً سوداني» يتعقلان من أجل الشعبين ليأخذ بيد المستقبل الآتي.. قد يقول قائل «لا جدوى ولا أمل في ظل الظروف القائمة» ولكن لا يمكن التعويل إلا على الحكمة.. ففي هذا العالم المضطرب «أصحاب النعمة» متربص بهم والدولتين في عداد ذلك لما يملكان من موارد لا يحسنان الاستفادة منها وإن أحسنا يذهب ريع ذلك الإحسان الى بنود التكايد والاحتراب ومحاولة اعمار ما كان نصف اعمار.. ثم ان الدولتين مصابتين فيما يظهر بداء الفساد الذي يخنق الاداء العام ويقعد بالحال اكثر مما هو عليه.. حيث نجد على أرض الواقع المحاسبة الواقعية بينما يتناسب والجرم العام.. حيث لن تتخذ اجراءات عقوبات رادعة في حق المفسدين تتناسب مع الخراب الذي يسببونه في جسد الدولة.. قد يقول قائل ان المجالس التشريعية قادرة على المحاسبة ولكن يعوذ القائل ان يعيد النظر في تركيبة هذه المجالس التي غالباً ما يغيب فيها عنصر المعارض الواعي الذي يحفظ الدولة من الإنجراف نحو هوى الحكام ومرادهم.
٭ آخر الكلام:نظل في الشمال نتأثر ونؤثر بالجنوب أو على عبارة أصح نظل في السودان نتأثر ونؤثر على دولة الجنوب الوليدة.. وحتى لا تصبح علاقتنا علاقة تشاكس واحتراب وتفلت لا بد من ان تكون الدولتان قادرتان على احترام بعضهما البعض.. «مع محبتي للسودان ولجنوب السودان».
[/JUSTIFY] [LEFT]مع محبتي للجميع[/LEFT]سياج – آخر لحظة
[email]fadwamusa8@hotmail.com[/email]